في خطوة قد تثير «حساسية» الفصائل العراقية الشيعية الموالية لطهران، والمنضوية في «الحشد الشعبي»، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على طلب الحكومة العراقية زيادة عدد المدربين والمستشارين العسكريين في العراق، استعداداً للمعركة الحاسمة لتحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، من سيطرة تنظيم داعش. وبينما أعلن مصدر أميركي أن بلاده سترسل 600 عنصر إضافيين إلى العراق، شدد العبادي على أن «دور المدربين والمستشارين ليس قتالياً، ولكنه للتدريب والاستشارة فقط، وأن من سيحرر الأرض هي القوات العراقية فقط، دون مشاركة أي مقاتل أجنبي».
وتتداول مصادر عدة أنباءً عن وجود نقص في عديد القوات ونوعية الصنوف المقاتلة يصل إلى 20 ألف جندي، وفقاً لمتطلبات خطة تحرير الموصل التي وضعت في قيادة العمليات المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة واشنطن.ورغم أن أطرافاً عراقية تتهم واشنطن بأنها تسوق هذه التقديرات وتبالغ فيها لتشجيع بغداد على القبول بدور أميركي أوسع في العمليات ومرحلة ما بعد تحرير الموصل من «داعش»، فإن ساسة موصليين يؤكدون وجود قلق عراقي وغربي مشترك حيال معركة الموصل، التي تعد أول معركة ضخمة سيخوضها العراقيون ضد «داعش»، نظراً إلى أن الموصل هي الوحيدة بين مدن العراق الكبيرة التي احتلها التنظيم المتطرف، حيث جرت المعارك سابقاً في مدن مثل الرمادي التي لا تشكل سوى 20 في المئة من مساحة الموصل، فضلاً عن وجود تحذير جدي من احتمال حصول هجمات كيماوية تتطلب احتياطات معقدة، ومخاوف من احتمال انشغال القوات بعمليات الإغاثة، وسط توقع نزوح مليون موصلي إذا بدأت المعارك وارتخت قبضة «داعش» على المدينة.وتضيف المصادر أن الولايات المتحدة ستتدخل في أكبر المعارك العراقية، تزامناً مع الانتخابات الرئاسية، مما يجعلها حريصة بشدة على إبقائها معركة «نظيفة» بلا ضحايا كثيرين في صفوف الأهالي، وهو ما يحتم على «البنتاغون» أن تكون على الخط الأمامي لضبط قواعد الاشتباك بدقة.
أخبار الأولى
العبادي يستنجد بواشنطن لسد ثغرات معركة الموصل
29-09-2016