مع تحّفظه على توصيف «المضحكين الجدد»، يرى الناقد والسيناريست رامي عبد الرازق أن ثمة جيلاً جديداً من ممثلي الكوميديا الشباب يراهم كوميديين فعلاً، مشيراً إلى أنهم بدأوا بتلمّس طريقهم إلى الجمهور منذ خمس سنوات تقريباً، تحديداً مع تجربة «ورقة شفرة» لأمير رمسيس والثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، ويمكن أن نضمّ إليهم تجربة أحمد مكي المهمة، خصوصاً في تعاونه مع الكاتب شريف نجيب في «طير أنت» و{لا تراجع ولا استسلام».

تليهم مجموعة من الممثلين المعروفين بفرقة «مسرح مصر» التي قدمت أكثر من تجربة متفاوتة المستوى على اختلاف إمكاناتها الشكلية والأدائية، لكن وجودها أصبح حقيقة لا يمكن تجاهلها .

Ad

يتابع عبد الرازق إن {ملامح الجيل لا تتشكل في عدد الممثلين الذين ينتمون إلى شرائح عمرية متقاربة، ولكن لأسلوب الكوميديا ومدارسها وأنواعها المختلفة التي تتجدد أو يعاد إفرازها بشكل أكثر حداثة عن الجيل السابق أهمية كبرى في مسألة  ظهور جيل جديد... ومن السهل الوقوف على مثال واضح إذا قارنا بين أداء كل من محمد سعد وأحمد مكي، أو بين تعامل حلمي مع الأفلام الأجنبية المقتبسة وبين تعامل الثلاثي معها».

فجوة زمنية

من جانبه يرى الناقد طارق الشناوي «أن السينما المصرية تمرّ بفترات زمنية متعاقبة مختلفة، فقد شهدت بزوغ نجوم وتلاشي آخرين، ولا بد يوماً من أن يأتي من يعيد الكوميديا المصرية إلى زهوها ومجدها، كما فعل السابقون رغم أن السينما المصرية مرّت بفجوة زمنية كبيرة خلت تماماً من الكوميديا الحقيقية». أما الآن، يتابع الشناوي، فنحن نمرّ بفترة زمنية من دون كوميديين يستحقون ذلك اللقب، وأتوقع عن قريب في خلال العامين المقبلين بزوغ نجم كوميدي يمكنه مجابهة الأوائل بل ويتربع على عرش الكوميديا السينمائية».

الناقدة ماجدة خير الله توضح في السياق نفسه أن كل مشروع مقبل هو مستقبل جديد ليس للكوميديا فحسب بل لأنواع السينما كافة، مشيرة إلى تميّز المصريين بخفه الدم، من ثم فإن موهبة الإضحاك متوافرة.

ويذكر الناقد محمد عاطف أن لكل جيل نجومه وسنة الحياة عموماً وجود أجيال وتعاقبها، وفن الكوميديا ليس استثناء. ولكنه يتساءل: ما مدى موهبة المجموعة المتصدرة للساحة راهناً؟

يتابع: «الثلاثي حالة إبداعية خاصة ظهرت في مطلع الألفية، ومروا بمراحل تطوّر كان انفصالهم متوقعاً في نهايتها، بعد تحقيقهم درجة كبيرة من النجاح والانتشار، وتطلع كل طرف منهم إلى شق طريقه الخاص. أما أعضاء مجموعة «مسرح مصر» فضعيفو الموهبة ولا يتطوّرون ويعتمدون السماجة منهجاً لهم، ونجاحهم الجماهيري دليل على تدني الذائقة الفنية عموماً والكوميدية خصوصاً بين قطاع الشباب. حتى إن تصعيدهم من المنتجين كان بسبب تدني أجورهم لا أكثر، وأظنها ظاهرة لن تستمر طويلاً».

يضيف عاطف: «محمد إمام حالة مختلفة تصعب مقارنتها بمجموعة «مسرح مصر»، واستعانته بهم جزء من خلطة النجاح لأعماله. والحقيقة أنهم استفادوا أكثر معه في «كابتن مصر} و{جحيم في الهند} كونها أكثر تماسكاً كتابةً وإخراجاً}.

يختم: {محمد إمام عموماً ممثل جيد لديه قدرات تمثيلية أوسع من حصرها داخل الأعمال الكوميدية. لكن استمرار صعود نجوميته مرهون باختياراته المستقبلية}.