فلسطين أم إسرائيل؟
بات الشارع العربي مهيأ أكثر من ذي قبل لتقبل دولة إسرائيل، فلا استنكار ولا غيره، فحتى الإسلاميون ومن على شاكلتهم خمد صوتهم تماماً، وكأن قضية الأقصى لا تعنيهم، وانشغلوا ببث سموم الطائفية والمذهبية بين المسلمين.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
ذهب السادات وأعطى مفتاح المبادرات للعرب ليتسابقوا إلى الدخول في اتفاقات اقتصادية ودبلوماسية علناً ودون خجل من أشقائهم الفلسطينيين ودون حياء من المسجد الأقصى أولى القبلتين، ودون أن يقدم الكيان الصهيوني أي تنازلات تحفظ كرامتهم وتبرر فعلتهم. على العموم بات الشارع العربي مهيأ أكثر من ذي قبل لتقبل دولة إسرائيل، فلا استنكار ولا غيره، فحتى الإسلاميون ومن على شاكلتهم خمد صوتهم تماماً، وكأن قضية الأقصى لا تعنيهم، وانشغلوا ببث سموم الطائفية والمذهبية بين المسلمين.الشعب الفلسطيني في ظل هذا التخاذل العربي سيعاني الويلات من غطرسة هذا الكيان، وما يوم غزة ببعيد، فبعض الأبواق العربية بررت قصف غزة ولامت حماس على ذلك، وأنها هي التي بدأت الحرب وحفرت الأنفاق لتهدد الأمن القومي لإسرائيل. العالم كله فرح عندما أسقط الألمان الجدار الفاصل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وصوّره انتصاراً للشعوب، بينما الجدار الذي تقيمه إسرائيل على الضفة، والحصار الذي تفرضه على قطاع غزة حق لحماية أمن المواطن الإسرائيلي، وبناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية هو الآخر مبرر لاستيعاب المهاجرين اليهود، وعلى الفلسطيني صاحب الأرض أن يشرب من البحر، فالقنوات العربية مشغولة جداً بنقل أخبار سورية والعراق واليمن.المؤلم في قضية التطبيع مع إسرائيل ليس موقف بعض الحكومات إنما سكوت النخب من مفكرين ورجال دين عن قضية مستحقة بهذا الحجم، بل إن بعضهم يبارك هذا التطبيع، وفي مفارقة عجيبة يراه مهماً للأمن العربي.في النهاية إن كان الجيش الإسرائيلي بعدته وعتاده لم يستطع إسقاط الحجارة من يد الطفل الفلسطيني فبكل تأكيد لن تضره خيانة أبناء عمومته، فالله نافذ أمره، وستعود القدس إلى أهلها. ودمتم سالمين.