انتقد نشطاء مصريون الزج بالكنيسة المصرية في أتون صراعات سياسية، بعد أيام من احتشاد أقباط لاستقبال ودعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أثناء زيارته لمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة «نيويورك» الأسبوع الماضي، بأمر من الكنيسة الأرثوذكسية.

وفي حين وقع 600 شخصية حقوقية ونشطاء أقباط، رسالة مفتوحة للنظام والكنائس، تستنكر دعوات الكنائس لحشد مسيحيين لاستقبال الرئيس في أميركا، لاتزال بعض الكنائس، التي تعرضت للحرق، أثناء فض قوات الأمن اعتصام رابعة الإخواني، منتصف أغسطس 2013، بحاجة إلى ترميم، رغم مرور أكثر من عامين على الواقعة، ورغم وعود المسؤولين بترميمها.

Ad

وبعد أسابيع قليلة، من إقرار البرلمان المصري، قانون «بناء وترميم الكنائس» المثير للجدل، بسبب اعتراض عدد كبير من القوى السياسية، ناشد أقباط المسؤولين في مصر سرعة ترميم ما تبقى من كنائس، أغلبها في محافظات الصعيد وخصوصاً في محافظة المنيا «جنوب القاهرة»، تنفيذاً لوعد الرئيس السيسي، أثناء زيارته البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، مطلع يناير 2016، بالانتهاء من ترميم وإصلاح باقي الكنائس التي تعرضت للحرق، نهاية العام الحالي، لتكون جاهزة لاستقبال الأقباط 7 يناير المقبل، خلال الاحتفال بأعياد الميلاد.

وفي حين كانت مصادر قبطية قالت إن القوات المسلحة انتهت فعلياً من إصلاح نحو 48 كنيسة، فيما تتبقى نحو 20 كنيسة لم يتم الانتهاء من ترميمها بعد، دان البيان الحقوقي، تبعات السياسة التي تتبعها الكنيسة قائلا: «لم ‏يعد ‏من الخفي ما يعانيه المواطنون المسيحيون من أزمات، جراء دخول الكنائس ‏كطرف ‏في المعادلة السياسية، حتى لا يتحمل المسيحيون ـ خاصة في الصعيد ـ ‏تبعات المواقف السياسية التي يتخذها قيادات الكنيسة».

وقال راعي كنيسة السيدة العذراء في مسطرد القس عبدالمسيح بسيط، إن القوات المسلحة قادرة على بناء الـ 20 كنيسة المتبقية وتنفيذ وعد الرئيس، مضيفا: «الكنيسة الأرثوذكسية تعد قائمة بالكنائس المغلقة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء لإعادة فتحها مجدداً».

وأوضح لـ«الجريدة» أن سبب تأخر عرض القائمة هو مراجعة الكنيسة لأوراق الملكية الخاصة بكل كنيسة.

من جانبه قال المفكر القبطي كمال زاخر، إن وعد الرئيس قابل للتنفيذ إذا سارت الأمور بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن البيروقراطية المصرية يمكنها أن تعطل الوعد، وأضاف: «حتى إذا لم يتم الانتهاء من ترميم الكنائس المتبقية، فإن ذلك لن يؤثر على العلاقة بين النظام الحاكم والأقباط، الذين طلب البابا منهم تأييد السيسي في أميركا».