في خطوات متتابعة وغير متوقعة، ضربت الاستقالات حزب «مستقبل وطن» بالتزامن مع استقالة رئيسه الشاب محمد بدران، الذي برر ذلك برغبته في استكمال دراسته بالخارج، حيث يوجد في الولايات المتحدة منذ أشهر. في موازاة ذلك، استقال أيضاً عدد من قيادات الحزب في المحافظات، بسبب ما وصفوه بـ «التجاهل في التواصل معهم»، إضافة إلى اتخاذ الإجراءات بطريقة مركزية، وإجمالاً وصل عدد المستقيلين من الحزب إلى نحو 200 شخص على مدار الأشهر القليلة الماضية لنفس الأسباب تقريباً. اللافت أن ما آل إليه «مستقبل وطن» لم يكن متوقعاً لحزب حظي بحفاوة كبيرة، واعتبر الحزب الشبابي الأبرز في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث قاده رئيس اتحاد طلاب مصر محمد بدران، وحصل لاحقاً على ثاني أعلى نسبة تمثيل في البرلمان بواقع 53 مقعداً، كما يعتبر من الأعضاء المؤثرين في ائتلاف «دعم مصر» الداعم للنظام الحالي.

المكتب التنفيذي للحزب أرسل استقالة بدران وقرار تكليف أشرف رشاد برئاسة الحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب، لتنفيذ القرار، مؤكدا اعتزامه إجراء الانتخابات الداخلية خلال الفترة المقبلة، وفقاً للائحة التي ستسمح لعدد من القيادات بالترشح والتنافس، ودعوة أعضاء الحزب لانتخاب رئيس جديد خلفاً لبدران. وقال رئيس الحزب المكلف أشرف رشاد إن الحزب يعمل بنظام مؤسسي، وهناك لائحة يتم التعامل معها، مشيراً إلى أنه تفرغ من منصبه البرلماني كرئيس للهيئة البرلمانية للحزب ليكون رئيساً له خلال الفترة الحالية مع الاستمرار بنفس السياسة العامة، ومشاركة الشباب بقوة في مناقشة مشروعات القوانين.

Ad

وأوضح رشاد، لـ«الجريدة»، أن «الحزب مشغول حاليا بالتحضير لانتخابات المحليات التي يهدف من خلالها إلى تعزيز وجوده في الحياة السياسية بالمنافسة على أكبر عدد من المقاعد». وتابع: «وجودي كقائم بأعمال رئيس الحزب منذ فترة يجعلني على دراية بكل الأمور الداخلية له»، مشيراً إلى أن وجود اختلافات في الرأي بين الأعضاء أمر طبيعي في ظل الديمقراطية التي يتخذ بها القرار من الداخل، مع التأكيد على دعم الحزب للرئيس السيسي والقرارات التي يتخذها لتحقيق النهضة الاقتصادية.