بانتظار 31 أكتوبر المقبل، الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة الانتخاب الرئاسية بنسختها السادسة والأربعين، مر أمس «مطب» التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي من دون بلبلة تذكر، على أن يتخذ وزير الدفاع سمير مقبل القرار بشأن التمديد لرئيس الأركان اليوم. وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، أشار مقبل إلى أن «المخاطر الأمنية تحدق بنا من كل جانب، ولا أجد سوى المؤسسة العسكرية التي بقيت بعيداً عن التجاذبات وهدفها الوطن والمواطن، فلولا صمود المؤسسة العسكرية لكان لبنان خراباً». وأضاف: «نناشد جميع السياسيين والإعلام عدم زج المؤسسة العسكرية في الزواريب السياسية وإبعادها عنها».
وقال: «اتخذت قرار التمديد لقائد الجيش وسأوقعه اليوم». وأعلن ان «اليوم هو النهار الأخير لأخذ قرار لقيادة الجيش، وبما ان الحكومة لم تجتمع لن اترك الجيش من دون قائد»، لافتا الى انه «لم يتأخر يوما عن الاستماع بل الاصغاء الى هواجس الجميع وآرائهم بسبيل هذا الوطن وسيادته».وأوضح أن «مجلس الوزراء قد يجتمع بعد اسبوع ويأخذ قرارا بتعيين قائد جديد للجيش، عندها يصبح القرار الذي اتخذته اليوم معدوماً. فعندما تأخذ الحكومة قرارا بتعيين قائد جديد للجيش يجمد قرار تأجيل تسريح العماد قهوجي». وختم: «غدا(اليوم) سأتخذ القرار بشأن التمديد لرئيس الأركان».وقالت مصادر متابعة إن «مقبل سيصدر مرسوما بتعيين العميد حاتم ملاك رئيسا للأركان في الجيش اللبناني خلفا للواء وليد سليمان، على ان يباشر ملاك مهامه وتتم الموافقة عليه حكوميا»، مضيفةً: «مردّ ذلك تعذر تأجيل تسريح اللواء سليمان وإبقاؤه في موقعه، إذ ليس هناك من مجال للتمديد له، ولما يتمتع به ملاك من أقدمية ولما يحظى به اسمه من توافق جميع الفرقاء السياسيين».إلى ذلك، لا يبدو تفاؤل «التيار الوطني الحر» بقرب وصول رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية نابعاً من فراغ، في ظل مطالبة كل الأطراف السياسية بضمانات لما بعد الرئاسة.وقالت مصادر متابعة إن «رئيس مجلس النواب نبيه برّي يحاول الحؤول دون أن يكون ربح عون ربحا صافيا. فإذا وصل الأخير إلى رئاسة الجمهورية في ظل تحالفه مع «القوات اللبنانية» من جهة، و»حزب الله» من جهة أخرى، فستكون الكلمة الفصل في الحكومة له ولحلفائه، مشيرة إلى أنه «من خلال انتزاع بري لوزارة المالية يستطيع التحكم بكل المشاريع في الحكومة».ولفت عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب أمل ابو زيد، أمس، الى «اننا ننتظر انتهاء رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من مشاوراته وتحديد موقفه من الموضوع الرئاسي، ونرى أنه إذا قرر الحريري تأييد العماد عون رئيسا فسوف تستجيب كتلة المستقبل لأن هذا هو القرار الأساسي لرئيس التيار الذي يمثل نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري وخطه».وأمل في أن تكون «الجلسة الـ 46 حاسمة لجهة انتخاب العماد عون رئيسا على الرغم من تأخير انعقادها حتى 31 أكتوبر»، معتبرا أن «تأخير عقد الجلسة 33 يوما لن يخفف من اندفاعة الرئيس الحريري ولا من حتمية العماد عون تماما كما لم تفعل السنتان الماضيتان. أما الحديث عن سلة تفاهمات قبل انتخاب الرئيس فيجب أن يكون تحت سقف الدستور والميثاق وألا يتعارض مع رغبة اللبنانيين في تسريع انتخاب رئيس كأولوية يشدد عليها الجميع».
دوليات
لبنان: التمديد لقهوجي... وبري يعاند تسوية عون طمعاً في «المالية»
30-09-2016