صمت في الداخل الروسي بعد عام من التدخل بسورية

نشر في 30-09-2016
آخر تحديث 30-09-2016 | 00:00
No Image Caption
يتذكر سيرغي دافيديس ذلك الصباح من أكتوبر، عندما تظاهر مع 300 شخص آخرين في موسكو للاحتجاج على التدخل العسكري الروسي في سورية، مؤكدا أنه كان أول وآخر تجمع من هذا النوع.

ويقول المعارض الروسي: «على حد علمي (...)، لم يكن هناك أي حدث آخر مخصص للمشكلة السورية وتورط القوات الروسية في النزاع».

لم يحدث أي جدل عام أو احتجاج منذ أن أطلق الرئيس فلاديمير بوتين في 30 سبتمبر 2015 القاذفات والمروحيات والصواريخ العابرة الروسية، بذريعة «مطاردة الإرهابيين» في سورية، ودعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

ولم يثر أول تدخل عسكري للجيش الروسي خارج حدوده منذ انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان في 1989، أي تفاعل سلبي أو إيجابي في روسيا، ولا حتى بداية جدل.

ويقول دافيديس: «إنها حرب بعيدة يرى الرأي العام أن كلفتها ليست باهظة ولا تضر فعلياً، لذلك استبعدت في نهاية المطاف من الوعي العام».

في موسكو، الشاغل الأكبر هو الانكماش الاقتصادي الذي يضرب البلاد منذ 18 شهرا والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على البلاد. والنتيجة هي أن السكان ومعارضي الكرملين، لا يكترثون بسورية.

وتنقل وسائل الإعلام القريبة من «الكرملين» روايته لما يجري في سورية: فموسكو تدخلت بطلب من السلطات الشرعية في سورية في مكافحتها «للمجموعات الإرهابية» التي تهدد روسيا أيضا. ويقول مدير مركز «ليفادا» المستقل لاستطلاعات الرأي ليف غودكوف «في البداية وقبل عام، كان رد فعل الناس يتسم بالحيرة وحتى الخوف. لكن بعد ذلك ومع البث الدعائي للدولة المدافع عن الحملة، بدأوا يقتنعون».

وبينما تبث وسائل الإعلام العالمية منذ اسبوع صورا مروعة للضحايا المدنيين في حلب التي تتعرض لقصف الطيران الروسي والسوري، يضاعف التلفزيون الروسي تقاريره الى جانب الجيش السوري حول حلب.

فليست هناك أي لقطة للدمار أو لعمليات قصف الأحياء الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، بل هجمات يشنها «حكوميون» وجهود تبذلها الحكومة لإزالة المتفجرات من المدينة.

ويقول غودكوف «أي معلومات سلبية عما تفعله روسيا يقدم في سياق حرب إعلامية تجري ضدها، مثل الدعاية الإعلامية المعادية للروس».

ويقول الخبراء إن الروس يعتبرون حاليا أن الحرب لم تكلفهم ثمناً كبيراً. وهناك قوات خاصة ومستشارون عسكريون منتشرون في سورية بالتأكيد، لكن «الكرملين» يؤكد أن ليس هناك أي جندي روسي على الجبهة، وإن كان 21 روسيا على الأقل قتلوا خلال عام واحد.

وتقول ايرينا، الموظفة المتقاعدة بينما تقف بالقرب من نصب في موسكو تكريماً لـ 15 الف جندي سوفياتي قتلوا في أفغانستان، «سورية؟ لا... الناس لا يناقشون الأمر. التلفزيون لا يعرض تقريبا سوى تسليم المساعدة الإنسانية».

وعلى الرغم من ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «في تي-سيوم» الحكومي ونشرت نتائجه الأربعاء الماضي أن نسبة الروس الذين يعتبرون أن الوضع يتحسن في سورية انخفضت من 48 بالمئة في مارس يوم إعلان انسحاب الجزء الأكبر من القوات الروسية، الى 27 في المئة في يوليو.

لكن بالنسبة إلى معظم الروس الذين مازالوا مصدومين بالحرب التي خاضها الجيش السوفياتي لعشر سنوات في أفغانستان، التاريخ لن يعيد نفسه في سورية.

وتقول إيرينا: «أعتقد أن تدخلنا في سورية وفي أفغانستان مختلف تماما. ليس المقياس نفسه».

back to top