«التربية» تسترخص عيالها
الصيدلاني إبراهيم مراد مستاء ومتضايق جداً من تصرف وزارة التربية بإحالتها للكفاءات الوطنية من المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات إلى التقاعد الإجباري، ويتساءل: لماذا تقوم الوزارة بذلك؟ويستطرد: المعلم في الجمهورية الفرنسية إذا "بلغ من العمر عتياً" يرحّل إلى التدريس في المراحل التأسيسية، وأقصد بها المرحلة الابتدائية، لكي يستفيدوا من خبرته وكفاءته وعلمه وفهمه ومعرفته في تأسيس هذه المرحلة المهمة في حياة الطفل.قلتُ لأخي إبراهيم: ذكرتَني بموقف مؤلم حصل مع زوجتي في العام الدراسي 1995- 1996م عندما كانت تعمل معلمة رياضيات في المرحلة الثانوية في ثانوية الروضة، وأخذت إجازة وضع مدة شهرين وبعد نهاية الإجازة نقلوها إلى ثانوية العديلية لعدم وجود مكان لها في ثانوية الروضة.
وهناك في ثانوية العديلية عملت بكل جد ونشاط وهمة لتثبت لهم كفاءتها، لكنها فوجئت في نهاية الفصل الدراسي الأول بأن مديرة المدرسة قد أعطت جميع معلمات قسم الرياضيات تقدير امتياز إلا إياها، إذ أعطتها 88 في المئة فقط، وعندما سألتها عن السبب؟ أجابت المديرة: أنتِ جديدة على المدرسة، وإن شاء الله تأخذين امتياز في الفصل الثاني! وللعلم زوجتي كان قد مضى عليها ست سنوات في التدريس، فتضايقت وذهبت إلى قسم السكرتارية وطلبت نموذج الاستقالة الذي وقعته المديرة مبتسمة وغير مكترثة!ذهبتُ بكتاب الاستقالة إلى مراقب التعليم الثانوي في منطقة العاصمة التعليمية وأيضاً وقعه من دون معرفة أسباب الاستقالة! ذهبت مسرعاً بسيارتي إلى وزارة التربية، ومن شدة غضبي كنت أصرخ بأعلى صوتي، فخرج الوكيل مساعد الهارون "بوراشد" من مكتبه وأخذ بيدي وأدخلني إليه، وسألني عن سبب غضبي فأخبرته بما حصل من مديرة المدرسة ومراقب التعليم الثانوي، وقلتُ له يا "بوراشد" الوزارة تتعاقد سنوياً مع معلمين ومعلمات من الخارج لسد النقص والعجز في مدارسها، ولكنها للأسف "تفرط" في الكفاءات الوطنية المخلصة والأمينة بسبب عدم وضع القيادي المناسب في المكان المناسب، و"عش رجباً ترَ عجباً" في التربية. آخر المقال: يقول المثل الكويتي القديم:"اللي يسترخص باللحمة تخونه المرقة".