بعد ساعات من تعبير الولايات المتحدة عن غضبها من الأداء الروسي في الحرب السورية، وتهديدها بوقف التعاون معها، وأيضاً بدراسة تحرك عسكري لحل الأزمة السورية، سربت وسائل إعلام روسية معلومات بأن موسكو عززت وجودها العسكري بسورية بالتزامن مع الهجوم الحاسم الذي تساهم فيه الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد على احياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة. ونقلت صحيفة «إزفستيا» عن مسؤول عسكري روسي قوله إن عدداً من المقاتلات من طراز «سوخوي - 24» و«سوخوي - 34»، وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية في طرطوس. وقال المسؤول «إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال ما بين يومين وثلاثة أيام».
وأضاف: «طائرات الهجوم الأرضي سوخوي - 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت من وحداتها وأطقمها في حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة».وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأول، إنه لا طائل من السعي لمزيد من المفاوضات مع روسيا بشأن سورية ما يترك واشنطن دون خطة بديلة ويدفعها لتعجل التوصل لخيارات جديدة لوقف العنف المتزايد.وكان مسؤولون أميركيون قالوا لـ «رويترز» تعليقا على خطة وقف إطلاق النار الأميركية الروسية في سورية إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأت دراسة ردود أكثر حزماً، بما في ذلك الخيارات العسكرية، على هجوم القوات السورية المدعوم من روسيا على حلب أكبر مدينة سورية.وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب عدد من المقاتلات والجنود من قاعدة حميميم في مارس الماضي، مبررا الخطوة في ذلك الوقت بأن الكرملين حقق معظم أهدافه في سورية، لكنه في الوقت عينه أكد أن بوسع موسكو تعزيز قواتها هناك سريعا إذا دعت الحاجة.في غضون ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين لم يعلن، في يوم من الأيام، عن تحديد مدة لعملية القوات الجوية الروسية في سورية.وذكر الناطق الرئاسي، إن «المهمة الرئيسية لطائرات سلاح الجو الروسي التي تم إرسالها إلى سورية تتمثل في مساعدة الجيش السوري على مكافحة الإرهابيين الذين احتلوا جزءا كبيرا من أراضي الجمهورية العربية السورية وقتذاك»، مضيفا انه «لولا التدخل الروسي لكانت دمشق محتلة من الارهابيين».
تقدم ميداني
وحققت قوات النظام أمس تقدما ميدانيا في شمال ووسط مدينة حلب على حساب الفصائل المعارضة، بدعم جوي من الطائرات الروسية.في هذا الوقت، بعد نداءات الحكومات والامم المتحدة، تتالى دعوات المنظمات غير الحكومية إلى وضع حد لمعاناة مدينة حلب حيث تحاصر قوات النظام السوري أكثر من 250 ألف شخص في الاحياء الشرقية تحت وابل من القصف الجوي الذي أوقع مئات القتلى والجرحى.ودعت الجمعة منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف «حمام الدم» في حلب، بعد ساعات على تأكيد منظمة «سيف ذي تشيلدرن» أن الاطفال لم يعودوا بأمان في حلب حتى تحت الارض بسبب استخدام «قنابل خارقة للتحصينات» في القصف.وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سيطرة قوات النظام على منطقة المشفى الكندي في شمال مدينة حلب والذي كان تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ نهاية العام 2013.وكانت هذه القوات استعادت الخميس السيطرة على مخيم حندرات (للاجئين الفلسطينيين سابقا) الواقع شمال مدينة حلب والذي يشهد منذ اسابيع معارك عنيفة وتقدما من احد الطرفين ثم تقدما مضادا.وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، «تتيح سيطرة قوات النظام على المنطقة التقدم أكثر إلى أحياء المعارضة، وتحديداً إلى الهلك والحيدرية من جهة الشمال».في وسط المدينة، تدور معارك عنيفة بين الطرفين في حي سليمان الحلبي حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق «تقدم بسيط».وقال مصدر عسكري ميداني لـ «فرانس برس» إن الجيش تمكن من السيطرة على عدد من الابنية في الحي ويواصل تقدمه باتجاه محطة ضخ المياه المعروفة التي تحمل اسم الحي وتغذي معظم احياء المدينة.وتتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة على حي سليمان الحلبي منذ العام 2012، وتسيطر الاخيرة على محطة المياه. وعمدت الفصائل الاسبوع الماضي الى وقف العمل فيها، ما حرم سكان الاحياء الغربية من المياه، احتجاجا على اضرار نتيجة القصف لحقت بمحطة باب النيرب التي تغذي الاحياء الشرقية، قبل ان يعاد تشغيلهما.وقال مدير المرصد: «تتبع قوات النظام في حلب سياسة القضم، في محاولة للسيطرة على الاحياء الشرقية».وترد الفصائل المعارضة على هجمات القوات النظامية والمجموعات المسلحة الموالية لها بإطلاق القذائف على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.وأفاد الإعلام السوري الرسمي، أمس، بمقتل 13 مدنيا واصابة اربعين آخرين بجروح جراء قذائف أطلقتها «المجموعات الارهابية» على احياء سليمان الحلبي والميدان والفرقان والسليمانية.ومنذ انطلاقها قبل عام، تسببت الغارات الروسية بمقتل 9364 شخصا بينهم 3804 مدنيين، 906 منهم اطفال، وبإصابة عشرين ألف مدني على الاقل بجروح، وفق حصيلة للمرصد أمس.وأوضح عبد الرحمن أن «الحصيلة هي نتيجة الغارات الروسية التي تمكننا من التأكد منها»، لافتا الى ان «العدد قد يكون أكبر لوجود قتلى لم نتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفتهم».إيران: فاوضنا السعودية في بداية الأزمة السورية
كشف وزير الأمن السابق في إيران، حيدر مصلحي، أنه ترأس وفداً إيرانياً ذهب إلى السعودية في بداية الأزمة السورية للتفاوض على حل للأزمة. ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية هذه التصريحات عن مصلحي، مشيرة الى أنه ذكرها في كلمة القاها بمسجد محمدية في طهران أمس.وزعم مصلحي أنه التقى في السعودية، أمير مكة الأمير سعود بن نايف شقيق ولي العهد الأمير محمد بن نايف، ورئيس الحرس الوطني الأمير مقرن بن عبدالعزيز.