بيت كويت ستينيات القاهرة...!
لا أجانب الصواب عندما أقول إن الكويت لا تعرف التمييز الطبقي، مهما كانت طبيعة الفوارق بين أناسها، ولست هنا بصدد بحثٍ سيسيولوجي في هذا الموضوع، ولكنني سأروي لمحات من تلك اللحمة المتناغمة بين شريحة من أبناء الكويت في قاهرة الستينيات، حيث عشتها عدة سنوات: • طلاب الكويت في مصر منذ الأربعينيات والخمسينيات، وذكرت البعض منهم في مقال سابق، هم من أسسوا بيت الكويت في الدقي، وكان من أبرزهم فجحان هلال المطيري.***
• أما طلاب الستينيات، حيث كانت أعدادهم في تزايد، فقد كانوا من أفضل المنظمات الطلابية في تلك الحقبة، وهذا ما أكدته الأحداث التالية لتخرج الكثير منهم، حيث احتلوا أهم المراكز القيادية في بلدهم.• أعود إلى بيت الكويت، الذي كانت تُجرى لإدارته انتخابات ديمقراطية على درجة عالية من المسؤولية، وبرزت فيها قيادات فذة في إدارتها، مثل كوثر الجوعان، وناصر الفرج، وبدرية العوضي، وفيصل المسعود، وأذكر هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر، إذ إن القائمة طويلة، وطويلة جداً، فأرجو ممن لم أتمكن من ذكرهم أن يعذروني لمحدودية كلمات المقال. • في مقر بيت الكويت تتجسد الكويت بكل شرائحها ممثلة بروح الشباب المحب لوطنه، فما إن يدخل سليمان دهيمة حتى يشيع المرح في كل مكان، فيدخل في سجال مرحٍ مع فؤاد المتروك، فيقهقه له السيد عدنان عبدالصمد، ثم يدخل في وسط معركة هذا السجال غازي السجاري، وتتسع دائرة الحوارات القائمة على المحبة والوئام بين أبناء الكويت، لتشتمل على أخبار الوطن، ومناقشة العديد من القضايا الخاصة والعامة، ثم يتم إعلان رحلة إلى السويس، وتسجل أسماء من يرغبون، وفي أثناء الرحلة (تلعلع) المراويس في الباص، والصفقة المتميزة يساهم فيها الجميع... و( يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ... ردي عليّ فؤادي أينما كانا). • أثناء التجوال في مدينة السويس يصدح صوت الأذان، وإذا بالجميع يتجهون إلى أقرب المساجد فيصطفون جميعاً... أقول... جميعاً... والله على ما أقول شهيد، ليتجهوا إلى خالقهم، دون انتماء إلى أحزاب، ودون لحى، ودون فروق مذهبية، ودون جلابيب قصيرة...!• فلا سامح الله من أوصلنا إلى هذه المرحلة من التشتت، والمغالاة، والكراهية، كائناً ما كان انتماؤهم الحزبي، أو الطائفي. ***• قد يتساءل البعض: أين شادي الخليج؟! لم أنسَ هذا الفنان الجميل والصديق النبيل، لأنني بصدد مقالة عنه تشتمل على تجربته حينما جعل للأغنية الكويتية مكانة متميزة في اختياره الكلمات للعدواني، والألحان لأحمد باقر، فلا أريد لفنان كبير مثل شادي الخليج إلا ما يستحقه من مقال خاص به.