انتهت أمس الجولة المحلية الأولى من الاتصالات المكثفة لزعيم تيار «المستقبل»، رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد عودته الى لبنان، والتي تهدف الى إخراج الوضع الرئاسي من المأزق، على أن يزور موسكو خلال أيام، وسط مؤشرات قوية على نيته السير في ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب العماد ميشال عون، الى الرئاسة.

وفتحت حركة الحريري، «شهية» القوى السياسية، على الشروط والمطالب المتعلقة بشكل الحكومة الجديدة، خصوصا ما رشح عن شروط وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري تخص ملف النفط ووزارة المالية، الأمر الذي قابله عون وحليفه الجديد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع برفض وضع شروط مسبقة على الرئاسة، متمسكين بنظرية الرئيس القوي.

Ad

وزار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية»، ملحم الرياشي، أمس، العماد عون في الرابية. وقال في تصريحات أمس:» نحن لسنا لا مع سلة ولا مع جرة، نحن نفهم دولة الرئيس بري ونقدر موقفه، ولكن نختلف معه، لأننا لا نؤمن بأنه يجب أن تكون هناك سلة، ولا يمكن كلما أردنا انتخاب رئيس أن نكبله قبل انتخابه».

في المقابل، تصاعد الحديث عن امتعاض حزب الله من وعد قدمه عون لجعجع ينص على منح القوات وزارة الداخلية أو الدفاع في الحكومة العتيدة بعد انتخابه رئيسا.

في سياق آخر، قالت المصادر إن «الحراك الذي يقوم به الرئيس الحريري كشف أن من لا يريد رئيسا رغم كل المزايدات منذ 3 سنوات وحتى اليوم هو حزب الله تحديدا»، مشيرة الى أن «الحزب يرفض مادام قادرا على منع وصول رئيس وقيام سلطة تسأله ماذا يفعل في سورية، ويتخيل أنه لاحقا يقدر أن يفرض الشروط التي تناسبه، لأنهم يعتقدون أنهم قادرين على إحراز نصر حاسم ونهائي».

وتوقعت المصادر أن يستمزج الحريري آراء المسؤولين خلال جولته الخارجية الى موسكو وأنقرة والرياض».

وأكد الأمين العام لـ «تيار المستقبل»، أحمد الحريري، أن «تيار المستقبل يحمل المبادرة لإنهاء الشغور الرئاسي». وقال الحريري: «سنستمر في حملها بكل عناد، مهما انزعج أسياد التعطيل، لأن العناد الذي نبديه هو إنقاذ لبنان تحت سقف الدستور.

أما العناد الذي يبديه المعطلون، من تعطيل 45 جلسة لانتخاب الرئيس، إلى التورط غير المسبوق في حروب إيران في المنطقة، هو عناد لتدمير لبنان، وضرب دستوره وإغراق أهله بأزمات وويلات لا تنتهي».

ورأى وزير الاتصالات بطرس حرب أن «الرئيس الحريري لم يعلن بعد ترشيحه للعماد ميشال عون للرئاسة، لكنه يدرس هذا الاحتمال، وهناك توجه إيجابي لترشيحه»، معتبرا أن «دعم ترشيح عون من قبل الرئيس الحريري هو خضوع للابتزاز السياسي الذي مارسه عون على مدى سنتين، وهذا يشكل سابقة خطيرة في نظامنا السياسي». ولفت حرب الى أن «حلفاء عون غير قادرين على انتخابه دون ضمانات، نظرا للجدل الذي تشكله شخصيته وتصرفاته غير المتوقعة».

وتابع: «لا يمكن انتخاب عون عالعمياني، بل نحتاج إلى معرفة برنامجه. وإذا أردنا انتخاب رئيس ووزعنا الوزارات والمهام مسبقا، فماذا سيكون دوره؟ كما أننا لا نعرف برنامج عون الذي سينفذه في حال وصوله إلى الرئاسة، ولا نعرف من سيحكم، فبالنسبة إلى السن، الله يطول بعمره، ولكنه ليس قادرا على العمل لساعات مطلوبة ومعينة، وبالتالي فريق عمله سيقوم بعدد من المهام، وهذا الفريق غير موثوق به».