الأسد يعرض «خروجاً آمناً» على مقاتلي «حلب الشرقية»

قوات النظام تتقدم شمالاً وتسابق قراراً فرنسياً يناقش اليوم في مجلس الأمن للعودة إلى الهدنة

نشر في 03-10-2016
آخر تحديث 03-10-2016 | 00:05
السوري يحيى معتوق (أسفل)، يبحث عما تبقى من منزله في أدلب الذي تعرض لغارة قبل أيام. وانتشر فيديو لأحد عاملي الإنقاذ منهاراً من البكاء بعد العثور على الطفلة وحيدة ابنة يحيى حية ترزق تحت الركام (أ ف ب)
السوري يحيى معتوق (أسفل)، يبحث عما تبقى من منزله في أدلب الذي تعرض لغارة قبل أيام. وانتشر فيديو لأحد عاملي الإنقاذ منهاراً من البكاء بعد العثور على الطفلة وحيدة ابنة يحيى حية ترزق تحت الركام (أ ف ب)
فيما بدا أنه سباق مع قرار فرنسي يعرض على مجلس الأمن للعودة إلى الهدنة، حققت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد مدعومة بغطاء جوي ودعم استشاري للجيش الروسي تقدماً في حلب الشرقية، وعرضت على المسلحين هناك خروجاً آمناً من المدينة.
حققت قوات الجيش السوري الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، أمس، تقدما على حساب الفصائل المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليل السبت - الأحد، وعرضت على مقاتلي المعارضة مغادرة المنطقة، على أن تؤمن لهم خروجا آمنا.

وقال الجيش في بيان: «تدعو القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى مغادرة هذه الأحياء وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية».

وأضاف البيان: «تضمن قيادتا الجيشين السوري والروسي للمسلحين الخروج الآمن وتقديم المساعدات اللازمة».

«الشقيف» و«الهلك»

وبعد 10 أيام على إعلان الجيش بدء هجوم هدفه السيطرة على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب منذ 2012، حققت قوات النظام أمس تقدما في منطقة «الشقيف» شمال المدينة، ووصلت الى تخوم «حي الهلك» الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن هذا التقدم جاء إثر شن «طائرات روسية ليلا عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك» في شمال ووسط مدينة حلب.

وتخوض قوات النظام في الأيام الثلاثة الأخيرة معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة إثر شنها هجومين متوازيين انطلقا من شمال حلب ووسطها.

ودارت اشتباكات عنيفة أمس بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على الأطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط المدينة.

وتواصل قوات النظام، وفق عبدالرحمن، سياسة «قضم» الأحياء الشرقية، موضحا أن هدفها في المرحلة المقبلة «السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل».

وقال مراسل لـ «فرانس برس» في الأحياء الشرقية إن الغارات الجوية تركزت ليل السبت - الأحد على مناطق الاشتباك، وتحديدا في أحياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور.

وتتعرض الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 الف شخص، منذ بدء هجوم الجيش في 22 سبتمبر لغارات روسية وأخرى سورية كثيفة تسببت في مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة المئات بجروح وبنقص فادح في المواد الغذائية والطبية.

وحشية

ومع استمرار العمليات العسكرية في مدينة حلب، حذر رئيس مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبريان، في بيان أمس، أن المدنيين الذي يتعرضون للقصف في شرق حلب يواجهون «مستوى من الوحشية يجب ألا يتعرض له أي إنسان». وجدد المطالبة بتخفيف معاناة نحو 250 ألف شخص في شرق حلب، داعيا الى «العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيشون فيه».

وغداة استهداف أكبر مستشفى في شرق المدينة للمرة الثانية في غضون أيام، أشار أوبريان الى ان «نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دمر بشكل شبه تام».

وقال: «المرافق الطبية تقصف واحدا بعد الآخر»، داعيا الأطراف المتحاربة الى السماح على الأقل بعمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في أشد الحاجة الى الرعاية.

وتعرض «مستشفى إم10 للقصف ببرميلين متفجرين» على الأقل أمس الأول، وفق ما أعلن أدهم سحلول، المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية التي تقدم الدعم للمشفى.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان توقف المستشفى عن العمل جراء استهدافه، مشيرا الى مقتل شخص على الأقل. وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر يعدان الأكبر في شرق حلب لضربات جوية الأربعاء أدت الى وقف الخدمة فيهما مؤقتا.

كيري ولافروف

دبلوماسيا، بحث وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الوضع في سورية خلال اتصالين هاتفيين أمس الأول، وفق ما أعلنت موسكو، في محاولة لاحتواء تصاعد التوتر بين بلديهما حول الملف السوري.

واكتفت وزارة الخارجية الروسية بالقول إن الطرفين «ناقشا الخطوات المشتركة الممكنة لإعادة الوضع الى طبيعته في حلب»، من دون أي تفاصيل أخرى.

وتأمل فرنسا أن تقدم اليوم مشروع قرار الى مجلس الامن حول الوضع في حلب، يدعو الى إعادة العمل بوقف إطلاق النار وفقا للاتفاق الأميركي - الروسي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في شرق حلب ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق المدينة. ولم تعترض موسكو على القراءة الأولى للمشروع، وقالت انها تحتاج الى التمعن به.

الأمم المتحدة تصف ما يجري في «حلب الشرقية» بأنه وحشي وغير إنساني
back to top