بالتزامن مع بدء احتفالات الدولة المصرية بالذكرى

الـ 43 لانتصار أكتوبر، وتحرير شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي لها عام 1973، صعد ما يعرف بتنظيم "أنصار بيت المقدس"، الفرع المصري لتنظيم "داعش" عملياته الإرهابية خلال الساعات الماضية، ضد قوات الجيش والشرطة، باستهداف سيناويين تحت مزاعم تعاونهم مع قوات الأمن، لتبلغ حصيلة العمليات الإرهابية حتى عصر أمس، مقتل 10 أشخاص بينهم 6 من قوات الأمن، وإصابة

Ad

10 شرطيين، وإصابة 4 مواطنين والعثور على 3 رؤوس بشرية "مذبوحة".

وشهدت عودة العمليات الإرهابية إلى مدن محافظة شمال سيناء، تنوعا بين قتل مباشر للعناصر الشرطية من قبل أنصار التنظيم، واستهداف مركبات الجيش والشرطة بعبوات ناسفة، ونحر سيناويين بزعم التعاون مع قوات الأمن.

وفي حين أعلنت وزارة الداخلية، مقتل 5 جنود من قوات الشرطة برصاص مسلحين مجهولين في مدينة العريش شمال سيناء مساء أمس الأول، قال مصدر أمني لـ "الجريدة" إن مسلحين استوقفوا إحدى سيارات الأجرة بالقرب من حي العبور في العريش، وأضاف: "أنزلوا السائق وقاموا بإطلاق النار على من فيها من جنود، كانوا قادمين من الإجازة".

في السياق، ارتفع عدد قتلى الانفجار الذي استهدف سيارة تابعة لشركة الكهرباء، غرب مدينة العريش إلى 4 أشخاص، حيث انفجرت ناسفة في سيارة الشركة أثناء سيرها في مدخل العريش، لإصلاح محول كهرباء، فيما أصيب مجند إصابات بالغة نتيجة انفجار ناسفة في قوة تمشيط جنوب مدينة الشيخ زويد، بينما عثر أهالي الشيخ زويد على 3 رؤوس آدمية لـ3 أشخاص اختطفهم مسلحون مجهولون في وقت سابق من قرية أبوطويلة.

وعلمت "الجريدة" من مصادر قبلية أن جهود الوساطة التي قادتها رموز وعوائل سيناوية أسفرت عن الإفراج عن 6 سيناويين ينتمون لإحدى الطرق الصوفية، كان التنظيم اختطفهم أمس الأول، دون معرفة الأسباب الحقيقية للخطف.

الكماشة

ومع تصاعد العمليات الإرهابية في سيناء خلال الساعات الماضية، بدأت قوات الأمن تطبيق خطة "تطويق العريش"، المعروفة بـ "الكماشة"، وتستهدف وفق مصدر في مديرية أمن شمال سيناء، الوجود الأمني بشكل أساسي، وفرض مراقبة على جميع الشوارع وإلزام المركبات على اتخاذ مسار الطرق التي توجد بها كمائن تفتيش ثابتة، كما نشطت حركة المدرعات التابعة للشرطة وعربات اعتراض إشارات تفجير العبوات الناسفة، كما تم نشر قوات قتالية من الأمن المركزي والانتشار السريع في الشوارع الرئيسة.

وقالت مصادر محلية تحدثت مع "الجريدة": "العريش والشيخ زويد ورفح، ثلاث مدن رئيسية تنشط فيها العناصر الإرهابية"، وأرجعت تلك المصادر النشاط الإرهابي إلى احتمال حصول التنظيم الإرهابي "أنصار بيت المقدس" على دعم لوجيستي، مكنه من إعادة ترتيب صفوفه مجددا، خلال الأيام الماضية، فيما قال شيخ قبلي رفض ذكر اسمه لـ "الجريدة": "الحصار الأمني على التنظيم دفعه لاعتماد سياسة الذئاب المنفردة في عملياته لتفادي المواجهة المباشرة مع قوات الأمن".

وقال خبير الحركات الأصولية صبرة القاسمي: "الصحوة الإرهابية في سيناء وكذلك عودة ظهور المفخخات في القاهرة مرة أخرى، أذان بحصول العناصر الإرهابية على دعم لوجيستي"، ولفت في تصريحات لـ "الجريدة" إلى أن قوات الأمن في سيناء بدأت اعتماد خطط أمنية جديدة أفقدت التنظيم الإرهابي الكثير من قدراته القتالية، مرجحا اندثار الإرهاب في سيناء خلال الفترة المقبلة، حال استمرت الوتيرة الأمنية على ذات المعدل، فيما قال وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق فؤاد علام: "العمليات الإرهابية تضاءلت بشكل ملحوظ، لكنها مستمرة، بفضل استمرار حصول تلك الجماعات على دعم خارجي".

في السياق، كشفت التحقيقات التي تباشرها نيابة أمن الدولة العليا في محاولة اغتيال النائب العام المساعد، أن الهدف كان اغتيال النائب العام نبيل صادق، لكن الإجراءات الأمنية منعت ذلك، وأن التحقيقات كشفت أن ثلاثة من المتهمين شاركوا في حادث اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، الذي اغتيل في عملية إرهابية، أواخر يونيو 2015.

استئناف

على صعيد آخر، وفيما له صلة بمساعي مصر لاستئناف حركة الطيران مع دول أوروبا، تستأنف شركة "مصر للطيران" اعتباراً من صباح اليوم، رحلاتها الجوية بين مطاري مدينة الأقصر والعاصمة البريطانية لندن، بعد توقف دام عاما، إضافة إلى رحلات مصر للطيران اليومية إلى مدن أوروبا عن طريق مطار القاهرة الدولي الذي يربط العاصمة بالمدن السياحية المصرية.

في السياق، وصل إلى مطار شرم الشيخ الدولي أول فوج سياحي ألماني أمس، قادماً من مطار فرانكفورت، عقب توقف الرحلات السياحية لنحو عام بين البلدين، ووصلت الطائرة التابعة لشركة "إير كايرو"، وعلى متنها 172 سائحا ألمانيا، وسط حفاوة استقبال وترحيب من أجهزة محافظة جنوب سيناء.

من جانبه، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم، إن هذه الرحلات تأتي في إطار حرص الشركة الوطنية على عودة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، لكونها أحد أهم مصادر الدخل القومي، فيما وصف وزير الطيران المدني الأسبق اللواء وائل المعداوي، الخطوة بـ "الجيدة"، وقال لـ "الجريدة": "تساعد على حل أزمة الدولار، وتعتبر بمنزلة عودة جزئية للسياحة، وبعد قرار تركيا وألمانيا ولندن استئناف الطيران يصبح الموقف الروسي بذلك غامضا ومتعنتا، لأن هناك مقاييس دولية لتأمين المطارات نفذتها مصر".