على وقع تذبذب العلاقة بين "القاهرة وموسكو"، شاب الاضطراب تصريحات مسؤولين في البلدين، بشأن الاتفاق على بنود عودة السياحة الروسية إلى مصر، بعد مرور عام على سقوط طائرة ركاب روسية 31 أكتوبر 2015، فوق سيناء وعلى متنها 224 شخصاً قضوا جميعاً، وقالت موسكو إن مفخخة تم دسها في خلفية الطائرة، تقف وراء الحادث، وهو الأمر الذي استبعدته مصر.

التضارب شاب التصريحات الصادرة من مسؤولي البلدين، عقب اللقاء الأخير الذي جمع وزير الطيران المدني شريف فتحي، ووزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف، بعد زيارات أجرتها وفود أمنية روسية إلى مطارات مصرية عدة، تمهيداً لاستئناف عودة رحلات الطيران الروسي خلال أكتوبر الجاري، بعد تطبيق مصر معايير أمنية جديدة، اتفق عليها الجانبان لتضمن سلامة السياح الروس.

Ad

ووسط توقعات مصرية بعودة الرحلات بين البلدين خلال الشهر الجاري، استبعدت تصريحات الوزير الروسي، استئناف حركة الطيران بين البلدين قريباً، وهي التصريحات التي خرجت عقب إلغاء مؤتمر صحافي كان يفترض أن يجمعه والوزير المصري، الأسبوع الماضي، تحدث الجانب المصري عن البدء في دراسة "اتفاقية" بين البلدين، تتضمن إجراءات أمنية سيتم اتباعها فور استئناف حركة الطيران بين ومصر وروسيا.

وعلى وقع الخسائر الكبيرة التي مني بها قطاع السياحة المصري، جراء القرار الروسي الذي حرم مصر من 3 ملايين سائح سنوياً، وبينها الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، تمنى نقيب السياحيين باسم حلقة، استئناف الرحلات الروسية خلال أكتوبر الجاري، على الأقل في مطار القاهرة.

وأضاف حلقة لـ"الجريدة": "أسباب عرقلة الاتفاق كانت سياسية، ولم يتم الإعلان عنها، لكننا نعرف أن أهمها طلب روسيا تخصيص "صالة خاصة" للوفود الروسية داخل مطار القاهرة، ومنحها الصلاحية العليا في التأمين، الأمر الذي رفضه الجانب المصري واعتبره تدخلاً في السيادة المصرية، لكن فيما عدا ذلك تم التنسيق على ما لا يقل عن 90% من البنود".

وبدا خبير السياحة الدولية مجدي البنودي، أكثر تشاؤماً، حيث شدد على أن الجانب الروسي لن يتراجع عن مطالبه في الوصول إلى أقصى درجات الأمان لمواطنيه، مشيراً إلى أن تصديق مصر على كل المطالب الروسية لن يضر سيادتها، طالما سيكون التعاون مشتركاً بين الطرفين، مضيفا: "أي توقعات بانتعاش سوق السياحة المصري في الفترة الحالية، ليس لها أساس من الصحة".

يشار إلى أن عدداً من الدول الأوروبية أوقفت رحلاتها إلى مصر، منذ أكتوبر الماضي، بينما كانت ألمانيا أول دولة أوروبية قررت استئناف رحلاتها إلى مصر، وجاءت بعدها إنكلترا بقرار عودة السياحة جزئياً إلى مدينة الأقصر "أقصى جنوب مصر" أمس.