ترامب يبدأ اسبوعاً حاسماً وسط مأزق حول بيانات ضرائبه

نشر في 03-10-2016 | 12:23
آخر تحديث 03-10-2016 | 12:23
No Image Caption
يبدأ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب أسبوعاً جديداً حاسماً عبر شن هجمات في كل الأصعدة للخروج من المأزق الذي وصل إليه منذ عدة أيام وخصوصاً أن وثائق عن بيانات ضرائبه تسببت باضعاف موقفه أيضاً.

وكان الملياردير الأميركي استأنف في منتصف أغسطس حملته وحقق بعض النجاح حيث بدا أكثر انضباطاً وركز مداخلاته على هيلاري كلينتون ورسالته الاقتصادية التي لاقت أصداء في المناطق التي خسرت مصانع.

وهذه الاستراتيجية التي ترافقت مع هفوات للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أتاحت له تضييق الفارق معها في استطلاعات الرأي، لكن فقط إلى حين موعد تنظيم أول مناظرة متلفزة الأثنين الماضي التي كان أداء الملياردير خلالها مرتكباً ومتوتراً في مواجهة منافسته التي كانت شديدة الجهوزية.

وأظهرت وثائق نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» في نهاية الأسبوع أن ترامب صرح بخسارة تقارب مليار دولار في الكشف الضريبي عن دخله عام 1995 ما مكنه من تجنب دفع الضرائب بطريقة قانونية لنحو عشرين عاماً.

وجاءت هذه المعلومات في وقت يرفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية، ليكون أول مرشح لا يمتثل لهذا التقليد الساري منذ عهد ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي.

ومساء السبت في بنسلفانيا، شن ترامب هجوماً عنيفاً أعاد إلى الأذهان أجواء التجمعات الصاخبة في فترة الانتخابات التمهيدية.

وفيما كان يستخدم في الأسابيع الماضية الملقن، فضل ترامب أن يرتجل على مدى دقائق طويلة هجمات ضد هيلاري كلينتون ووصفها بأنها «لا تتمتع بالكفاءة» أو حتى «مجنونة» قائلاً أن صحتها ليست جيدة.

وقال «هذه المرأة التي يفترض أن تقف في وجه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لم تتمكن حتى من السير خمسة أمتار لتصل إلى سيارتها».

وكان يُشير إلى إصابة هيلاري كلينتون بوعكة صحية في 11 سبتمبر حين ظهرت على شاشات التلفزة وهي مرهقة بسبب إصابتها بالتهاب رئوي، غير قادرة على الصعود إلى سيارتها بدون مساعدة حراسها الشخصيين، وأخذت آنذاك قسطاً من الراحة لمدة أربعة أيام.

ثم هاجمها لاحقاً بسبب فضيحة رسائل البريد الإلكتروني الخاص، وهي حجة اعتبر مستشاروه أنها فعالة لنسف صورتها كامرأة دولة.

لكن المرشح عاد أيضاً إلى موضوع شائك وهو خيانات بيل كلينتون السابقة.

تآمر

قال ترامب «هيلاري كلينتون ليست وفية إلا للمساهمين في حملتها ولنفسها، لا أعتقد أنها وفية لبيل كلينتون بالواقع»، ملمحاً إلى أن المرشحة التي تبلغ من العمر 69 عاماً كانت تخون زوجها، وأضاف «بالنهاية لماذا يجب عليها أن تكون كذلك؟».

ويُضاف إلى ذلك التهديد بالتحدث عن عشيقات سابقات لبيل كلينتون خلال المناظرة المقبلة الأحد، ولقد اتهمها على الدوام بأنها «متآمرة» عبر تحقير النساء اللواتي يتهمن زوجها.

واستعداداً للمناظرة الثانية، تقوم هيلاري كلينتون بالتحضير طوال أيام لكن ترامب يستعد لأسبوع من الحملات فيما كان مستشاروه يأملون في أن يكرس وقتاً لتحضير نفسه.

وعبرت أوساط رجال الأعمال عن أسفها لأسبوع ضائع.

فقد دخل ترامب في جدل حول ملكة جمال الكون السابقة لعام 1996 اليسيا ماتشادو حين دعا مؤيديه إلى مشاهدة «شريط جنسي» لها ما دفع بهيلاري كلينتون إلى وصفه بـ «غير المتوازن»، وكان ترامب انتقد ملكة جمال السابقة علناً لأنها سمنت، وذكرت كلينتون بذلك خلال المناظرة، في استفزاز رد عليه ترامب بأن الكيلوغرامات الزائدة تطرح بالواقع مشاكل.

وقال نيوت غينغريتش الزعيم الجمهوري السابق الداعم لترامب الجمعة «آمل فعلياً أن يشكل ذلك انذاراً»، مضيفاً «لا ترسل تغريدات ليلاً واستعد جدياً للمناظرة لأن هذه المناظرة ستكون مهمة جداً».

أما بالنسبة للضرائب فإن مستشاريه كشفوا بأن الاستفادة من ملاذات ضريبية ليس أمراً غير مشروع وعلى العكس يشكل دليلاً على «عبقرية» ترامب.

ويبقى معرفة ما إذا كان الناخبون من دافعي الضرائب سيوافقون على ذلك، في فبراير 2012 عبر رجل الأعمال الأميركي على تويتر عن أسفه لأن «نصف الأميركيين لا يدفعون ضريبة على الدخل رغم الدين العام الهائل».

بيانات الضرائب

وتأتي فضيحة بيانات الضرائب بعد أسبوع سيء للملياردير الأميركي كما رأى مدير حملة كلينتون روبي موك الأحد في برنامج على شبكة «ان بي سي».

وقال «لقد شهد ترامب أسبوعاً سيئاً بالفعل، وفشل في المناظرة، وفقد السيطرة على أعصابه نتيجة لذلك».

وفي ما يعطي زخماً اضافياً لكلينتون اظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة «اي بي سي نيوز» وصحيفة «واشنطن بوست» الأحد أن 53% من الأميركيين اعتبروا كلينتون الفائزة في المناظرة مقارنة مع 18% لترامب.

ورأى حوالي نصف الذين استطلعت آراؤهم أن ترامب اخطأ بالوقائع فيما قال ثلثهم أنه كذب بشكل مباشر فيما ارتفع معدل عدم شعبيته إلى 64% مقابل 53% لكلينتون.

كما تلقت هيلاري كلينتون دعماً إضافياً الأحد مع اعلان نجم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين ليبرون جيمس المتحدر من اوهايو، الولاية المحورية في الانتخابات المقبلة، تأييده لها.

وقال جيمس في مقال نشره موقع «بيزنس اينسايدر» إنه يدعم هيلاري كلينتون «لأنها ستبني على الإرث الذي سيتركه صديقي العزيز الرئيس باراك اوباما، أنا أؤمن بما حققه الرئيس اوباما لهذا البلد، وأنا اساند التزامها بمواصلة هذا الارث».

back to top