توت عنخ أمون يطلّ مجدداً على القاهرة
عاد الحديث عن اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون إلى المشهد الثقافي المصري أخيراً عبر طبعة جديدة من كتاب صدر عن «المركز القومي للترجمة» بعنوان «اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون»، من تأليف كل من هيوارد كارتر وآرثر ميس، وترجمة ثروت عبد العظيم خليل، ومراجعة عبد الحليم نور الدين وتقديمه.
يتناول كتاب «اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون» قصة أحد أهم الاكتشافات الأثرية في مصر، والعالم عموماً، وجاء في معظم فصوله أشبه بمذكرات دقيقة ليوميات عمل هيوارد كارتر ومساعديه في المقبرة.يصف الكتاب الأحداث كافة التي أحاطت بهذا الاكتشاف المثير، مبيناً مراحل العمل في وادي الملوك والمناطق المحيطة به على البر الغربي في الأقصر. بالإضافة إلى ذلك، حرص كارتر على أن يسجّل فيه كثيراً من تجاربه العلمية وخبراته في الحفائر الأثرية بجانب تجاربه وعلاقاته مع جميع المحيطين به من مصريين أو أجانب في تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث. ويعتبر الكتاب عن حق قطعة من التاريخ، إذ يصف واقعاً حقيقياً مضى منذ سنوات وليس استنتاجات مؤرخين. يؤكد المؤلف من خلال بحوثه أن عقلية المصريين القدماء ظاهرة بوضوح في فنهم الذي يرتبط بشكل دقيق بديانتهم، فإذا درسنا أفكار الديانات المصرية القديمة قد يسيطر علينا خليط عجيب من أساطيرهم، لكن في النهاية سنشعر أننا بدأنا في فهمهم. لكن حتى لو كانت لدينا القدرة على استحسان وفهم فنهم فإننا غالباً لن نتقبل بسهولة هذا الثبات في الرقي والسمو في الذوق الفني، فالحقيقة أن من الصعب أن يدعي أحد فهم المعاني الأصلية التي يجسدها فن المصريين القدماء، ولا نستطيع مع كل ما تقدمنا أن ندرك تلك المعاني الجوهرية، فإن الفن المصري يعبر عن هدفه بفخامة وأسلوب تقليدي، وهو بهذا الأسلوب ظلّ مبجلاً برصانته وهدوئه، ولم ينقصه الوقار قط في أي وقت.
المؤلف والمساعد
ولد مؤلف الكتاب هيوارد كارتر في لندن 9 مايو 1874، وزار مصر وعمره 17 عاماً ليعمل رساماً مع بعثة صندوق الاكتشافات، وبين 1899 و1904 عمل كبيراً لمفتشي الآثار في الصعيد، وأشرف على التنقيب في مقابر عدة في وادي الملوك.أما المؤلف الثاني آرثر ميس الذي استدعاه كارتر لمساعدته في إخراج محتويات المقبرة، وترميمها، فيعتبر الجندي المجهول في إعداد الكتاب.بدوره يعمل مترجم الكتاب، ثروت عبد العظيم خليل، مترجماً حراً، وله عدد كبير من الأعمال المترجمة، نذكر منها: «تصنيع الحلي في مصر القديمة»، و{تميمة الجعران المصرية».أما مراجع الكتاب الدكتور محمد عبد الحليم نور الدين، فهو أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة في كلية الآثار جامعة القاهرة، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، فله عدد كبير من المؤلفات من بينها: «تاريخ وحضارة مصر القديمة»، و{اللغة المصرية القديمة»، و»مواقع ومتاحف الآثار المصرية».