إثارة وندية ونتائج غير متوقعة... هكذا جاءت سمات الجولة الثانية من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم، والتي شهدت مفاجأتين من العيار الثقيل، أولاهما خسارة السالمية أمام الساحل 1-2، وثانيها تعادل اليرموك مع الكويت 1-1.

الإثارة والندية كان ينقصهما المستوى الفني، كي تكون هذه الجولة متكاملة، وهذا الأمر يعد طبيعياً للغاية، خصوصا أن الموسم الكروي 2016-2017 ما زال في بدايته، ومن البديهي ألا تصل الأندية إلى مستواها الفني والبدني المأمول.

Ad

ويمكن القول إن إقرار الهبوط في الموسم الجاري، أشعل المنافسة مبكراً بين الأندية المتوقع لها الصراع على تلافي الهبوط طوال الموسم، علما بأن 7 فرق منها ستهبط إلى دوري الدرجة الأولى.

اللافت للنظر في الجولة الثانية كان مباراة الديربي بين العربي والقادسية، التي جاءت الأقل فنيا وإثارة وندية، والأمر نفسه ينطبق على لقاء الكويت واليرموك الذي جاء مملا للغاية!

ومن خلال هذا التحليل نلقي الضوء على أبرز سلبيات هذه الجولة وإيجابياتها:

«ديربي» ضعيف

البداية ستكون من لقاء الديربي الذي جاء مملاً وضعيفاً ودفع الجماهير سواء الموجودة أمام شاشات التلفاز أو تلك التي في الملعب إلى البحث عن أمر آخر تشغل نفسها به، بعيدا عن "العك الكروي"!

وقد يكون توقيت "الديربي" سببا في المستوى الذي ظهر عليه الفريقان، والذي نتج عنه ندرة في الهجمات الخطيرة، أما تقاسمهما الاستحواذ على الكرة فهو أمر يبدو بلا قيمة على الإطلاق، لا سيما أنه يعني بناء هجمات سواء عن طريق الجانبين أو الاختراق من العمق وهو ما غاب تماما.

ولا عذر للجهازين الفنيين للفريقين أو حتى للاعبين، حيث كان يتعين عليهما تقديم كرة هجومية شاملة، لا فاصل من التشتيت الناتج عن خشية الخسارة.

... والكويت واليرموك أيضاً!

ولم تختلف مباراة الكويت واليرموك كثيرا عن سابقتها من حيث الملل وغياب المتعة والإثارة من جانب الأبيض الذي بات مستواه يمثل علامة استفهام كبيرة للجميع بدون استثناء، فإحقاقاً للحق، دعمت الإدارة الفريق بأربعة محترفين من أصحاب المستويات الجيدة، كما وفرت معسكراً في تركيا أقيم في أجواء رائعة صاحبه 3 مباريات سرية بالإضافة إلى مواجهة كاظمة "المعلنة".

باختصار شديد، بات مدرب الأبيض بانيد على المحك مبكرا، فهو لم يقدم حتى الآن ما يشفع له في قيادة فريق بحجم الكويت، وقد يقول قائل إنه نجح في الفوز بلقب السوبر، لكن هذا الكلام مردود عليه بأن الفوز جاء بركلات الحظ الترجيحية كما أن القادسية كان أفضل مستوى.

غير أن هذا بالطبع لا يغفل حق اليرموك في تقديم مستوى متميز وفقا لإمكانياته، إضافة إلى الطريقة التي أدار بها مدربه البرازيلي داسيلفا اللقاء، والتي تعتمد على الضغط في كل أرجاء الملعب، والميل للنواحي الدفاعية مع شن هجمات مرتدة، مثلت خطورة حقيقية على الحارس عبدالرحمن الحسينان.

صدارة بجدارة

أما النصر فاستحق الصدارة عن جدارة واستحقاق شديدين، بعد أن نجح المدرب ظاهر العدواني في بناء فريق جديد، لكن حتى لا نبالغ في الإشادة بالعنابي علينا الانتظار في الجولات المقبلة، للوقوف على مستوى الفريق بشكل أفضل، لكن أهم ما ميز النصر في مواجهته أمام برقان والجهراء هو الاعتماد على الأداء الجماعي، والربط بين الخطوط الثلاثة، إلى جانب الوصول إلى مرحلة جيدة من الانسجام والتناغم.

الجهاز الفني تقع على كاهله مسؤولية كبيرة بالاستمرار على نفس الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية، علما بأنه ليس مطالباً باللقب أو حتى التواجد في المربع الذهبي، لكنه مطالب بعدم الهبوط.

في المقابل، ظهر الجهراء بمستوى لا يرضي طموح جماهيره، والمشكلة لا تكمن في مدرب الفريق محمد الشيخ الذي تقدم باستقالته عقب الخسارة، بل تكمن في افتقاد اللاعبين الروح القتالية التي تمكنهم من صنع الفارق مع المنافسين، لذلك لابد أن تتدخل إدارة النادي في الوقت المناسب من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه.

لغز السالمية

ومما لا شك فيه أن خسارة السالمية أمام الساحل تمثل لغزا لجماهير الكرة، خصوصا أن السماوي يمتلك من الإمكانيات ما يجعله قادراً بقوة على المنافسة على اللقب، لذلك يجب تهيئة اللاعبين نفسيا للمنافسات، خصوصا ما اقترفه بدر السماك بالاعتداء على لاعب الساحل ناصر راكان، ثم التلفظ على الحكم فهد السهيل، وهو أمر أصاب زملاءه بفقدان التركيز والتوتر.

كما يجب على المدرب محمد دهيليس العمل على تصحيح الأخطاء الدفاعية والتي ظهرت في المباراتين، فأي فريق قادر على الوصول إلى مرمى خالد الرشيدي بأقل تمريرات ممكنة ومن كل صوب وحدب!

من ناحيته، قدم الساحل مستوى متميزاً، وساعده على العودة بالنقاط الثلاث تركيز لاعبيه واستغلال توتر لاعبي السالمية، وإجادة المدرب عبدالرحمن العتيبي قراءة المباراة بشكل جيد.

مستوى متميز للتضامن

من جانبه، قدم التضامن أوراق اعتماده بعد الفوز على الفحيحيل بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، لتؤكد إدارة النادي وجهاز الكرة أن العمل الجاد ينتج عنه نتائج إيجابية ومستوى متميز، فالفوز على الفحيحيل سيمنح الفريق دفعة معنوية هائلة في الفترة المقبلة، من أجل تحقيق المزيد من النتائج الجيدة التي ترضي طموح الجميع.

يحسب للمدرب القدير علي مهنا العدواني قدرته على استغلال إمكانيات لاعبيه وتوظيف مهاراتهم بما يخدم مصلحة الفريق، العدواني سيؤكد للجميع أنه مثلما نجح في اكتشاف العديد من نجوم الكرة الكويتية عندما تولى مهمة تدريبات المنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلفة فإنه سيؤكد مجددا على إعادة اكتشاف اللاعبين حامد الرشيدي وحمد أمان ويوسف العنيزان ويعقوب الطراروة، لكن عليه في الوقت ذاته مسؤولية تدارك الهجمات المهدرة بالجملة.

أما خسارة الفحيحيل فوضعت الجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي حاتم المؤدب تحت ضغوط نفسية وعصبية هائلة، خصوصا أن الخسارة مستحقة، لكن الفرصة أمامه وأمام اللاعبين سانحة لاستعادة التوازن، من خلال استغلال فترة توقف الدوري.

الشباب رائع

من جهته، استعاد الشباب عافيته ونجح في تقديم المستوى المتميز المعروف عنه والمصحوب بنتائج ايجابية، فقد حصد أربع نقاط بالتعادل مع التضامن واكتساح برقان بخمسة أهداف لهدف.

في المقابل، بات برقان، المغلوب على أمره، في موقف محرج يحتاج إلى جهود جبارة للخروج منها، والناتج عن ظروف خارجة عن ظروف إرادة الجميع، تمثلت في الاستعدادات المتأخرة للبطولة، لعدم علم الإدارة بالموقف النهائي من المشاركة من عدمها.

الصليبيخات وخيطان... شتان الفارق

نجح الصليبيخات في تحقيق فوز مستحق على خيطان تحت قيادة مدربه أحمد عبدالكريم ويمكن القول إنه شتان الفارق بين الفريقين، فالصليبيخات الذي اقتصرت استعداداته على التدريبات في الكويت قدم مستوى متميزاً للغاية، في المقابل ظهر خيطان بمستوى جيد أمام السالمية وباهت أمام الصليبيخات.

أرقام من الجولة

● شهدت المباريات السبع إحراز 20 هدفا، بمعدل 2.85 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل جيد في بداية البطولة.

● أشهر الحكام 5 بطاقات حمراء في الجولة كانت من نصيب لاعبي السالمية بدر السماك والساحل فرحان فهد واليرموك هاشم عدنان والفحيحيل ناصر العجمي ومحمد نعيم.

● احتسب الحكام 4 ركلات جزاء تم تنفيذها بنجاح عبر اللاعبين السنغالي عيسى باه (الشباب)، ونايف زويد (السالمية) والكاميروني روجيه (الجهراء)، ومشعل الصليلي (النصر).

● النصر هو الفريق الوحيد الذي حقق الفوز في مباراتين، فيما خسرت فرق برقان والفحيحيل وخيطان والجهراء بالجولتين، في حين لم تتعرض 8 أندية، هي: القادسية والعربي والكويت والشباب والتضامن وكاظمة واليرموك إضافة إلى "العنابي".

● يمتلك الشباب أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن، وله 6 أهداف، فيما يعد هجوم برقان والفحيحيل وخيطان واليرموك الأضعف، بهدف واحد. أما في الدفاع، فبرقان الأضعف، حيث مُنيت شباكه بـ 7 أهداف، فيما القادسية الفريق الوحيد الذي مازال يحتفظ بشباكه عذراء.

● يتصدر لاعب السالمية نايف زويد قائمة الهدافين، برصيد 3 أهداف، ويتبعه في المركز الثاني 3 لاعبين، هم: يعقوب الطراروة (التضامن)، وعلي سراج (الشباب)، والكاميروني روجيه (الجهراء).

لقطات

● يبدو أن رفع العقوبات المالية عن الأندية قرار لم يكن في محله، حيث عاد التدخين بشراهة إلى مقاعد البدلاء، فضلا عن تناول ما لذ وطاب من المأكولات.

● يقيم جهاز الكرة بنادي النصر، الذي يترأسه شريدة الشريد، مأدبة عشاء اليوم، تكريما للاعبين، بعد الفوز على برقان والجهراء بالبطولة.

● حصل فريق التضامن على راحة من التدريبات أمس، ويباشر تدريباته اليوم، حيث يعمل المدرب علي العدواني على تجهيز عدد من اللاعبين الذين يعانون انخفاضا في المستوى.

● حالة من السخط الجماهيري على مستوى لقاء "الديربي" بين العربي والقادسية، والذي جاء مخيبا للآمال.