غداة أول مناظرة بين مرشحي الرئاسة الأميركية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب غلب عليها التوتر واستقطبت عددا قياسيا من المشاهدين ناهز 84 مليونا، يقر كل من المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأميركي؛ الديمقراطي تيم كين، والجمهوري مايك بنس، بأن السقف عال، ولكن هل يتمكنان من اجتذاب اهتمام الاميركيين في المناظرة بينهما اليوم؟لن تكون المهمة سهلة، لأن ظل كلينتون وترامب هو الطاغي في هذه الحملة غير المسبوقة. لكنهما قد ينجحان فيها إذا خففا من مبالغاتهما ونجحا في إقناع المترددين الذين لا يزالون كثيرين، في وقت يقر فيه كين بأنه مثير للضجر، بينما يعرف بنس بتكتمه.
المواجهة بين كين وبنس ستكون اليوم في فارمفيل بولاية فرجينيا في إطار مناظرة وحيدة تلحظها الحملة لمرشحي نيابة الرئاسة، في حين يتواجه المرشحان للرئاسة في ثلاث مناظرات. أما العتبة التي ينبغي أن يبلغاها فهي 69.9 مليون مشاهد تابعوا في 2008 المناظرة بين الديمقراطي جو بايدن، الذي كان باراك أوباما اختاره لمنصب نائب الرئيس، ومنافسته الجمهورية ساره بيلن التي اختارها المرشح يومها جون ماكين.ولكن ماذا سيحاولان إظهاره للناخبين والمترددين على حد سواء؟ يقول جو غولدشتاين من كلية الحقوق في جامعة سانت لويس، إن مايك بنس (57 عاما) سيحاول إظهار وجه جمهوري جدير أكثر بالاحترام بعد تصريحات ترامب المثيرة للجدل ودفاعه عن تهرب ترامب من تسديد الضرائب.أما كين (58 عاما)، فسيركز على برنامج الحملة، لكن عليه أيضا ان يبدد بعض التساؤلات التي تكتنف حملة كلينتون، وخصوصا قضية بريدها الشخصي.وأضاف غولدشتاين، أن النقاش سيتناول "المرشحين للرئاسة وسياساتهما لا المرشحين لنيابة الرئاسة".من جانبه، يرى جيفري سكيلي من جامعة فرجينيا أن مهمة الرجلين لن تكون سهلة انطلاقا من الاهتمام الكبير الذي تستقطبه شخصيتا كلينتون وترامب.رغم ذلك، يكتسب دور نائب الرئيس أهمية من كونه يحل محل الرئيس اذا توفي أو استقال، علما بأن المرشحين للبيت الأبيض هما بين الأكبر سنا في التاريخ: فكلينتون ستتم قريبا عامها التاسع والستين، وترامب في عامه السبعين.
عوامل جذب
وقد يساعد المرشحان لنيابة الرئاسة في اجتذاب المترددين. فالسناتور كين سيقدم لكلينتون ولايته فرجينيا حيث يتمتع بشعبية كبيرة يمكنها الاتكاء عليها لخوض معركة غير سهلة.كذلك، يتقن كين الاسبانية بعدما أمضى شبابه في هوندوراس، وهي ورقة رابحة لجذب القاعدة من أصول لاتينية.في المقابل، يقدم المحافظ المتشدد بنس حاكم ولاية انديانا خبرته السياسية لترامب، وقد يتمكن من استقطاب اليمين الانجيلي التقليدي إذا تعذر عليه اقناع الجمهوريين المعتدلين.يبقى أن ابتسامة كين الدائمة قد تعوض البرودة التي تتهم بها كلينتون، في حين يضفي وجود بنس الذي يتقن المجاملات بعض التوازن على حملة ترامب صاحب الشخصية الفظة.ترامب المتعثر
وفي سياق متصل، يبدأ ترامب أسبوعاً جديداً حاسماً عبر شن هجمات في كل الصعد للخروج من المأزق الذي وصل إليه منذ عدة أيام، وخصوصا ان وثائق عن بيانات ضرائبه تسببت في إضعاف موقفه ايضا.وأظهرت وثائق صحيفة "نيويورك تايمز" في نهاية الأسبوع أن ترامب صرح بخسارة تقارب مليار دولار في الكشف الضريبي عن دخله عام 1995 ما مكنه من تجنب دفع الضرائب بطريقة قانونية لنحو عشرين عاما.وجاءت هذه المعلومات في وقت يرفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية، ليكون أول مرشح لا يمتثل لهذا التقليد الساري منذ عهد ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي.ومساء أمس الأول في بنسلفانيا، شن ترامب هجوما عنيفا أعاد الى الاذهان اجواء التجمعات الصاخبة في فترة الانتخابات التمهيدية.ووصف كلينتون بأنها لا تتمتع بالكفاءة أو حتى مجنونة، قائلا إن صحتها ليست جيدة.ثم هاجمها لاحقا بسبب فضيحة رسائل البريد الالكتروني الخاص، وهي حجة اعتبر مستشاروه أنها فعالة لنسف صورتها كامرأة دولة.لكن المرشح عاد أيضا الى موضوع شائك وهو خيانات بيل كلينتون السابقة.وأضاف ترامب "هيلاري كلينتون ليست وفية إلا للمساهمين في حملتها ولنفسها. لا اعتقد انها وفية لبيل كلينتون بالواقع"، ملمحا إلى أن المرشحة التي تبلغ من العمر 69 عاما كانت تخون زوجها. وأضاف: "بالنهاية لماذا يجب عليها أن تكون كذلك؟".ويضاف إلى ذلك التهديد بالتحدث عن عشيقات سابقات لبيل كلينتون خلال المناظرة المقبلة الأحد.