يعود نواب الشعب إلى مبنى البرلمان وسط القاهرة، إيذانًا بانطلاق دور الانعقاد الثاني لمجلس النواب اليوم، في وقت تستعد العاصمة المصرية لعقد قمة ثنائية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، غداً، إذ استمرت أعمال اللجنة العليا «المصرية - السودانية المشتركة» أمس، والتي كانت انطلقت أمس الأول الأحد، في القاهرة.وتشكلت اللجنة العليا بين البلدين اعام 2011، عندما عقدت أول اجتماعاتها في الخرطوم، في مارس من العام ذاته، وتتكون اللجنة من عدة لجان تشمل أوجه التعاون المختلفة.
ويشهد الرئيسان، غداً، توقيع نحو 13 اتفاقية تعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار، فضلاً عن مناقشة ملف الربط النهري بين البلدين، كما يكرم السيسي الرئيس السوداني تقديراً لمساندته مصر خلال مشاركته في احتفالات الذكرى الثالثة والأربعين لحرب أكتوبر.لقاء السيسي والبشير يأتي في وقت تستمر الحكومة الإثيوبية في بناء سد النهضة، على مجرى نهر النيل الأزرق، والمتوقع أن يخصم من حصة القاهرة من مياه النيل، والمقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، فيما تتخوف القاهرة من أن يكون الموقف السوداني غير المعلن مؤيدا لإثيوبيا، ما يعني أن ملف السد سيكون حاضراً بقوة غداً، على طاولة القمة.وبينما اعتبر مراقبون أن «مثلث حلايب وشلاتين» الحدودي بين البلدين، سوف يكون خارج النقاش، ذهب أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية أيمن شبانة، إلى أن ملف سد النهضة والصراع في جنوب السودان سيكون لهما النصيب الأكبر من مشاورات الرئيسين. وقالت المتخصصة في الشؤون الأفريقية أسماء الحسيني، لـ «الجريدة»، إن انعقاد اللجنة المشتركة «سيساعد في حل الكثير من المشاكل العالقة ودفع العلاقات قدماً من أجل تعزيز المصالح المشتركة». وكان السودان أعلن أيضاً وقف استيراد بعض المنتجات الزراعية. وقالت مصادر إن القمة لن تتطرق إلى هذا الموضوع.
مناورات عسكرية
وبينما لم يتضح بعد موقف موسكو النهائي من عودة السياحة الروسية إلى القاهرة، المتوقفة منذ عام، شهدت العلاقات الروسية المصرية دفعة قوية أمس، على صعيد التعاون العسكري بين البلدين، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، إجراء القوات الروسية تدريباً عسكرياً مشتركاً، هو الأول من نوعه مع مصر، على كيفية تدمير الجماعات المسلحة في الصحراء.وقالت موسكو، في بيان نشرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «للمرة الأولى في التاريخ سيتم إرسال فرق من المشاة البحرية الروسية مع أسلحتها إلى شمال إفريقيا، للمشاركة في التدريبات العسكرية الدولية لمكافحة الإرهاب، ويتم خلال تدريبات فرق مشاة الجيشين الروسي والمصري رفع مستوى التفاعل المشترك في مواجهة التنظيمات المسلحة غير الشرعية في الظروف الصحراوية، وستتم مراقبة التدريبات من قبل ممثلين عن أكثر من 30 دولة».في الأثناء، وبينما تحتفل مصر الخميس المقبل، بالذكرى الـ 43 لانتصارات أكتوبر 1973 على العدو الصهيوني، أكد وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي، استعداد رجال القوات المسلحة لحماية الوطن وشعبه، وقدرتهم على التصدي لمحاولات المساس بأمنه والقضاء على كل مظاهر الإرهاب والتطرف، وأضاف في برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، بمناسبة انتصارات أكتوبر، أن النصر «سيظل في تاريخنا الوطني مبعث اعتزاز شعب مصر بقواته المسلحة».تخفيض الجنيه
اقتصادياً، علمت «الجريدة» أن خطوة تخفيض الجنيه بنحو 40 في المئة من قيمته أمام الدولار الأميركي، سيعلنها البنك المركزي المصري خلال ساعات، ويتم الاحتفاظ حالياً بسعر صرف الدولار رسمياً عند 8.88 جنيهات، إلا أن فشل المنظومة الاقتصادية في توفير العملة الصعبة رفع الدولار في السوق الموازية إلى 13.8 جنيه، وسط مخاوف من ضعف قدرة الحكومة للسيطرة على الأسعار التي ستتأثر بشدة جراء تحرير سعر صرف العملة المحلية، في ظل اعتماد القاهرة على الاستيراد لتوفير نحو ثلثي احتياجاتها من السلع الأساسية.وبدا أن القاهرة تسعى لطمأنة جميع الأطراف الفاعلة في السوق بإعلانها، أمس، ارتفاع الاحتياطي الأجنبي إلى 19.5 مليار دولار، بزيادة 3 مليارات دولار، فيما توقعت مصادر مطلعة أن يتم إعلان سعر الصرف الجديد للجنيه، بحد أقصى غداً، لكي يتسنى استغلال الإجازة الرسمية بعد غد الخميس، بمناسبة ذكرى أكتوبر، ثم الإجازة الاعتيادية يومي الجمعة والسبت، للعمل على تفادي تأثر الأسواق بهزات عنيفة، تؤدي إلى انطلاق سعر الدولار في السوق الموازية متجاوزاً التوقعات.وفيما رحب وكيل لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان محمد عبدالحميد، بقرار تخفيض الجنيه لتوفير السيولة النقدية، قال رئيس اللجنة علي المصيلحي، إن الجميع يعترف بوجود مشكلة اقتصادية كبرى، وأضاف: «تحدثنا عن التضخم وضعف النقد الأجنبي، وضعف معدل النمو، وزيادة معدلات البطالة»، مطالبا حكومة شريف إسماعيل، خلال اجتماع اللجنة أمس، بضرورة إعلان خطتها لمواجهة الأزمة.انعقاد البرلمان
برلمانياً، يستأنف اليوم مجلس النواب برئاسة علي عبدالعال، نشاطه بعقد أولى جلسات دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول، ومن المقرر أن تشهد الجلسة أخذ الرأي النهائي بشأن قانون الخدمة المدنية، الذي تمت الموافقة عليه من حيث المبدأ، خلال دور الانعقاد الأول، ومناقشة تقرير مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية.في الأثناء، قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية أسامة هيكل، إن مصر تحتفل بمرور 150 عاماً على بدء الحياة النيابية في مصر، حيث تأسس مجلس شورى النواب في أكتوبر 1866 بقرار من الخديوي إسماعيل، حاكم مصر وقتذاك. وأضاف هيكل، في مؤتمر صحافي لإعلان تفاصيل الاحتفالية الرسمية، أمس، أن «الاحتفالية تعقد في منتجع شرم الشيخ الأحد المقبل، بحضور الرئيس السيسي»، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي سيلقي في نهاية الاحتفال خطاباً بهذه المناسبة.