يدفع الهجوم القوي، الذي شنه البطريرك الماروني بشارة الراعي على مبدأ «السلة»، الذي يطرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري، كممر إلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية، دفع بري زعيم حركة «أمل» الشيعية، إلى الرد على بكركي، مغامرا بتوسيع «المشكل» المسيحي - الشيعي، الذي بات يرتسم في الأفق، بعد أن تمكن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم تيار المستقبل السني من الخروج من زاوية معاندة التحالف المسيحي الأقوى بين زعيم تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب العماد ميشال عون، وزعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وفي بيان رد بري على الراعي قائلا: «أما انك أخفيت مما أعلنت فإني أعلن ما أخفي: بين سلة للأشخاص التي اقترحتم وسلة الأفكار التي قدمتها في الحوار، أترك للتاريخ أن يحكم أيهما الدستوري وأيهما الأجدى من دون الحاجة إلى المس بالكرامات، وكرامتنا جميعا من الله».

Ad

وبحديثه عن «سلة الأشخاص التي اقترحتم»، أشار بري إلى تحديد الراعي، بعد اجتماع مع الأحزاب المسيحية، 4 شخصيات هي عون، وجعجع، وزعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية والرئيس السابق أمين الجميل كمرشحين وحيدين الى رئاسة الجمهورية، بوصفهم أقوى أربع قادة موارنة.

وشكل السجال بين الرجلين علامة فارقة من شأنها أن تطلق تداعيات ثقيلة ومؤثرة في مسار التحرك الرئاسي. وقالت مصادر متابعة إن «كلام الراعي تقاطع مع اعتراض سني ظهر قبل أشهر لرئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من رموز تيار المستقبل على السلة، وهو اعتراض نابع من رفض فكرة المؤتمر التأسيسي الذي يراه التيار الأزرق على أنه محاولة للانقلاب على اتفاق الطائف».

وقالت قناة «MTV» إن اتصالات حصلت بين حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» لدرس سبل التعاطي مع رد بري الذي «لا ينسجم مع الأدبيات اللبنانية التاريخية في التخاطب مع المرجعيات الدينية».

ويبدو أن التوتر المسيحي - الشيعي مرشح للتفاقم بانتظار كلمة مرتقبة لعون أو للأمين العام العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي عادة ما يمتنع عن الخوض في أمور سياسية في خطب عاشوراء.

وتسود حالة من الترقب بانتظار بيان هام سيصدر عن مجلس المطارنة غداً.

حرب

في السياق، انضم وزير الاتصالات بطرس حرب، أحد معارضي التحالف بين عون وجعجع ورافضي ترشيح عون الى الرئاسة بعد لقائه الراعي أمس، الى رافضي «السلة».

وقال حرب ردا على سؤال عن موقف سيد بكركي أمس الأول في «عظة الأحد»: «أشاركه فيه واشكره، لأنه يذكر أن لا أحد يجب أن يتنازل عن صلاحياته لكي يصل الى الرئاسة، وأن لرئيس الجمهورية صلاحيات منحه إياها الدستور، وعليه مسؤوليات وضعها له الدستور، ولا يجوز أن يكبل رئيس الجمهورية قبل وصوله وانتخابه فيصبح منفذا لما يتفق عليه الآخرون».

وأضاف: «مما لا شك فيه أن الكلام الذي قاله البطريرك سينعكس سلبا على المباحثات لإيجاد مخرج، ولكنه يعيد البوصلة الى مكانها، لأننا يجب ألا نطيح الدستور كلما أردنا البحث عن الحل».

واعتبر حرب أن «البلد لايزال في مأزق والأمور تتعقد، والطروحات غير المناسبة تزيد الأمور تعقيداً، مشيرا إلى أنه «عندما تطرح أسماء تاريخها معروف بالاعتدال وبنظرتها للعيش المشترك ولكيفية حكم البلد عندها لا تعود هناك من شروط أو قلق من وصول شخص معين يمكن أن يؤدي الى خربطة واقع معين أو الى تجاوز قوى سياسية معينة، وآنذاك لا يمكن أن أقبل بالبحث في سلّة، إلا انه بعد مرور سنتين ونصف والبلد في هذه الحال من دون رئيس، وبعد دخولنا بحوار لحل مشكلة كيف ننتخب رئيس الجمهورية، وبعد موافقة كل الأطراف على الجلوس الى الطاولة، وأنه يجب ان يحصل توافق، وكان صاحب هذا الطرح الفريق الذي كنا نتواجه معه على الطاولة، وكانوا هم من يطالبون بالسلة في سبيل تمرير رئيس الجمهورية، ومن الطبيعي أنه ليس مجرد توقف الحوار جراء انسحاب أحد أعضائه يعني أن الموضوع لم يعد مطروحا كما كان». وبعد لقائه بري في عين التينة، رأى حرب أن الأزمة تتعقد، وأن «من يتحمل مسؤولية السلة هم من عطلوا انتخابات الرئاسة، والذين منعوا اللبنانيين ومجلس النواب من انتخاب رئيس للبنان».