قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح ان كلية احمد الجابر الجوية صرح علمي جديد يضاف إلى صروح وزارة الدفاع، مثل كلية علي الصباح العسكرية، والكليات والمدارس التعليمية التي تزخر بها الوزارة.

وأكد الجراح، في تصريح خلال رعايته وافتتاحه كلية «أحمد الجابر»، وهي أول كلية جوية يتم إنشاؤها في الكويت، ان الطيارين عملة نادرة وتدريبهم مكلف خارج الكويت، مبيناً أنه «من خلال افتتاح هذه الكلية نحاول بقدر الإمكان توفير المبالغ الباهظة علي الدولة».

Ad

ولفت الى ان «التدريب في اجوائنا وطبيعتها سينعكس على المتدرب بالإيجاب»، موضحا ان «الكلية ستفتح ابوابها لمنتسبي وزارة الداخلية والحرس الوطني من حيث التدريب والتخريج، إذ ان طائرات الهليكوبتر متشابهة مع طائرات الجيش».

وأوضح الجراح ان هذه الكلية ستدشن عملها بتدريب طياري الحرس الوطني على الطائرات العمودية، متمنيا ان يحصلوا على العدد المطلوب من الطيارين، لافتا الى ان مهنة الطيارين تستلزم مواصفات خاصة وفحوصات طبية مكثفة تختلف عن باقي الطلبة الضباط في التخصصات الاخرى «وإذا وجدت صعوبات فسنتغلب عليها بإذن الله تعالى».

3 مشاريع

من جانبه، قال وكيل الحرس الوطني الفريق ركن مهندس هاشم الرفاعي ان الحرس بدأ تطبيق الاستراتيجية الخاصة به (2015-2020) والمتضمنة ثلاثة مشاريع حيوية، وهي انشاء وحدة الطيران العمودي، وإنشاء المنظومة الامنية، وإنشاء مركز الدفاع الكيماوي والمسح الاشعاعي، لافتا الى ان قيادة الحرس الوطني ارتأت توحيد مشروع الطيران العمودي الخاص بالحرس مع وزارة الدفاع، من حيث نوع الطائرات العمودية التي سيستخدمها الحرس الوطني، وذلك لخبرة الدفاع في هذا المجال.

وأضاف الرفاعي، في تصريح لـ«الجريدة»، ان الطائرات المروحية المخصصة للحرس الوطني وعددها 6 ستخصص لعمليات البحث والانقاذ ونقل الجنود، لاسيما ان الحرس الوطني يتوسع بشكل كبير حيث تم انشاء معسكر سالم العلي في شمال البلاد ومعسكر نواف الاحمد في الجنوب، فضلا عن المعسكرات الحالية، مما يتطلب عمليات جوية لنقل الجنود والمعدات، لافتا الى ان الاتفاق والتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع اقتضيا أن توكل عمليات البحث والانقاذ الى الحرس، فيما تتولى مروحيات وزارة الداخلية الاشراف على عمليات الامن الداخلي الجوية، أما مروحيات «الدفاع» فتخصص للعمليات العسكرية البحتة ذات المهام الخاصة.

وذكر أن «الحرس الوطني فتح باب القبول للطيارين الجدد منذ عام، وتم قبول 14 طيارا سيكونون نواة طياري الحرس الوطني، حيث احيلوا الى وزارة الدفاع لاخضاعهم للفحوصات الخاصة بالطيارين»، مشيرا الى انه من المتوقع ان يتم تخريج الطيارين عام 2019، تزامنا مع وصول الطائرات العمودية إلى الحرس الوطني.

وكشف الرفاعي النقاب عن ان الحرس الوطني يمتلك حاليا مطارا خاصا في معسكر سالم العلي شمال البلاد، وسوف يخصص لطيرانه، مشيرا الى ان مهمة الحرس التي نص عليها مرسوم انشائه هي «الإسناد والدعم لوزارتي الداخلية والدفاع، اللتين نعمل معهما حالياً وفق منظومة متكاملة بهدف توحيد الجهود العسكرية والأمنية»، مبيناً ان الطائرات العمودية للحرس ستكون ذات مهام لوجستية بحتة وليست مسلحة بأي نوع من الأسلحة.

مواكبة التطور

من جانبه، قال آمر القوة الجوية اللواء ركن طيار عبدالله الفودري ان هناك حاجة إلى إعداد طيارين ومهندسين اكفاء لمواكبة التطور السريع في مجال الطيران العسكري بمختلف تخصصاته ودعم مشاريع التسليح المستقبلية للقوية الجوية بالاضافة إلى توفير الميزانيات ذات التكلفة العالية لتدريب وإعداد الطيارين خارج دولة الكويت والمساهمة في تأهيل وتدريب الطيارين منتسبي الحرس الوطني، لتكون كلية احمد الجابر الجوية نواة لتدريب الطلبة المرشحين وتخريجهم ضباطا طيارين ومهندسين.

ولفت الفودري إلى ان اختيار موقع الكلية الجوية قي قاعدة علي السالم الجوية يتناسب مع تحديد متطلبات التدريب الميداني والأكاديمي، مضيفاً ان الهيكل التنظيمي للكلية سيساهم في نجاح المهمة، حيث تم «الاستعداد اداريا وفنيا لاستقبال العدد المخطط له كدفعة أولى بالكلية في الوقت المحدد، وذلك بدعم كبير من وزير الدفاع ورئيس الاركان ونائبه».

وأوضح أنه سيشرف على تنفيذ الدورة الأولى قيادة القوة الجوية والضباط من ذوي الخبرة في هذا المجال، بالتعاون مع الجامعة الأسترالية والمؤسسات المدنية وهيئة التعليم العسكري.

وذكر أن مدة الدراسة بالكلية ستكون 3 سنوات، تتكون كل سنة من ٣ فصول، وسيشمل البرنامج دراسة العلوم العسكرية والعلوم العامة وعلوم الطيران التخصصية، اضافة الى التدريب العملي على الطيران بالنسبة للطيارين، والمواد التخصصية بالنسبة لضباط الاسناد الجوي، فضلاً عن دراسة الهندسة، إذ يؤهل خريجوها للحصول على درجة البكالوريوس في علوم الطيران والعمل كضباط طيارين او ضباط إسناد جوي بالقوات المسلحة، بالإضافة الى طيارين للطائرات بدون طيار.

وأضاف أن خريج «أحمد الجابر الجوية» (فرع الطيران) يحصل على بكالوريوس الطيران، ويمنح رتبة ملازم طيار بعد إنهاء الدورات المطلوبة، الابتدائي والاساسي والمتقدم، بينما يمنح خريج الكلية (من التخصصات الجوية الاخرى) بكالوريوس علوم عسكرية، مع رتبة ملازم، ويمنح خريج التخصصات الفنية بكالوريوس علوم عسكرية فضلاً عن رتبة ملازم.

وأكد الفودري ان التخصصات الجوية المساندة ستعزز استراتيجية ونهج الكلية، لتكون رافدة للقوات المسلحة والقوات الجوية بالكوادر المؤهلة ذات الحرفية العالية عند تلقي سلسلة من البرامج الدراسية والنظرية والتدريبية والتخصصية مثل برج المراقبة، وتوجيه المقاتلات، وموجه أمامي، واستخبارات جوية، وطائرة بدون طيار، وحرب إلكترونية.

تاريخ القوة الجوية الكويتية

أسست القوة الجوية الكويتية عام 1953 بعد تأسيس نادي الطيران الذي احتوى على طائرات اوستر بريطانية للتدريب، وتلا ذلك تخريج اول طيارين كويتيين في عام 1954 على الاوستر، ثم بعثوا الى المملكة المتحدة لإكمال تدريبهم.

وفي عام 1962 تعاقدت القوة الجوية على شراء طائرات الجت بروفوست النفاثة كطائرة تدريب قادرة على القتال، ثم افتتحت مدرسة الطيران في القوة الجوية في 1963، وفي نهاية عقد الستينيات كانت القوة الجوية تملك طائرات الهجوم الأرضي الهوكر هنتر والطائرات الاعتراضية البريطانية من نوع لايتننغ.

وخلال حرب أكتوبر 1973 أرسلت الكويت سرب الهوكر هنتر الى مصر، ووصل السرب في آخر ايام الحرب، وبقى هناك حتى منتصف 1974، وبعد خمس سنوات من إنشاء المطار كانت هناك حاجة ماسة لشراء طائرات لتدريب الطيارين، حيث تم شراء 8 طائرات أوستر للتدريب.