ما زالت مدينة قندوز في شمال أفغانستان، التي سيطرت عليها حركة طالبان للمرة الثانية خلال عام، أمس، تحت الصدمة، من جراء الهجوم الذي صدته أخيرا القوات الافغانية، بمساعدة من الاميركيين، لكن أحدا لم يكن يتوقعه.

وتسببت سهولة دخول المتمردين إلى هذه العاصمة الاقليمية، التي احتلوها للمرة الأولى في سبتمبر 2015، وسيطروا عليها بضع ساعات، وغرسوا علمهم في وسطها، في انتقادات كثيرة للسلطات، فيما يفتتح في بروكسل مؤتمر الجهات المانحة، التي ستجدد التزامها بدفع بضعة مليارات من الدولارات لافغانستان.

Ad

وقال قائد شرطة قندوز الجنرال محمد قاسم جنقلباق إن عمليات التطهير تواصلت أمس لإخراج آخر مقاتلي طالبان، الذين ما زالوا مختبئين في منازل وسط المدينة.

لكن القوات الحكومية استعادت المدينة أمس الأول، بفضل تعزيزات من نحو 100 من القوات الخاصة، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي، والتي طردت من دون مقاومة كبيرة من المتمردين، كما قال، من وسط المدينة بعد نحو 20 ساعة على وصولها إلى أربع جهات مختلفة.

وأضاف صديقي أن "القوات الجوية الافغانية والاطلسية قدمت دعمها للقوات البرية"، مشيرا إلى تدخل قوات عملية الدعم الحازم.

وقال المتحدث باسم عملية الدعم الحازم الجنرال الأميركي تشارلز كليفلاند: "من دون أن نتحدث عن الغارات، تدخلت مروحية أميركية في ضواحي قندوز لحماية القوات الحليفة"، مؤكدا أن قوات أميركية تقدم مساعدة في المنطقة لتأمين الدعم الضروري.

لكنه شدد على ان القوات الأفغانية تسيطر على وسط المدينة.

وأعلنت وزارة الدفاع أن 30 من عناصر "طالبان" وثلاثة من الجنود الافغان قتلوا خلال العمليات.

واتهم حاكم المدينة اسد الله عمر خيل "عناصر طالبان باستخدام منازل المواطنين للاختباء في المدينة"، ما ادى الى ابطاء العمليات الاخيرة.

واتهمت القوات الحكومية بالفرار أمام العدو، كما حصل خلال الصيف. ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال دالات وزيري، في تصريح صحافي، أن "قواتنا لم تتخل عن أي حاجز. لكن العدو دخل بينما كان مختبئا في المنازل، وتجنبنا الرد حتى لا نتسبب في سقوط ضحايا مدنية".

وسقط في هذه المدينة الكبيرة، التي يناهز عدد سكانها 260 الف نسمة واكثر بالتأكيد، بسبب تنقل السكان الهاربين من الاضطراب الأمني، حوالي 300 قتيل خلال الهجوم السابق أواخر سبتمبر 2015.

واستهدفت غارة أميركية المستشفى الذي تتولاه منظمة أطباء بلا حدود في 3 أكتوبر، وأسفرت عن مقتل 42 من المرضى والطاقم الطبي.

ويبدو أن هذا الهجوم الجديد لطالبان بعد سنة على الهجوم الأول حتى تثبت لمؤتمر بروكسل أنها ما زالت هنا. ويهدف المؤتمر، الذي تشارك فيه أكثر من 70 دولة مانحة ويستمر حتى الأربعاء، إلى تقييم المساعدة المالية التي يجب تقديمها لأفغانستان بحلول عام 2020 بهدف معلن هو منع انهيار البلاد.

من جهتها، أعلنت الشرطة الافغانية أمس مقتل ما لا يقل عن 56 مسلحا تابعا لداعش في هجمات برية وجوية في إقليم ننغرهار شرق أفغانستان.

من جانبها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس إن تونسيين قضيا 12 سنة في سجن أميركي بأفغانستان قالا إن محققي وكالة المخابرات المركزية الأميركية عذبوهما باستخدام أساليب لم يعلن عنها من قبل، تضمنت تهديدهما بكرسي كهربائي وضربهما بهراوات بوحشية إلى حد تكسير عظامهما.