«مجلس العلاقات»: «جاستا» معيب ومخالف للقوانين الدولية

نشر في 05-10-2016
آخر تحديث 05-10-2016 | 00:00
انطلقت في الكويت أمس فعاليات الدورة السادسة لمجلس العلاقات العربية والدولية، بمشاركة أعضاء المجلس، وبحضور حضور إعلامي كبير، في محاولة لبلورة رؤية عربية مشتركة لإنقاذ العالم العربي من المؤامرات، وحمايته من مخاطر تقسيم جديد مشابه لتقسيم اتفاقية «سايكس بيكو».

وأكد المدير العام للمجلس، السفير محمد الصلال أن قانون «جاستا» الذي يسمح بمقاضاة السعودية عقب تصويت الكونغرس الأميركي عبر سماحه لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة، معيب و«مخالف لجميع الأعراف والقوانين الدولية ولسيادة الدول أيضا»، مشددا على أن «هذا القانون مستنكر من أغلب دول العالم لا من الدول العربية فقط».

وقال الصلال، في تصريح أمس على هامش فعاليات الدورة السادسة لمجلس العلاقات، إن المجلس سيناقش هذا القانون «الذي يمثل عوارا قانونيا دوليا وسيضر بالولايات المتحدة نفسها، حيث إنه لم يدرس بما فيه الكفاية ولم يكن من الحصافة السياسية صدوره بهذا الشكل وبهذه السرعة دون دراسة تأثيراته في علاقات الولايات المتحدة بالعالم والدول العربية بالتحديد».

وأضاف أن المجلس استعرض الأوضاع العربية وبحث بعض الأفكار والرؤى لعقد مؤتمر يبحث في الحالة العربية الراهنة، لافتا إلى أن أعضاء المجلس تداولوا في سبل عقد المؤتمر وبرنامج عمله والمواضيع التي ستطرح فيه، والجدول الزمني المرتبط بالتحضير له، وتشكيل لجنة تحضيرية للاعداد له، «ولا تزال المشاورات جارية بهذا الصدد، وهذا هو هدف الاجتماع».

وبيّن أنه ستدعى إلى هذا المؤتمر، الذي لم يحدد موعده إلى الآن، منظمات المجتمع المدني والقوى الفاعلة والمؤثرة من سياسيين وإعلاميين واقتصاديين لبحث الحالة الراهنة في العالم العربي والتحديات والمشاكل التي تواجهها الأمة العربية، بهدف سماع صوت منظمات المجتمع المدني وإثبات أهمية دور الشعوب العربية وموقفها تجاه القضايا العربية.

ولفت الصلال إلى أهمية المجتمع المدني في إيصال الصوت العربي تجاه قضاياه، سواء عبر المنظمات الشبابية أو النقابية أو الاقتصاديين او رجال الاعلام، والذين يشكلون جوهر الحراك الشعبي، موضحا أن صوت الشعوب العربية تجاه قضايا أمته غائب ولا يُسْمَع في المحافل الدولية.

وأشار الى ان مجلس العلاقات العربية والدولية يبحث في المشاكل التي تواجه الأمة العربية، ومن بينها استشراء ظاهرة الاٍرهاب والتطرف الديني، وذلك ضمن النقاش الفكري الذي يتطرق إلى غياب دور الشباب.

إعمار العراق

من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي أن عملية إعادة إعمار العراق معطلة حاليا بسبب الحرب ضد «داعش»، لافتا إلى أن هناك العديد من المؤتمرات التي عقدت من أجل هذا الغرض، ولكنها لا تزال مع وقف التنفيذ، حتى ننتهي من تحرير المدن من سيطرة هذا التنظيم الإرهابي.

ورفض علاوي، في تصريحات للصحافيين، الاتهامات التي توجه إلى قوات الحشد الشعبي بشكل عام، موضحا أن «الحشد الشعبي» فيه المنضبطون وفيه غير المنضبطين، منتقدا تناول وسائل الإعلام العربية لـ»الحشد ككل، فالتعميم لا يجوز».

وعما إذا كان القانون العراقي عاقب غير المنضبطين من «الحشد» قال علاوي: «للأسف لم تتم معاقبتهم لعدم وجود قوة تنفيذية لقرارات المحاكم».

أداة إيرانية

بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة، ان كتلة تيار المستقبل اللبنانية دانت وما زالت تدين الاجراءات التي يتخذها «حزب الله» وتورطه في الصراع السوري، ومقاطعة اجراء انتخابات الرئاسة اللبنانية، حيث وقف عائقا امامها لسنوات عدة، محاولا بذلك الضغط على لبنان واستعمال هذه الورقة في تثبيت سيطرته وتدخلاته في المنطقة.

وأضاف السنيورة، في تصريح، أن «حزب الله» أداة تستخدمها إيران في تدخلاتها بالمنطقة العربية والتي لم تتوان عن الاعتراف بأنها تطْبق على القرار المتخذ في 4 عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، مشدداً على أن مفتاح الحل لمختلف القضايا في لبنان هو العودة الى الالتزام بالدستور اللبناني الذي يؤكد أولوية انتخاب رئيس جمهورية قبل أي أمر آخر.

مخاطر التقسيم

من جانبه أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي أن اجتماع مجلس العلاقات يمثل «محاولة لبلورة رؤية عربية مشتركة لانقاذ العالم العربي من المؤامرات التي يتعرض لها وحمايته من مخاطر تقسيم جديد مشابه لتقسيم اتفاق سايكس بيكو، ومحاولة اعتماد رؤية لمساندة وتطوير الوضع الداخلي العربي في كل مكان، وتقوية البنيان الداخلي وصد التدخلات الخارجية حتى يتمكن العالم العربي من مواجهة الصراعات الاقليمية التي تهدد مصالحه».

وأشار البرغوثي إلى أن الاجتماع ركز على كيفية تجنيد المفكرين العرب الحريصين على العالم العربي من خلال خلق تعاون بدلا من الصراعات الداخلية، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لديه حساسية من شخصية الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز لعدة أسباب، اهمها أنه من بنى القوة النووية لإسرائيل وقوتها العسكرية، بالإضافة إلى أنه شارك في العدوان على مصر وقطاع غزة، كما أنه من مخططي حرب 1967، وبالتالي اسمه مرتبط بكل الاعمال العسكرية التي جرت على الفلسطينيين والعرب، كما انه ابوالاستيطان والذي سمح باستمراره.

وأضاف أنه «لا يمكن لأحد أن يغفر لبيريز الاعتداء على قانا»، الذي يمثل «جريمة حرب، كما انه مهندس اتفاق اوسلو»، لافتا إلى أن مثل هذه الامور تجعل الفلسطينيين غير قادرين على قبول وصف بيريز بأنه رجل سلام.

تنظيم مؤتمر لاستعراض الأوضاع العربية الراهنة... قريباً... الصلال

إعادة إعمار العراق معطلة بسبب الحرب ضد «داعش» ... علاوي

هدفنا بلورة رؤية مشتركة لإنقاذ العالم العربي من المؤامرات ...البرغوثي

ندين إجراءات «حزب الله» وتورطه في الصراع السوري... السنيورة
back to top