مجازر حلب: أين «الإخوان»؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إنه غير مطلوب أن يكون هناك "متطوعون" للقتال ولا زحف مقدس ولا تبرعات سخية لتطرد المسغبة والعطش والجوع عن أطفال حلب الذين من المفترض أنهم أطفال كل عربي ومن الخليج إلى المحيط... إن المطلوب أن يسمع الروس والإيرانيون ومن يقاتل إلى جانبهم من شراذم مذهبية وطائفية حاقدة صرخات شوارع المدن العربية بأن "لا" و"كفى" والموت للغزاة والمعتدين الذين جاءوا من خلف الحدود البعيدة لتدمير سورية وذبح أهلها و"تبقير" بطون أطفالها وإخراجها من الدائرة العربية.وهنا فإن السؤال موجه للإخوان المسلمين في كل أماكن وجودهم: لماذا تلوذون أنتم أيضاً بكل هذا الصمت المريب والغريب، وذلك إذا كان دعاة "تحالف الأقليات" وباقي ما تبقى من الخلايا "الماركسية" يرفعون الصوت عالياً وبدون خجل لا من أنفسهم ولا من أطفال حلب الذين تمزق أجسادهم قنابل طائرات "السوخوي" الروسية...؟ لماذا لم نسمع منكم إلا همهمات خافتة، وذلك حتى في البلدان التي لكم فيها أحزاب حاكمة تتحدث باسمكم وترفع شعاراتكم...؟!إنه معروف أن "حماس" محمود الزهار لا تستطيع أن "ترفع عينها" في وجه إيران، والمثل يقول "اطعم الفم تستحي العين"... لكن ماذا عنكم أنتم؟ هل أنتم سعداء برؤية حراس الثورة الإيرانية وهم "يتمرجلون" على أطفال حلب، ورؤية قذائف الشراذم الطائفية وهي تنهال على المسجد الأموي في "الشهباء"، التي كانت ذات يوم بعيد القلعة المتقدمة على الجبهة الشمالية للأمة العربية... وأيضاً للأمة الإسلامية؟!أليس غريباً ومستغرباً كل هذا الصمت المريب إزاء ما يفعله الروس في سورية، قلب العروبة النابض حقاً، بينما لو أن أميركياً اضطر لـ"عطسة" قوية في إحدى عواصمنا لقامت الدنيا في هذا الوطن الكبير ولما قعدت، ولانطلق إخواننا "الإخوان" بالصيحات المدوية في كل المدن والعواصم العربية... إن هذا ليس دفاعاً عن الأميركيين الذين لنا معهم ثارات قديمة وجديدة... إنه مجرد ملاحظة واستغراب لكل هذا الصمت "الإخواني" تجاه المجازر التي يرتكبها الروس في دولة عربية وإسلامية... وتجاه ما يفعلونه في مدينة حلب الشهباء التي حولوها إلى ركام وإلى أكوام أتربة!