اعترف المطرب الكبير محمد البلوشي بالخطأ الذي ارتكبه في حق نفسه وحق جمهوره، حينما ترك الغياب يمتد إلى مشواره الغنائي، على عكس ما كان يظن أن توقيع عقد الاحتكار مع شركة روتانا سيضاعف من شهرته ويزيد من إنتاجه.

وقال البلوشي لـ"الجريدة": "أطلب "السموحة" من جماهيري أصحاب الفضل الأول والأخير، بعد الله، في منحي هذه المكانة في عالم الطرب، ولا ألوم أحدا، وإنما ألوم نفسي على اتساع فترة الغياب، رغم أنه كان من الممكن إدراك الأمر، وتلاشي سلبياته مبكرا، لكن قدر الله وما شاء فعل".

Ad

وعن عقود الاحتكار، قال البلوشي: "كنت أتوقع أن يزيد من إنتاجي الغنائي من حيث الجودة في استغلال إمكانات العصر التكنولوجية في زيادة الانتشار، لكي أكون دائما في حالة تنافس مع أقراني المطربين ليس على مستوى الكويت فقط، وإنما على المستويين الخليجي والعربي، لكن وجدت العكس، لدرجة أني خسرت الكثير لحجز إمكاناتي التي لم تستغل بالشكل الأمثل، حتى اعتقد البعض أنني سأعتزل الغناء.

وأكد أنه لو عاد به الزمان مرة أخرى لفكر ألف مرة قبل تكبيل نفسه بهذا العقد الاحتكاري الذي حوله من فنان إلى موظف، ومن صاحب طاقات خلاقة الى متلق للأوامر، لكنها النفس البشرية التي ربما يغريها المال لحظة، ويدفع صاحبها الثمن في كل اللحظات بعد ذلك من رصيده في قلوب محبيه وعشاق طربه، عندما يكتشف أن الاحتكار ضيع عليه فرصا مهمة للانطلاق يعض أصابعه ندما.

وأشار إلى أنه الآن يقرأ أكثر من أغنية لعدد من الشعراء الموهوبين ليختار الأفضل، حتى يحقق الزخم المراد من عودته الى عالم الغناء حرا من دون أي التزامات تفرض عليه أو تعليمات تلقى عليه.

وذكر أنه يحاول استعادة ما فقده من مساحات في الساحة الغنائية، من خلال أغنية "سنغل" سينزل بها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة يعتبرها "جس نبض"، ثم يعقبها "سنغل" ثان يعرف من خلالها أين موقعه ومدى ثبات جماهيريته، تمهيدا لإطلاق ألبوم متنوع يضم ألوانا غنائية مختلفة.

ووعد البلوشي جماهيره على امتداد الوطن العربي، بأن غيابه لن يتكرر، ولن يعود إلى الانزواء مرة أخرى تحت أي مبرر، لأن لهم حقا كبيرا في رقبته، بعدما أعطوه الشهرة والمكانة المرموقة في عالم الغناء، والتي وصلت في يوم من الأيام الى أن إحدى أغنياته "يا نار شبي" الأكثر طلباً من مستمعي إذاعة "مونت كارلو" الشهيرة، وهي مرتبة ربما لم ينلها إلا القلائل من المطربين والمطربات في الوطن العربي.