أنقرة تبرر تدخلها في الموصل... وتتبادل «طرد السفراء» مع بغداد

أثيل النجيفي: العراق سينقسم إلى 4 قطاعات إذا لم ينجح تحرير نينوى ويُمنح العرب السُّنة سلطة حقيقية

نشر في 06-10-2016
آخر تحديث 06-10-2016 | 00:04
رجال عراقيون مهجرون من الرمادي ينتظرون الفحص الأمني للسماح لهم بالمغادرة أمس (رويترز)
رجال عراقيون مهجرون من الرمادي ينتظرون الفحص الأمني للسماح لهم بالمغادرة أمس (رويترز)
لا يزال التصعيد سيد الموقف بين أنقرة وبغداد، مع بدء العد العكسي لمعركة تحرير الموصل من تنظيم «داعش»، والتي يعتقد أنها ستكون استراتيجية على مستوى الإقليم، إن لناحية إلحاق هزيمة شاملة بتنظيم «داعش»، أو لناحية إعادة ترتيب المنطقة وسط معادلات إقليمية ومحلية جديدة.
في تطور لافت، تبادلت بغداد وأنقرة استدعاء السفراء بينهما، أمس، بعد اعتبار البرلمان العراقي القوات التركية الموجودة في الموصل شمال العراق "قوات محتلة".

وبدا التوتر منذ أيام بعدما صوت البرلمان التركي لمصلحة تمديد مهمة الجيش التركي في العراق وسورية، حيث تقول تركيا إنها تواجه إرهاب تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني.

ولاقى تصويت البرلمان التركي استنكاراً واسعاً في العراق، بدأ على لسان الفصائل الشيعية الموالية لإيران، ثم ما لبث أن توسع ليشمل جميع القوى السياسية الشيعية التي تملك أغلبية في البرلمان والحكومة.

وقال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس الأول، إن "المغامرة التركية" شمال العراق قد تؤدي إلى مواجهة إقليمية.

وقبل أيام قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن قوات بلاده ستشارك في معركة استعادة الموصل العراقية، محذرا من مشاركة الحشد الشعبي ومسلحي حزب العمال الكردستاني، الأمر الذي وصفته "الخارحية" بأنه تدخل في الشأن الداخلي العراقي.

«يحق لنا التدخل»

وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أمس، أن الوجود العسكري التركي في العراق يهدف لتحقيق الاستقرار في وقت تشهد البلاد انقساما شديدا، مضيفا أن تركيا لا تسعى لأن تصبح قوة احتلال، وأنها مستعدة للتعاون مع الحكومة العراقية في محاربة تنظيم "داعش".

وأبلغ الصحافيين أن القوات التركية موجودة في معسكر بعشيقة العراقي بناء على طلب مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لتدريب القوات المحلية، مضيفا أن "تركيا لن تسمح بطرح هذا الأمر للنقاش".

وتابع: "لا يحق لأحد الاعتراض على وجود قواتنا في بعشيقة طالما أن العراق مقسم".

استدعاء السفراء

واستدعى كل من العراق وتركيا، أمس، سفير كل منهما لدى الآخر، وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، بأن "الوزارة قررت استدعاء سفير تركيا لدى بغداد فاروق قايمقجي على خلفية التصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة تحرير الموصل".

في المقابل، نقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عن مصادر دبلوماسية أن وزارة الخارجية التركية استدعت صباح أمس، السفير العراقي في أنقرة هشام علي "احتجاجا على قرار اتخذه مجلس النواب في بلاده".

قوات التحالف

في السياق، قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" جون دوريان، أمس، إن "وحدات الجيش التركي لم تتجه إلى بعشيقة أو الموصل بالتنسيق مع التحالف".

نموذج كوباني

إلى ذلك، قال المتحدث العسكري باسم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة المنضوية في "الحشد الشعبي" جواد الطليباوي، أمس، إن "أميركا تريد تكرار سيناريو مدينة كوباني السورية في الموصل لكسب الوقت بما يتلاءم والانتخابات الرئاسية".

وأضاف الطليباوي: "علينا أولا وضع خطة لتحرير الموصل، وإلا فإننا سنكرر سيناريو مدينة كوباني السورية، وسيضع التحالف الأميركي خططا على هواه وعندها سيعتمدون سياسة الأرض المحروقة".

النجيفي

من ناحيته، قال محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي الذي أعد قوة اطلق عليها اسم "الحشد الوطني" للمشاركة في معركة تحرير مدينة الموصل أمس، إن تلك المعركة ستمثل لحظة فارقة بالنسبة للعراق وربما تسفر عن تقسيم البلاد على أسس عرقية ومذهبية.

وأضاف النجيفي، وهو من كبار الساسة من السنة وكان يؤدي مهام المحافظ في الموصل عندما سيطر تنظيم "داعش" على المدينة، أن "الخوف الأكبر هو أن ينقسم العراق إذا لم يسيطروا على هذه المعركة بحكمة، ولم يمنحوا العرب السنة سلطة حقيقية".

وأوضح أنه ملتزم بتعزيز وحدة العراق، لكنه أشار إلى أن الهدوء لن يتحقق إلا بمزيد من الحكم الذاتي على المستوى الإقليمي وهي فكرة تثير غضب الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة في بغداد.

وتابع: "ربما ينقسم إلى أكثر من ثلاثة أو أربعة قطاعات. وحتى في بغداد سيواجهون المشكلة نفسها".

وشدد على أن الحشد الوطني الذي يضم 4500 مقاتل دربهم 200 مستشار عسكري تركي وقوات أميركية أكثر قدرة على النجاح في تحقيق الاستقرار في الموصل لأنهم من المنطقة ويمكنهم استمالة السكان المحليين، مشيداً بالتعاون مع الأكراد غير أنه انتقد فصائل "الحشد الشعبي" التي تحظى بدعم إيراني.

غارة خاطئة

في سياق آخر، قال قائد "الحشد العشائري" جنوب الموصل الشيخ نزهان الصخر اللهيبي، أمس، إن 20 عنصرا من "الحشد العشائري"، المكون من قوات سنية موالية للحكومة، بقصف جوي خاطئ للتحالف الدولي تزامنا مع هجوم شنه تنظيم "داعش" على قرية خرائب جبر، جنوب الموصل.

«داعش» لمؤيديه: ماذا لو قتل «الخليفة»؟

أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، أمس، بأن تنظيم "داعش" فاجأ مؤيديه خلال الايام الماضية بترويج فكرة "ماذا لو قتل الخليفة بضربة جوية أو إطلاق نار أو مرض عضال؟ ماذا سيكون مصير دولة الخلافة؟".

وقال المصدر إن "خطباء داعش فاجأوا مؤيدي التنظيم في المساجد والمنتديات الدينية التي تقام بها الدورات خلال الايام الماضية بترويج هذه الفكرة".

مشادة نيابية بين كتلتي بارزاني والمالكي
شهدت جلسة مجلس النواب العراقي، أمس الأول، مشادة كلامية بين نواب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونواب ائتلاف "دولة القانون"، بزعامة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.

وحدثت المشادة، بسبب طلب النائب حيدر المولى، من كتلة المالكي، استجواب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في البرلمان، لسؤاله بشأن السماح لدخول القوات التركية عبر أراضي الإقليم إلى المناطق المحاذية لمدينة الموصل.

وقال عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ريناس جانو: "لا يوجد أي أساس قانوني" لاستجواب بارزاني، مضيفا: "الحكومة العراقية ضعيفة إلى درجة لا تستطيع حماية حدودها".

وأضاف: "إذا تم الاعتماد على هذا الأمر، وأصبح مقياسا للاستضافة في البرلمان، فيجب أولا أن تتم استضافة قادة حيدر المولى وغيرهم إلى قبة البرلمان".

في السياق ذاته، قال عضو كتلة "المواطن" النيابية التابعة للمجلس الإسلامي العراقي الأعلى، بزعامة عمار الحكيم، إنه "وفق النظام الداخلي للبرلمان الفدرالي والدستور، للبرلمان صلاحية استجواب الرئاسات الثلاث، والوزراء في الحكومة".

وتابع: "هناك قوانين خاصة حول توزيع الصلاحيات الفدرالية، وبين حكومة المركز وحكومة إقليم كردستان"، وأشار إلى أنه "لا يوجد نص دستوري صريح لاستجواب بارزاني في البرلمان".

مقتل 20 من «الحشد العشائري» بغارة خاطئة للتحالف
back to top