تدهور العلاقات مع روسيا.. تركة ثقيلة تنتظر الرئيس الأمريكي الرابع في مواجهة بوتين

نشر في 06-10-2016 | 14:46
آخر تحديث 06-10-2016 | 14:46
No Image Caption
سيجد الرئيس الأمريكي المقبل في انتظاره تحديات تمثلها روسيا في كل من سورية وأوكرانيا والفضاء الإلكتروني.

وسيصبح الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية الرئيس الرابع الذي يقف في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحدي ردع الكرملين الذي أبدى في كثير من الأحيان استعداداً أكبر من استعداد البيت الأبيض للمجازفة واستعراض القوة.

فعلى مدار السنوات الأربع الأخيرة ضم الرئيس الروسي شبه جزيرة القرم وعمل على زعزعة الاستقرار في شرق أوكرانيا وأحبط آمال الولايات المتحدة في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وشن هجمات إلكترونية حمل مسؤولون أمريكيون مسؤوليتها لمتسللين تتولى وكالات مخابرات روسية قيادتهم أو تنظيم نشاطهم.

وفي أحدث مناوراته أوقف بوتين هذا الأسبوع العمل باتفاق مع واشنطن يتعلق بالتخلص من البلوتونيوم الصالح لصناعة الأسلحة.

ورغم أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا نتيجة لأفعالها في أوكرانيا فإن هذه العقوبات لم ترغمها على تهدئة التوترات في شرق أوكرانيا أو التخلي عن شبه جزيرة القرم.

ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين إن البيت الأبيض لم يتفهم ما شعر به بوتين من مرارة في العقد الذي أعقب انهيار الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي يشعر فيه الزعيم الروسي بأن الغرب استغل روسيا واستفاد من وضعها في فترة انكسارها.

بل ويقولون إن الولايات المتحدة ليس لها تأثير يذكر على مسار الديمقراطية في روسيا أو على رغبتها في استخدام القوة في سورية وأوكرانيا أو أي مكان آخر لتحقيق أغراضها.

ويقول منتقدون إن النتيجة هي احتمال تزايد الوضع التهاباً في سورية وبقاء أوكرانيا في حالة عدم توازن عاجزة عن التقارب مع أوروبا بل وتدهور مجالات مثل الحد من التسلح ومن انتشار الأسلحة النووية وهما من أعمدة التعاون بين الجانبين خلال الحرب الباردة.

وقال أندرو وايس من مركز كارنيجي للسلام الدولي «بالنسبة لبوتين وأغلب القيادات الروسية حصيلة الوضع العالمي تمثل صفراً».

ويقول وايس إن من المستبعد أن يغير الزعيم الروسي نهجه قبل انتخابات الرئاسة الروسية التي تحل عام 2018 «في مناخ تتوقف فيه حظوظ بوتين في السياسة المحلية على وجود هذا العدو الخارجي ألا وهو الولايات المتحدة».

لا مقاومة حتى الآن

أشار مسؤول أمريكي إلى أن بوتين - الذي لم يعلن موقفه من الانتخابات حتى الآن وإن كان من المتوقع أن يرشح نفسه مرة أخرى - على استعداد لاستخدام القوة لتحقيق أهدافه في حين أن البيت الأبيض الذي يعاني من آثار الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان ليس مستعداً لمثل هذا الأمر.

وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه «الإدارة الأمريكية لم تفهم قط مدى الجرح الذي يشعر به بوتين وكثيرون جداً من الروس عن فترة التسعينات أو مدى عزمهم على استعادة ما يرون أنها المكانة التي تستحقها روسيا في العالم بل ولم تفهم أصلاً مدى استعداد بوتين لبذل أي شيء لتحقيق مراده».

وأضاف المسؤول «سيظل يضغط حتى يواجه مقاومة جادة وهو ما لم يحدث حتى الآن».

ويرى كثير من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين إن هذا الأمر ينطبق على سورية.

وأعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع وقف المحادثات مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سورية واستنكرت الهجوم الروسي والسوري على مدينة حلب.

ويعتقد المحللون أن من المرجح سقوط حلب في نهاية المطاف غير أن الحرب المتواصلة في عامها السادس ستستمر وأن الأسد سيظل على رأس دولة أصغر مساحة ومفتتة تعيش أسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن البيت الأبيض لم يقرر بعد خطوته التالية في سورية غير أنه لا أحد تقريباً يتوقع أن يغير الرئيس باراك أوباما استراتيجيته في شهوره الأخيرة في البيت الأبيض.

وقال مسؤولان أمريكيان إن البيت الأبيض لا يفكر في فرض عقوبات إضافية على روسيا في الوقت الحالي.

الضعف الروسي حقيقي

يوم الأثنين الماضي علق بوتين العمل باتفاقية مبرمة مع واشنطن تتعلق بالتخلص من البلوتونيوم الصالح لصناعة الأسلحة النووية مبدياً بذلك استعداده لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في النزاعات مع الولايات المتحدة.

وقال داريل كيمبال من رابطة الحد من التسلح «إذا تدهورت العلاقة فسيتطلع كل جانب من الجانبين لممارسة ضغط أو تسجيل نقاط في مجال الحد من التسلح النووي».

ومن المجالات الأخرى التي تدرس فيها الولايات المتحدة خياراتها الحرب السرية في الفضاء الإلكتروني الدائرة بالفعل مع روسيا والتي يحتمل أن تتصاعد مع تدهور العلاقات.

ويقول مسؤولون أمريكيون بصفة غير رسمية إن أجهزة المخابرات الروسية تدخلت في عملية الانتخابات الأمريكية بتوجيه هجمات إلكترونية تستهدف الحملة الرئاسية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومؤسسات أمريكية أخرى ومقار انتخابية على مستوى الولايات.

وينفي الكرملين هذه الاتهامات.

وقد أحجم البيت الأبيض عن توجيه الاتهام لروسيا علانية، وإذا ظهر من الأدلة ما يشير إلى تورط روسيا فستواجه واشنطن معضلة في صياغة ردها لأنها قد تدفع موسكو إلى الرد بالمثل.

وأشار مسؤولان أمريكيان إلى قصر نظر المنتقدين وقالوا أن تحقيق هدف ما قد يستغرق سنوات مثل تحرير دول البلطيق من الحكم السوفيتي.

وبمرور الوقت ربما تفلح السياسات الشبيهة بسياسات الحرب الباردة مثل استخدام العقوبات الاقتصادية في إضعاف الاقتصاد الروسي أو نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في دول البلطيق وفي بولندا في يناير كانون الثاني لردع روسيا.

وقال مسؤول «ما من مخرج سريع مع الروس».

back to top