طرابلس اللبنانية الزاخرة بملايين الكتب والمخطوطات

عاصمة للثقافة العربية لعام 2023

نشر في 07-10-2016
آخر تحديث 07-10-2016 | 00:00
قلعة طرابلس
قلعة طرابلس
اقترح وزراء الثقافة العرب عام 2023 موعداً لإعلان مدينة طرابلس (شمال لبنان) عاصمة للثقافة العربية، بعدما تمّ إرجاء ذلك بسبب الأوضاع الأمنية التي عصفت بها، وسيدرج هذا الإعلان في اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية بين 12 و13 ديسمبر المقبل، تمهيداً لتثبيته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي سينعقد بين 13 و15 من الشهر نفسه.
تحسباً لأي طارئ، توجّه رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد بكتاب إلى وزير الثقافة ريمون عريجي باسم الهيئات والمؤسسات البلدية والاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية في طرابلس، معرباً عن تخوف من أن تطيح الأوضاع السائدة في لبنان، على غير صعيد، هذا الموعد أو يتم تأجيل البحث فيه أو إلغاؤه من جدول أعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب، في حال انعقاد اجتماع اللجنة الدائمة وعدم تحرك لبنان لتثبيت ذلك التاريخ، وتأكيد اعتبار طرابلس عاصمة للثقافة العربية عام 2023.

وطالب منجد الوزير عريجي بالإيعاز إلى مندوب لبنان في اللجنة الدائمة خلال اجتماعها المرتقب لتأكيد القرار السابق، باعتبار طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2023، وتثبيت ذلك، على أن يتقدم الوفد اللبناني بملف متكامل لاحقاً حول هذا الموضوع وفق ما تقتضيه قرارات وإجراءات هذه المسألة في حال أي تأخر من اليوم إلى موعد انعقاد هذا الاجتماع}.

وختم: {إننا إذ ننكب منذ اليوم على تحضير هذا الملف، ونشير إلى ضرورة تفعيل هذا القرار بتسمية أعضاء اللجنة المحلية التي ستشرف على الفعاليات والأنشطة المرافقة، والتي من شأنها مواكبة هذا الاختيار العربي لطرابلس كعاصمة للثقافة العربية، ونحن على استعداد لتقديم كل دعم وكل تسهيل لهذا الاقتراح ولهذه المبادرة}.

مؤتمر وزراء الثقافة العرب

بدعوة من المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وباستضافة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في الجمهورية التونسية، تنعقد الدورة العشرون لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي (12-15 ديسمبر 2016)، وقد تم اختيار {الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطوّر الرّقمي} موضوعاً رئيساً للمؤتمر. وتتفرع الدّراسات والبحوث التي يُدعى إلى إنجازها خبراء واختصاصيون من الدول العربية إلى المحاور التالية:

المحور الأول: الإعلام الثقافي في البلدان العربية: المفهوم والسياسات والتجارب، يضمّ: التشريعات والنّظم الإعلامية والثقافية وإدارة المحتوى والحقوق الرقمية في الوطن العربي، المؤسّسات الثقافية والإعلامية: منصّات عرض المحتوى ومراكز التّحويل الرّقمي، المشهد الإعلامي والثقافي العربي: التنشئة والهوية والعولمة.

المحور الثاني: الإعلام الثقافي في البلدان العربية: التدريب والممارسات المهنية، ويضمّ: التّكوين والتّدريب وتطوير البحث العلمي في الإعلام الثقافي، الإعلام الرقمي والمهن الثقافية الجديدة، الظروف المهنية لعمل القنوات الفضائية وتأثيرها في التعامل مع الخبر الثقافي.

المحور الثالث: شبكات التواصل الاجتماعي وإنتاج المحتوى الثقافي باللغة العربية، ويضمّ: وسائل التّواصل الاجتماعي وإنتاج المحتوى الثقافي الرقمي العربي ونشره، المواقع الإلكترونية والمحتوى الثقافي باللغة العربية، شبكات التواصل الاجتماعي في البلدان العربية: أوجه الاستخدام.

المحور الرابع: اقتصاد الإعلام الثقافي في البلدان العربية، ويضمّ: الاستثمار في قطاع الإعلام الثقافي في الوطن العربي: تشخيص الواقع، الشّراكات الاقتصادية والمجتمعية ودورها في تطوير الإعلام الثقافي في الوطن العربي، حفظ وترويج الثقافة والتراث والموارد الفكرية في صيغة رقمية.

المحور الخامس: تحديات الإعلام الثقافي الرقمي في الوطن العربي، ويضمّ: ثقافة النصّ وثقافة الصّورة وتنفيذ مشاريع الرقمنة، الذّاكرة الثقافية العربية وتحديات البيئة الرقمية، لأجل ميثاق عربي للإعلام الثقافي.

طرابلس

طرابلس عاصمة محافظة الشمال، وهي ثاني أكبر مدن لبنان بعد بيروت. تاريخياً، نسب إليها اسم {طرابلس الشام} لتمييزها عن طرابلس الغرب، لما سمي بسورية الكبرى ما قبل 1948.عرفت منذ القدم بموقعها الجغرافي المميّز لأنها صلة الوصل بين الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والداخل السوري والعربي، ما جعلها مركزاً تجارياً على مستوى المنطقة وشمال لبنان.

تضمّ المدينة بنى تاريخية وأثرية وأكثر من 160 معلماً، بين قلعة، وجامع، ومدرسة، وخان، وحمام، وسوق، وسبيل مياه، وكتابات، ونقوش... ويعود تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف سنة، إذ أسسها الفنيقيون وتعاقبت عليها الأمم والعهود من الفينيقيين حتى الانتداب الفرنسي، مروراً بالرومان، والبيزنطيين، والعرب، والفرنجة، والمماليك، والعثمانيين.

تنقسم المدينة إلى قسمين: الميناء والمدينة نفسها إضافة إلى ضاحيتيها، البحصاص والبداوي، وشريطين ضيقين على امتداد شاطئ البحر، واحد باتجاه الشمال، والآخر باتجاه الجنوب. يبلغ عدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة.

تحاول المدينة في الوقت الحاضر تحريك عجلتها الاقتصادية وتطوير أوجه الحياة المدنية فيها، ويعتمد اقتصادها على الصناعات الحرفية، وبعض الصناعات التحويلية الصغيرة، والسياحة. في هذا السياق، كتب المؤرخ الفرنسي ميشو أن في طرابلس أكثر من أربعة آلاف نول لأربعة آلاف صانع لحياكة الأقمشة الصوفية والحريرية والقطنية، فضلاً عن مكتبات زاخرة بمؤلفات من كتب الفرس واليونان والعرب، تزيد على ثلاثة ملايين من المجلدات والمخطوطات، وفق المؤرخ العربي ابن طيء.

يعود الفضل في جمع كل هذه المؤلفات والكتب إلى أبو طالب حسن قاضي طرابلس الذي استفاد من منصبه فكان يبعث الرسل إلى الأقطار ينشدون الكتب النادرة والأسفار ويشترون منها لمكاتب المدينة مهما عظم الثمن.

مدينة طرابلس تضمّ أكثر من 160 معلماً وتاريخها يعود إلى نحو أربعة آلاف سنة
back to top