كيف رشحت لفيلم «حبيب الأرض»؟

Ad

اتصل بي المخرج رمضان خسروه، ولم تكن تجمعنا معرفة سابقة، للحديث عن رغبته في لقائي. ذهبت في اليوم التالي لمعرفة تفاصيل العمل السينمائي الذي يحضّر له، وهو كان أخبرني بشكل موجز عنه عبر الهاتف، ومن خلال حديثه المتكرر تحمست للعمل بشدة، خصوصاً أننا في الكويت لا سينما لدينا بالمعنى المتعارف عليه.

التجربة كويتية خالصة، وترصد مسيرة أحد أبطالها، وكانت مفاجأة سارة لي أن يفكر مخرج كويتي في تقديم عمل بهذه الصورة ويتناول هذه المرحلة من تاريخ الكويت لشخصية وطنية أثرت بشكل إيجابي في المجتمع، وتركت بصمة نضالية لدى الجميع. وافقت على خوض التجربة، والحمدلله بعد المجهود الكبير المبذول في التصوير والتحضير على مدار عامين، حصدنا ربحاً معنوياً كبيراً وإشادة بالعمل ممن شاهدوه في مختلف المجالات.

ما الصعوبات التي واجهتك في العمل؟

التجربة ككل صعبة للغاية على أي ممثل. ثمة فرق بين أن تقدّم شخصية من واقع الخيال يمكن أن تغيّر فيها، وشخصية أخرى لها أرشيف ويعرفها المشاهدون. لذا كانت لدي رغبة في أن أقدم الشخصية بالشكل الذي يليق بها، ما يعني أن الفيلم ينتمي إلى «السهل الممتنع»، فالديكورات بسيطة ولكن الأحداث صعبة. واستعان المخرج بخبراء ماكياج محترفين لرسم ملامح الشخصية، فمنحوني 50% من الشخصية والنصف الآخر جاء من خلال التمثيل والأداء، لذا لازمني الخوف إلى أن عرض الفيلم لأول مرة وجاء رد الفعل جيداً.

ماذا عن أصعب المشاهد؟

قبل وضع الماكياج، كنت حريصاً على محاولة ضبط إيقاع الصوت، خصوصاً أن ثمة اختلافاً كاملاً بين الطريقة التي أتحدث بها وأسلوب الشاعر الراحل، خلال التحضيرات تأثرت به عبر مشاهدة فيديوهات أتيحت لي، بالإضافة إلى حواراتي مع عائلته التي جعلتني على إلمام كامل بأدق التفاصيل عنه.

تحضيرات وقلق

كيف تحضّرت لشخصية فائق عبد الجليل في مرحلة الشباب وشخصية نجله فارس؟

لم تتوافر فيديوهات كثيرة للشاعر الراحل، فقط مجموعة محدودة من الصور. لكن المخرج عثر على فيديوهات نادرة وجمعها، استعنت أنا بها لمحاكاة حركات عبد الجليل وتصرفاته. أما شخصية الابن فارس فكنت حريصاً على الجلوس معه والحديث عن علاقته بوالده وكيف كان يتصرف معه. ولا أنكر قيامنا باختبار تصوير وماكياج وتصوير مشاهد مكتوبة قبل البدء بالعمل الفعلي، ما كان له أثر إيجابي في إلمامي بالشخصيتين بشكل كامل.

ألم تقلق من عدم ترحيب الجمهور بالأعمال التاريخية عموماً؟

«حبيب الأرض» أحد الأفلام المهمة في تاريخنا السينمائي في الكويت، وأي ممثل لو عُرض عليه مشهد واحد فيه سيوافق بالتأكيد لأنه فيلم تاريخي وطني يحمل قيماً كثيرة، وأتمنى أن تكون لدينا القدرة على تقديم هذه النوعية من الأعمال باستمرار.

هل يضع عليك الفيلم عبئاً؟

بالتأكيد، عبء الاختيارات المقبلة، فمشاركتي في فيلم «تورا بورا» سابقاً وتجربتي في «حبيب الأرض» الذي أعتبره أول فيلم كويتي خالص تضعانني أمام مسؤولية كبيرة في التجارب المقبلة، لذا سأسعى إلى تقديم أعمال جيدة في السينما أو التلفزيون.

«العتر»

ماذا عن مشاريعك الجديدة؟

انتهيت أخيراً من تصوير دوري في «العتر»، وهو فيلم كويتي يعرض في الصالات بداية العام المقبل، تدور أحداثه من خلال أربع شخصيات رئيسة أجسد إحداها. ينتمي الفيلم إلى نوعية الأعمال الكوميدية التي تحمل طابعاً فانتازياً، ونفّذ بتقنيات عالية تستخدم لأول مرة في الوطن العربي. لذا أتوقع أن يشكّل نقلة مهمة في مسيرتي الفنية، وأراهن على تقبل الجمهور له، خصوصاً أننا بذلنا مجهوداً كبيراً وحرصنا على تقديم العمل بالصورة التي يجب أن يخرج عليها.

ما سبب حماستك لـ{العتر»؟

الفيلم كوميدي خفيف يناسب الأسرة العربية، لا سيما أنه يقدّم الكوميديا من دون ابتذال أو إيحاءات أو مشاهد مقززة، ويعطي قيمة إنسانية لمشاهديه، وهو أحد الأعمال التي قليلاً ما تتاح فرصة المشاركة فيها.

«أتمنى أن يشهد الخليج العربي نهضة سينمائية»

حول مستقبل السينما الكويتية يقول عبد الله الطراروة: «أتمنى أن يشهد الخليج العربي عموماً، والكويت خصوصاً، نهضة سينمائية، وأن يتوقّف المنتجون عن تقديم أعمال تجارية تعتمد على تجميع نجوم معروفين وتقديم أفلام ليس لها مضمون سوى حضور هؤلاء في مجموعة من الإيفيهات التقليدية، من دون أن تحمل الأعمال أية رسالة، ما يضرّ بالسينما».

يتابع: «يهتم صانعو هذه الأعمال بتجميع الإيرادات، بغض النظر عما يقدمونه، وإنتاجاتهم تضرّ الأعمال الجيدة وصناعة السينما التي لا تزال في بدايتها في الخليج».