كيف تلقيت ردود الفعل الإيجابية على مسرحية «حبيبي مش قاسمين»؟
سعيدة جداً لأن هذه الردود أتت من الصحافة والجمهور معاً في وقت من الصعب جداً فيه إرضاء الاثنين معاً. حتى أن ردود الفعل هذه كانت أكبر مما كنت أحلم به. ما هي المعايير التي اعتمدت عليها في سبيل إنجاح نص وسيناريو المسرحية علماً بأنها ليست أول تجربة لك في الكتابة بل ثمة أعمال عدة لم تكشفي عنها بعد؟ كثير من المواضيع التي ينصّها الكاتب قد يكون نبض الشارع غير مهيأ لها بعد، وبالتالي يعمد إلى إرجائها إلى وقتها المناسب. كنت على دراية تامة أن العمل المسرحي الذي كتبته قبل «حبيبي مش قاسمين» سابق لتوقيته المناسب لذا حرصت على عدم الكشف عنه. {حبيبي مش قاسمين} مسرحية طريفة وكوميدية وتعالج مواضيع نعيشها حالياً. كذلك عرضت النصّ على أشخاص أثق في رأيهم الفنّي والثقافي إلى حدّ كبير، وأبدوا إعجابهم به، ما زادني حماسة وشجعني على عرض المسرحية. ولكن ماذا عن النصوص التلفزيونية التي ما زالت قابعة في أدراجك الخاصة؟ هي نصوص كتبتها بهدف المحاولة والتسلية لا أكثر ولا أقل، ومن بينها النص الذي تعاونت معي في كتابته الممثلة مارينال سركيس. أنت إذا الكاتبة رولا حمادة اليوم.في الوقت الراهن لا يمكن أن أطلق على نفسي لقب كاتبة، بل أفضل قبل ذلك أن يكون في جعبتي أكثر من عمل يشاهده الناس، عندها يمكن الحكم إن كنت أستحق صفة الكاتبة أو لا.
انسجام تام
لمسنا انسجاماً كبيراً بينك وبين الممثل عمّار شلق في المسرحية. ما سرّه تلتقيان للمرّة الأولى في عمل فنّي؟ ثمة أشخاص تتعاون معهم أكثر من مرّة ولا تشعر بأي انسجام بينك وبينهم، في حين أن انسجاماً كبيراً قد يكون سيد الموقف مع أشخاص منذ أول عمل يجمعك بهم، وهذا ما حصل معي ومع عمّار شلق، فهو ممثل رائع ومحترف، ويشكّل العمل معه متعة كبيرة. لماذا وقع اختيارك عليه وليس على ممثل آخر؟لأنني معجبة كثيراً بأعماله ولأنني لم أتعاون معه سابقاً، أضف إلى ذلك أنني معجبة جداً بشخصيته التي اكتشفتها من خلال حواراته التي تابعتها. هو رجل مثقف، ويكن للفن احتراماً خاصاً ويعتبره قيمة استثنائية، فمهنة التمثيل تعني له كثيراً وهو لم يحترفها بحثاً عن الشهرة أو الملايين إنما لأنه يعشقها وبالتالي لم أرغب في أن أضيّع فرصة مماثلة. وقع اختيارك على مصطفى حجازي ليشارككما هذا العمل المسرحي علماً بأنه وجه جديد في عالم التمثيل. هل تقصدت ذلك؟ من واجبنا نحن كممثلين أن ندعم المواهب الشابة. اختير مصطفى حجازي من بين مجموعة من الشبان خضعوا للكاستينغ تحت إشراف المخرج موريس معلوف. وأعتقد أن خيارنا هذا كان في محلّه خصوصاً أن مصطفى كان من بين الشباب الموهوبين جداً الذين شاركوا في تجارب الأداء.مواضيع حساسة
تعالجين في مسرحية {حبيبي مش قاسمين} عدداً من المواضيع الحساسة مثل الخيانة، والرجل العاقر، واللجوء السوري... ما هو المخزون الذي أردت أن يخرج الناس به ويبقى راسخاً في ذاكرتهم؟ جلّ ما أردته من خلال هذا العمل أن يرى الناس الأخطاء التي نقترفها في حياتنا اليومية والتي ربما لا نلاحظها مثل عنصريتنا تجاه الآخرين، لذا أردت أن يضع كل شخص نفسه مكان الآخر ليدرك الطريقة التي يجب أن يتعامل فيها معه، علماً بأن هذا الأمر هو مجرد «تنظير» وسيكون معقداً إن تمت معالجته على المسرح بشكله الواقعي، لذا كان من الطبيعي أن أتناوله بقالب فكاهي ليغادر الناس وهم يرددون بينهم وبين أنفسهم أن هذه التصرفات واقعية وموجودة فعلاً. من جهة أخرى، ثمة أمور عدة مرتبطة بالعلاقات الزوجية التي لا يجاهر بها الزوجان فتبقى مكبوتة، ما يؤثر سلباً في علاقتهما، وحين يكشفان لبعضهما عن هذه الأسرار الدفينة تكبر المشكلة ليجدا نفسيهما في دائرة لا نهاية لها. من هنا، سعيت إلى كشف النقاب عن أكبر عدد ممكن من المواضيع الموجودة في قلب كل زوجين، والحمدلله شعرت بأن موضوعاً أو أكثر ترك أثراً في قلب كل شخص شاهد المسرحية. تناولت اللجوء السوري إلى لبنان بطريقة جريئة، أي كنت لسان بعض اللبنانيين الذين لا يملكون الجرأة للمجاهرة برأيهم إزاء هذا الموضوع بالذات. صحيح، وأجمل رأي سمعته من الجمهور أنني قلت ما لا يستطيع الناس التحدث عنه بصوت عالٍ أو يجاهرون به أمام الآخرين. فهذا الإنجاز وسام أضعه على صدري، والفن الحقيقي في نهاية المطاف هو أن تحاكي مشاعر الجمهور بأكبر قدر ممكن من الأمور، وأهم ما في الفن أن تتمكّن من الوصول إلى قلب كل شخص.شخصية سورية
تطرقت في الوقت نفسه إلى موضوع معاناة اللاجئين السوريين...بالطبع، فأنا حرصت على أن أقول من خلال هذه المسرحية أن ثمة لبنانيين كثراً غير عنصريين، كما أن محمود السوري الذي يجسّد شخصيته مصطفى حجازي شاب لديه أحلام كثيرة ولم يكن يضمر الشرّ للزوجين حين اقتحم منزلهما بل كان يعتريه الخوف. لذا كان من الضروري أن أكون عادلة وموضوعية في طريقة طرحي الموضوع، فمحمود وعايدة التي أؤدي دورها تمكنا من التعبير عن غضبهما وعمّا في قلبيهما بطريقة متساوية. تساءل البعض لماذا استعانت رولا حمادة لقصّتها بشخصية سورية بدل شخصية لبنانية أو من جنسية أخرى. من سيشاهد المسرحية ويسمع الحوار بين محمود والزوجين، سيفهم لماذا كان من الضروري أن أستعين لموضوع مسرحيتي بشخصية لاجئ سوري وليس شخصية أخرى! بالعودة إلى الثنائي سليم وعايدة، إلى أي حدّ هما شخصيتان واقعيتان؟ كل موضوع (وكل شخصية) في هذه المسرحية إنما استوحيته من واقع الحياة وهو ليس أمراً من نسج الخيال. عايدة وسليم ومحمود أشخاص يحيطون بي، فالبعض منهم من أهلي وأقاربي، والبعض الآخر أشخاص شاركوني قصصهم ومشاكلهم، وانطلاقاً من هذا الأمر تمكنت هذه الشخصيات من ترك أثر داخل كل شخص.بين المسرح والتلفزيون
ما سبب تعلقك العميق بخشبة المسرح؟ المسرح «دوائي»، وهو بمثابة علاج لكل مدينة تمرّ بمحن كثيرة وتعيش المعاناة مثل مدينتنا بيروت، إذ ينشر الأمل بغد أفضل، لأنه فعل مقاومة ودليل صمود. هل شعرت يوماً بأن الأعمال التلفزيونية تكبّل حريتك على عكس المسرح؟ أعشق التلفزيون إلى حدّ كبير فهو لا يكبّل حريتي إنما كلّ ما في الأمر أنه يختلف كلياً عن المسرح ولا يشبهه بأي شيء.يتطلب المسرح تمارين طويلة تتعدى فترة عرض المسرحية وفيها تستخدم أدواتك كافة من صوتك وحركات جسدك والتفكير بالشخصية التي تؤديها، وهي أمور لا يتيحها العمل التلفزيوني لأنه يتسم بسرعة أكبر. ماذا عن مشاريعك التلفزيونية المقبلة خصوصاً أنك معروفة بدقّتك الكبيرة في اختيار الشخصيات التي تجسدينها؟أطلّ في مسلسل «الشقيقتان» من كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي وإنتاج «إيغل فيلمز»، وهو حالياً في مرحلة المونتاج، ومن المتوقع أن يبدأ عرضه مع بداية العام المقبل. الدور جديد أديته بطريقة مختلفة عن أدواري السابقة، فأنا أجسّد شخصية تعيش وتربّي أولادها من صيد السمك.«زمن»
نسأل النجمة اللبنانية رولا حمادة عن أحوال ابنها «زمن»، فتؤكد حامدة الله أنه بألف خير. أما عن الخصال التي تعتقد أنه أخذها منها فتقول: «كنت أتمنى لو لم يكتسب الكثير من شخصيتي، وأنا أشكر الله على أن شخصيته قربية جداً من والده أكثر منّي، فقد اكتسب منه الصفات الحسنة كافة في حين أخذ منّي جميع صفاتي السيئة التي كان من المفترض أن لا يكتسبها (ضاحكة)». وترفض حمادة الإفصاح عن هذه الصفات موضحة أنها تفضل إلقاء الضوء عليها في مسرحياتها المقبلة!