وسط أجواء احتفالية شملت عروضاً جوية وبحرية نظمتها القوات المسلحة المصرية بمناسبة حلول الذكرى الـ43 لانتصارات حرب أكتوبر 1973، أمس، هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي الشعب المصري والقوات المسلحة بمناسبة ذكرى النصر، وكتب عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة بمناسبة مرور 43 عاما على ذكرى نصر حرب أكتوبر".

وبدا أن السيسي يذكر الشعب بضرورة الصبر وبذل الجهود لتجاوز التحديات، حيث قال إن "ملحمة حرب أكتوبر، وما حققته من نصر عظيم لم تكن تحدث لولا تحلي الشعب بقيم التضحية والجدية والإصرار، ولقد أكد نصر أكتوبر قدرة الشعب على تجاوز مختلف الصعاب، والتغلب على التحديات كافة".

Ad

وتابع: "أؤكد لكم في هذه المناسبة أننا نعمل جاهدين على تحقيق آمال المصريين في توفير الواقع الأفضل الذي يستحقونه، حيث قمنا على مدار العامين الماضيين بإطلاق مشروعات قومية في مختلف المجالات والقطاعات من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين".

في الأثناء أعلنت قوات الجيش والشرطة الاستنفار لتأمين احتفالات المصريين بذكرى النصر، كما بلغت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها قوات أمن شمال سيناء أقصى درجاتها، تحسبا لأية عمليات إرهابية تستهدف رجال الجيش والشرطة.

ورغم تحرير الأراضي المصرية في سيناء من الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاثة عقود فإن التنمية في شبه الجزيرة المصرية لا تزال متعثرة، إذ قال مساعد وزير الخارجية الأسبق معصوم مرزوق إن أحد أسباب تأخر التنمية في سيناء معاهدة السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل.

وأضاف مرزوق لـ"الجريدة" أن "الاتفاقية تضمنت بنوداً تعجيزية لا تسمح بإقامة مشروعات خدمية هناك"، لافتا إلى أن ظاهرة الإرهاب المتفشية في سيناء لها جذور اجتماعية واقتصادية ساعدت على استمرار الظاهرة.

وقال رئيس جمعية مجاهدي سيناء الشيخ عبد الله جهامة إن "سيناء لم تشهد أية أعمال تنموية خلال الفترة الماضية"، مضيفا لـ"الجريدة": "منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهناك جهود حقيقية لتنمية سيناء، فالحملة التي قادها رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب لتطوير المشاريع المعطلة في سيناء خلال 18 شهرا، كانت أولى الخطوات الإيجابية للتنمية".

الميسترال

إلى ذلك، أعلنت مصر أمس أن حاملة المروحيات "أنور السادات" من طراز ميسترال الفرنسي وصلت إلى المياه الإقليمية المصرية، وجاء تسلم حاملة المروحيات بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على وصول الحاملة الأولى "جمال عبد الناصر" إلى الإسكندرية، مما يعزز من إمكانات مصر البحرية في مواجهة محاولات التهريب والهجرة غير الشرعية.

ووصف الخبير العسكري اللواء عبدالرافع درويش تزويد البحرية المصرية بحاملتي الطائرات "ميسترال" بـ"الإضافة القوية للقدرة الهجومية والدفاعية للجيش".

وأضاف لـ"الجريدة" أن "الأوضاع الإقليمية والدولية تتطلب الحصول على مثل هذه النوعية من الأسلحة للحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي، خاصة أمن دول الخليج"، موضحا أن الميسترال ستستخدم بشكل رئيس في تأمين البحرين الأحمر والمتوسط.

في غضون ذلك، اختتمت القوات البحرية المصرية فعاليات التدريب البحري المشترك "كيلوباترا 2016/ 2" مع نظيرتها الفرنسية أمس، داخل المياه الإقليمية المصرية.

وقال الجيش المصري إن "التدريب اشتمل على تنفيذ العديد من الأنشطة، بينها تشكيلات الإبحار نهاراً وليلاً، والتدريب على اشتراك وسائط الإبرار واستقبال وإقلاع طائرات الهيل، والتدريب على خوض معركة بحرية في عرض البحر، والتدريب على تأمين الوحدات البحرية باستخدام أسلحة الدفاع الجوي، وتأمين خطوط المواصلات وحركة النقل البحري".

تدريب روسي

في السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن عسكريين مصريين وروسا اتفقوا على تفاصيل تدريب عسكري سيجري منتصف أكتوبر الجاري تحت اسم "المدافعون عن الصداقة 2016"، ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن "ممثلين عن مصر وروسيا اتفقوا في اجتماعات ثنائية على إجراءات تدريب عسكري مشترك، ومن المقرر أن يتم استخدام عدة مطارات و15 طائرة هليكوبتر في تدريب مكافحة الإرهاب المشترك، إضافة إلى 10 وحدات من المعدات العسكرية وأكثر من 500 مجند من البلدين".

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أعلن الاثنين الماضي أن قوات المظلات الروسية ستجري تدريبا عسكريا مشتركا هو الأول من نوعه مع مصر، على كيفية تدمير الجماعات المسلحة في الصحراء، وقد أجرت مصر وروسيا تدريبات عسكرية مشتركة مسبقاً آخرها تدريب بحري في يوليو من العام الماضي.

إلى ذلك، وفيما له صلة بالتحقيقات التي تجريها مصر وروسيا بشأن سقوط طائرة الركاب الروسية أكتوبر 2015، في وسط سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بدقائق، وزعم تنظيم ما يعرف بـ"داعش سيناء" مسؤوليته عن الحادث عبر زرع ناسفة في الطائرة، اعترف وزير الطيران المدني شريف فتحي، بوجود تباطؤ في إجراءات التحقيق، وقال في حوار متلفز أمس الأول: "كان مفروض نبقى أسرع من كده في بعض الحاجات، إنما إحنا ظبطنا الأمور".

وأجرت وزيرة التعاون الدولي سحر نصر لقاء، أمس، مع رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونج كيم، على هامش ترؤسها وفد مصر في الاجتماعات السنوية للبنك بالعاصمة الأميركية واشنطن.

وعبرت نصر خلال الاجتماع، بحسب بيان لوزارة التعاون الدولى، عن رغبتها في زيادة حجم التعاون بين مصر والبنك خلال الفترة المقبلة، حيث تبلغ محفظة مصر في البنك حاليا 8 مليارات دولار على مدار 4 سنوات.

القاهرة تنفي دعم المعارضة الإثيوبية

بينما لا تزال إثيوبيا ماضية في بناء سد النهضة، حرصت القاهرة على تجنب أية محاولة لإعادة التوتر مع أديس أبابا، عبر نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، مساء أمس الأول، صحة ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، حول دعم مصر لجبهة تحرير شعب الأورومو الإثيوبية المعارضة للنظام الحاكم في أديس أبابا.

واستنكر أبو زيد، في بيان، ما نقلته "الأناضول"، معتبرا إياه محاولة مغرضة للوقيعة ودس الفتنة بين البلدين، واسترشد بما شهدته الفترة الأخيرة من تقارب وازدهار في العلاقات الثنائية بين القاهرة وأديس أبابا على جميع المستويات.

وأضاف أن "حكومة وشعب مصر يتمنيان دوماً لدولة إثيوبيا الشقيقة الاستقرار والرخاء".

من جنبه، استبعد أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة باسم رزق، وجود أية علاقة لمصر بالاحتجاجات الداخلية لجماعة الأورومو في إثيوبيا، قائلا لـ"الجريدة" إن "احتجاجات الأورومو قديمة، وسببها مصادرة الحكومة أراضيهم، فضلاً عن سياسات عدائية آخرى تنال من الأورومو مثل محاولات إفقارهم، وتهميشهم، وطمس هويتهم من قبل الجبهة الديمقراطية الثورية الحاكمة، رغم أن الأورمو يمثلون 40 في المئة من عدد السكان".

واعتبر رزق أن ما تم نشره في "الأناضول" محاولة لتعكير التحسن الملحوظ في العلاقات بين مصر وإثيوبيا بعد توقيع عقود المكاتب الاستشارية، والتقارب المصري السوداني بعد الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني حسن البشير للعاصمة المصرية.