رغم مطالبة بغداد لتركيا بسحب قواتها من شمال العراق إلا أن تركيا لم تتوقف عن لغة التصعيد تجاه وجود قواتها العسكرية في بعشيقة قرب الموصل، مشددة على أن تلك القوات لن تغادر.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، إن رد فعل العراق على الوجود العسكري التركي في قاعدة بعشيقة العسكرية إلى الشمال من الموصل «غير مفهوم».

Ad

وأكد يلدريم، ضمن كلمة ألقاها أمام رجال أعمال بعد أن دان العراق قرار تركيا مد انتشار نحو ألفي جندي في شمال العراق لمدة عام، أن هدف مرابطة القوات في العراق هو منع حدوث «تغيرات في التركيبة الديموغرافية»، مضيفاً: «هدفنا هو ألا تتكرر مأساة إنسانية أخرى، وألا تراق المزيد من الدماء».

وقال: «بينما تتواجد بلدان لا علاقة لها بالمنطقة في العراق، تتجاوز الحكومة العراقية حدها بالتحدث بهذا الشكل عن تركيا ذات التاريخ العريق في المنطقة»، مبينا أن «تركيا لها حدود مع العراق طولها أكثر من 350 كيلومترا، والحكومة المركزية فيه لم تتخذ منذ أكثر من 30 عاما أي تدابير حيال وجود منظمة حزب العمال الكردستاني على أراضيها».

مجلس الأمن

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس، أنها تقدمت بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما وصفته بـ«التجاوز التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤونه الداخلية».

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، في بيان، إن مندوب العراق لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم سلم طلبا رسميا لرئيس مجلس الأمن الحالي فيتالي تشوركين لعقد جلسة طارئة للمجلس بهذا الشأن.

وأوضح جمال أن الطلب ينص على «مناقشة تجاوزات وتدخلات الجانب التركي في العراق، إضافة الى قرار البرلمان التركي الذي جدد بموجبه استمرار وجود القوات التركية المتسللة داخل العراق»، مضيفاً أن الطلب تضمن «مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه العراق واتخاذ قرار من شأنه وضع حد لخرق القوات التركية للسيادة العراقية وعدم احترام الجانب التركي لمبادئ حسن الجوار من خلال إطلاقه التصريحات الاستفزازية».

ودعا العراق في طلبه الى تكثيف الجهود الدولية لدعم العراق في حربه ضد ما يسمى تنظيم «داعش»، خصوصا مع قرب انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل.

وكان البرلمان العراقي قد طالب الحكومة العراقية في وقت سابق الى العمل على إخراج القوات التركية من العراق، وعدها قوات محتلة معادية.

العبادي

في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، تأكيده على أن حكومته لم تطلب من تركيا إرسال قوات إلى العراق، محذرا من «صراع» قد ينشب بين بغداد وأنقرة.

وقال العبادي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد: «لا يوجد مبرر لوجود الأتراك في العراق، وهو أمر خطير، والحكومة لم تطلب أي وجود للقوات التركية»، مؤكدا أن «العراق لا توجد فيه أي قوة أجنبية، وأن مهام قوات التحالف هي التدريب والاستشارة والتسليح والدعم اللوجستي والغطاء الجوي فقط».

وأضاف: «السيادة العراقية خط أحمر، وعلى تركيا احترام سيادتنا»، لافتا إلى «أننا لا نريد الدخول في صراع مع تركيا، ولا يظن الأتراك أن وجودهم في العراق نزهة لهم».

وأكد أن «هناك تصريحات متناقضة من الجانب التركي، ولا يوجد أي طلب من الحكومة لدخولهم».

الجامعة العربية

إلى ذلك، دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أمس، تركيا إلى «احترام السيادة العراقية والامتناع عن التصريحات أو التصرفات التي من شأنها تعقيد الموقف بينهما».

وكان العراق وتركيا قد تبادلا، أمس الأول، استدعاء السفراء، وذلك وسط تصاعد الخلاف بينهما، بعد تصريحات متبادلة حادة بين الجانبين لرفض تركيا سحب قوات تابعة لها موجودة في شمال العراق.

افتتاح قاعدتين

في سياق آخر، أعلن المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزي، أمس، أن افتتاح قاعدتين للجيش التركي في العراق تم بعلم وزارة الدفاع العراقية.

وقال دزي، في بيان، إنه «بعدما هاجم داعش إقليم كردستان والعراق، قدمت العديد من الدول دعما عسكريا وتدريبات للإقليم وبغداد»، مبينا أنه «في هذا الإطار تم افتتاح قاعدتين للتدريب العسكري في دوبردان وبعشيقة قرب مدينة الموصل».

وأضاف أن «افتتاح القاعدتين تم بعلم واطلاع من وزارة الدفاع في الحكومة الاتحادية ووزير الدفاع خالد العبيدي شخصيا بهدف تدريب قوات الشرطة العراقية والمتطوعين من محافظة نينوى»، مشيرا الى أن «حكومة إقليم كردستان قدمت التسهيلات اللازمة لهذه العملية».

وبين أنه «في اطار هذه العملية قدم الخبراء العسكريون الأتراك التدريبات اللازمة لقوات الشرطة والمتطوعين من محافظة نينوى»، لافتا إلى أن «وزير الدفاع العراقي قام بتفقد هذه القوات».

وأكد دزي أنه «لا علم لرئاسة الإقليم ولا حكومة كردستان بأي تفاصيل أخرى خارج هذا الاطار».

بارزاني وبايدن

إلى ذلك، شدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأول، على أهمية استمرار الزخم من أجل تحرير مدينة الموصل والمناطق التي يسيطر عليها ما يسمى تنظيم «داعش» والتي يتوقع أن تنطلق بعد أيام، الأمر الذي يرجح نزوح مليون شخص منها الى مدن أخرى، منها الإقليم.

المالكي يستقبل «مفتي الأسد»

اعتبر رئيس الحكومة العراقية السابق، زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نوري المالكي، خلال استقباله أمس مفتي سورية الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد، أحمد حسون، أن «العراق وسورية يجمعهما تحدٍ واحد وعدو مشترك، ويجب بذل كل الجهود للانتصار على ذلك العدو الذي يواجهه كلا البلدين»، ودعا إلى «زيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وخطر تنظيم داعش».

من جانبه، أعرب حسون عن «تقديره البالغ وشكره العميق للجهود التي بذلها المالكي تجاه القضايا العربية والإسلامية ومواقفه الداعمة لسورية خلال فترة توليه رئاسة الوزراء»، زاعما أن «الانتصارات التي حققها العراق ضد عصابات داعش الإرهابية، هو انتصار لسورية، ولكل من يحارب الإرهاب».