بداية نكرر التهاني للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، بمناسبة الاحتفال بيومها الوطني الـ٨٦ الذي صادف ٢٣ سبتمبر الماضي.مرّت هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وبلاد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة المحمدية والقطب العربي الكبير، تتعرض لأبشع صور الاستهداف والتضييق والمحاصرة من العديد من الجبهات الإقليمية والعربية والدولية، علّها تتراجع عن مواقفها الصلبة بالدفاع عن المبادئ التي رسمها لها الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز آل سعود، سواء المتصلة بالشأن الإسلامي أو العربي أو الدولي.
المناسبة مرت والجبهات في سورية واليمن في قمة اشتعالها، بكل ما تحمله المملكة العربية السعودية من أعباء مناصرة الشعبين السوري واليمني، ومواجهة المخططات الإيرانية المدعومة من روسيا بتخاذل أميركي فج، والهادفة لإحكام الهيمنة الفارسية على أرجاء الخريطة العربية بغطاء مذهبي بغيض في أدواته ووسائله، يقوم على إذكاء الفتنة الطائفية، وإشعال نيران الحروب الطائفية على أوسع نطاق ممكن في الأرض العربية، والسعودية تقف لها بالمرصاد.مرت مناسبة اليوم الوطني السعودي في زمن الشدة المالية الخانقة والناجمة عن تدهور أسعار النفط، وفي إطار التزامات المملكة بأدوارها التنموية في الداخل والاستراتيجية في الخارج.تشريع "جاستا"، الذي أقره الكونغرس الأميركي مؤخراً جاءليحفر أخدوداً كبيراً من انعدام الثقة بين الدولتين الحليفتين تاريخياً (الولايات المتحدة والسعودية)، وليمهّد لحالة من الارتهان المستقبلي لثروات المملكة المستثمرة في الولايات المتحدة عند نظر القضايا المتوقع تحريكها ضدها والمتعلقة بأحداث 11 سبتمبر المشؤومة أمام المحاكم الأميركية، والتي ستستغرق سنوات طوالاً بحثاً عن إدانتها بسبب هوية إرهابيي سبتمبر لا غير! ولخلق المزيد من العزلة والحصار عليها بغية دفعها للخروج من دوائر الريادة المبنية على الحزم والعزم اللذين مارستهما قيادة المملكة في شتى الأحداث الإقليمية والدولية طوال الثلاثة عقود الماضية وحتى يومنا هذا.يأتي تشريع "جاستا" غير آبه بأن السعودية هي المستهدف الأكبر من الإرهاب المتدثر بالدين، بدءاً من مغامرة جهيمان (نوفمبر ١٩٧٩) واستهدافه الكعبة المشرفة، وانتهاء باستهداف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة من قبل داعش في رمضان الماضي، مروراً بسلسلة وقائمة طويلة من العبث الإرهابي في شتى أنحاء المملكة، والذي خلّف الآلاف من الضحايا الأبرياء.إن الوقوف في صف الشقيقة الكبرى في هذه الظروف، التي تتكسر على جسدها النِصالُ على النِصالِ، واجب أخلاقي وسياسي واستراتيجي، فهي بمنزلة قلب الأمتين العربية والإسلامية النابض ودرعهما الواقية، إن أصابها الخير أصابهما، وإن مسّها الضر لا قدّر الله لحقنا جميعاً.علينا أن نثبت للعالم أن لا أحد يستطيع أن يستفرد بالمملكة العربية السعودية، لأن من حولها أمتيها العربية والإسلامية سنداً وعمقاً يذودان عنها، وجبالها الرواسي عصيّة على عاتيات الرياح.
ملحوظة:
نعزّي الكويت وأنفسنا وعائلة الصولة الكرام برحيل العملاق الفنان القدير والإنسان الكبير أصالة وأخلاقاً المرحوم الأستاذ إبراهيم الصولة، الذي لحق بمبدع النشيد الوطني الراحل الكبير أحمد العدواني، بعد أن صاغه "أبا جمال" لحناً تردده الكويت في كل يوم وحين والبقاء لله وحده.