أتيحت لك الفرصة وأنتِ بنت تلفزيون «الكويت» للظهور على شاشته. لماذا اخترتِ «الراي»؟لم أختر تلفزيون «الراي»، إنما المصادفة قادتني إليه، عندما عرض عليَّ أحد المُعدين؛ علي شويطر، العمل كمذيعة، بعدما لمس شغفي بالإعلام وأدواته، من كاميرا وميكروفون وغيرهما.
أحمد الله أن الأقدار ساقتني إلى هذا الطريق وهذا المكان، لأني عندما بدأت عملي في تلفزيون «الراي» عقب فترة تدريب مكثفة تضمّنت الكثير من العلم والعمل بهذا المجال، تأكدت تماماً أن «الراي» ليس شاشة فقط، إنما أكاديمية أعمدتها الحب والإخلاص والتفاني والإيثار، والعمل بروح الفريق الواحد، فالكل يخدم على الواحد، والفرد ترس في عجلة ضخمة اسمها الإجادة، لا غيرها، والقمة ولا بديل عنها.هل ما زلتِ في حالة حلم، أم أن الطموح توقّف عند وصولك إلى الشاشة التي كنتِ تتمنينها؟ الحلم بالنسبة إليّ ليس خيالات أو حالة تتلاشى مع ظهور النهار، لكنه جزء من تكويني، ويكفي أن العالم كله مدين للأحلام، بما فيه الآن من رفاهية، لأن العلماء لو توقفوا عن الحلم، لما توافرت لنا كهرباء ولا سيارات ولا طائرات ولا كمبيوتر. أحلم أن أقدّم عبر شاشة «الراي» برنامجاً شاملاً عن الفن والفنانين لا يكون تقليدياً، يتناول أخبارهم وتحليل أعمالهم، ويتابع خطواتهم نحو المزيد من الأعمال المستقبلية.
«رايكم يا شباب»
هل يعني هذا أن برنامج «رايكم يا شباب» الذي تشاركين في تقديمه على «الراي» لا يلبي طموحاتك؟على العكس. أنا مؤمنة بسياسة الخطوة خطوة، وتجربتي مع الحياة علّمتني أن لكل شيء وقته، وأن ما لك هو لك لا يذهب لغيرك، بدليل أن رغباتي تغيّرت طبقاً لمراحلي السنية، لكن ظلّ شغفي بالعمل في الإعلام لم يتغيّر، فشاركت في برامج عدة للأطفال، وكنت أتعقّب الكاميرات، وأتابع تعليمات المخرجين، وأردّد مصطلحاتهم. بل وصل الشغف إلى محاولة معرفة ما يدور في الكواليس.في البداية، حلمت بأن أكون طبيبة، ولكن لأن هذه الأمنية لم تُكتب لي في سجل الأرزاق، فاتجهت إلى حلم آخر وهو أن أصبح عارضة أزياء، لأنني كنت أتابع برامج خاصة بالموضة، ثم تمنيت أن أكون ممثلة فأديت دور البطلة في مسلسل إذاعي.حلم التمثيل
هل توقّف حلم التمثيل عند هذا المسلسل الوحيد في الإذاعة؟ وهل توافقين إذا عرض عليكِ العمل في مسلسل تلفزيوني؟التمثيل في مسلسلات تلفزيونية أمر مستحيل بالنسبة إليّ، ليس لعدم رغبتي في ذلك، إنما هو حكم السوق، كما يقولون، فأنا فتاة محجبة ولا يمكن أن أتخلى عن أمر قمت به عن اقتناع. من ثم، لا يمكن أن أضحي بقناعاتي لأجل التمثيل التلفزيوني، وإن كنت استغرب ممن يعتبرون أن الفتاة المحجبة ضد متطلبات العمل، رغم أن معظم الفتيات في الواقع محجبات وحاضرات في مظاهر الحياة عموماً.لو عُرض عليكِ العمل في مسلسل تلفزيوني طبقاً لشروطك، ما الدور الذي تتمنين تجسيده؟هو دور مختلف جداً، لكني أعشقه، وكثيراً ما رأيت نفسي فيه. أتمنى تجسيد دور أنجلينا جولي في فيلم «مستر آند مسز سميث»، فهو غني بالانفعالات، ويجسد معاني الحب والإيثار، حيث يتعرف جون سميث إلى جين في كولومبيا ويتزوجان فوراً، وبعد خمس سنوات يصبح زواجهما على وشك الانهيار، وفي إطار محاولاتهما إنقاذ علاقتهما تبدأ الحقائق في الظهور، ويتبيّن أن كلاهما يعمل قاتلاً محترفاً. وتسعى وكالة كل من الزوجين للتخلّص من زوج الآخر، إذ لا يمكن لقاتل محترف من وكالة ما الاقتران بقاتل من وكالة أخرى، فترسل وكالة سميث الزوج لقتل زوجته، فيما تذهب جين بتكليف من وكالتها لقتله، ويكتشف الاثنان تدبير وكالتيهما، فيتعين عليهما الاختيار بين الصراحة وفتح صفحة جديدة في حياتهما الزوجية، وبين قتل كل منهما الآخر والإبقاء على مهنتهما.لماذا هذا الدور تحديداً؟لأني أؤمن بالمرأة القوية التي تتحدى الصعاب لتحقيق أحلامها، والدفاع عن حبها، والحفاظ على بيتها، مهما واجهت من مشكلات. ماذا أضافت إليكِ تجربتك في التمثيل الإذاعي من خلال مسلسل «حبيبتي دائماً»؟ شكّل المسلسل تجربة ممتعة بالنسبة إليّ، حيث أديت شخصية الفتاة المدللة والحالمة والعاشقة والرقيقة التي تأتي من العالم الآخر. كذلك هي شخصية عصبية، وحادة الطباع. شاركني البطولة المذيع خالد الأنصاري، وعلمتني هذه التجربة التحكّم في نبرات صوتي وأدائي.الفتاة الكويتية مظلومة
قالت أسرار إن الفتاة الكويتية مظلومة، ليس عن ضعف، إنما بحكم الصورة الذهنية التي يحاولون تصديرها عنها بأنها فارغة المضمون، كل همّها البحث عن الموضة والأزياء واقتناء السيارات الفارهة، وقتل الوقت في الثرثرة في أي موضوع.وتابعت: «في الحقيقة، الفتاة الكويتية عكس ذلك تماماً، إذا مُنحت الفرصة، ووثق الآخرون في قدراتها، والمجتمع الكويتي مليء بعناصر نسائية لها حضورها الطاغي في تخصصها في المجالات كافة، وليس على المستوى المحلي فحسب».وأضافت: «على الذين يريدون أن يخبئوا الشمس، أن ينظروا إليها قبل أن يضعوا الستائر، ويتأكدوا من أن المجتمعات الذكورية لا تصنع مستقبل بلد، إنما الأوطان لا تكون إلا بكل أبنائها.وأكّدت أن الفتاة الكويتية بعدما تسلّحت بالعلم، فإنها لن تتنازل عن اقتحام أي مجال، لأن الفيصل في العمل القدرة وليس الجنس. كذلك أشارت إلى أن الفتاة الكويتية صاحبة هدف وطموح، وتعتمد على نفسها في صنع اسمها وتأكيد ذاتها، وانتصاراً لأسرتها التي منحتها الثقة بعدما زرعت فيها القيم النبيلة، والفرق بين الخطأ والصواب. لأجل ذلك كله «لا أشّك لحظة في أن المستقبل للفتاة الكويتية، لأنها هي بنت المستقبل».