مستقبل الاقتصاد الأميركي يجد غايته في المكسيك

نشر في 08-10-2016
آخر تحديث 08-10-2016 | 00:00
تشكل المكسيك جزءاً مهماً من قوة العمل في الاقتصاد الأميركي، لأنها إحدى الدول القليلة التي تحتوي على جوانب ديموغرافية وجغرافية تستطيع تلبية احتياجات قوة عمل ضخمة وديناميكية لدولة كالولايات المتحدة، فضلاً عن وجود صلات ثقافية بين البلدين.
 بلومبرغ • تكمن قوة التوسع الاقتصادي الأميركي في المكسيك، ويرجع ذلك الى أنه منذ الأزمة المالية في سنة 2009 ازدادت الوظائف في الولايات المتحدة بأكثر من 13.6 مليون عامل، وكانت نسبة 43 في المئة من ذلك النمو، أو 5.9 ملايين عامل، من مواطني اسبانيا وأميركا اللاتينية – بعضهم ولد في الولايات المتحدة والبعض الآخر من المهاجرين.

وتعتبر المكسيك أكبر دولة مصدرة للمهاجرين الى الولايات المتحدة، ومزيد من المواطنين من أصل اسباني هم إما في المراحل الأولى من عملهم أو أنهم أصغر من أن يتقاعدوا، بخلاف الانكماش في قوة العمل من غير الاسبان في ذلك البلد، واذا استثنينا العمال من أصل اسباني فإن قوة العمل في الولايات المتحدة لم تتغير فعلياً منذ سنة 2008.

والجانب الجيد بالنسبة الى العمال أنهم ينفقون بكثرة أيضاً، وفي الفترة ما بين 2012 الى 2015 شكلت العائلات من أصل لاتيني حصة كبيرة من نمو الانفاق، كما أن تأثيرها سوف يكون لافتاً بقدر أكبر في المستقبل.

الولايات ذات النسبة الأدنى من السكان الاسبان تتعرض الى هبوط اقتصادي كما هو الحال في أوروبا واليابان، وفي ميتشغان توجد واحدة من أدنى نسب السكان الاسبان في البلاد (4.6 في المئة فقط منذ سنة 2012) وقوة العمل فيها ظلت كما هي منذ 22 سنة، ومعدل البطالة فيها هو الأدنى عند 4.5 في المئة منذ سنة 2001 مع سعي أرباب العمل الى العثور على عمال.

لذلك لم يكن مفاجئاً أن تعلن شركة فورد التي تتخذ من ميتشغان مقراً لها في شهر سبتمبر عن نقل كل انتاج السيارات الصغيرة من ميتشغان الى المكسيك بسبب اعتبارات تجعل ذلك الإنتاج غير اقتصادي في الولايات المتحدة. وقد تم نقل 9 من أصل 11 معملاً جديداً لصنع السيارات التي بنيت في أميركا الشمالية منذ سنة 2011 الى المكسيك.

هذه الأنباء عن التوجه نحو الخارج ليست بالضرورة سيئة بالنسبة الى عمال السيارات في ميتشغان، وسوف تعمل شركة فورد على تخصيص قوة العمل المحلية لديها من أجل انتاج أعلى قيمة مثل الشاحنات والسيارات الرياضية.

وسوف تواجه الولايات المتنوعة النمو في الجنوب والغرب والشمال الشرقي والغرب الأوسط تحديات مختلفة في ميدان العمل خلال الجيل القادم، ولكن المكسيك سوف تظل جزءاً من الحل.

وفي الجنوب والغرب سيتمثل التحدي في العثور على العدد الكافي من العمال من أجل دعم بناء المنازل اللازمة والبنية التحتية، اضافة الى العمل في قطاع الخدمات الذي يحتاج اليه الاقتصاد المتنامي. وفي الشمال الشرقي والغرب الأوسط، حيث ينكمش حجم قوة العمل ويتقدم السكان في العمر، سوف يكون الاختيار بين استيراد عمال من أجل ملء فجوة العمل أو تصدير بعض العمل كما فعلت شركة فورد.

لماذا تشكل المكسيك مثل هذا الجزء المهم من قوة العمل في الاقتصاد الأميركي؟ لأنها واحدة من الدول القليلة في العالم التي تحتوي على جوانب ديموغرافية وجغرافية تستطيع تلبية احتياجات قوة عمل في مثل ضخامة وديناميكية دولة مثل الولايات المتحدة. وتحتل المكسيك المركز العاشر في عدد السكان في العالم ولديها قوة عمل رئيسية نامية وهي مجاورة للولايات المتحدة كما توجد صلات ثقافية بين المكسيك والعديد من أنحاء الولايات المتحدة.

وأخيراً، لأن المكسيك هي الفرصة الوحيدة في الأجل القصير بالنسبة الى الأميركيين، كما أنه منذ الحرب العالمية الثانية عندما جاء عمال الزراعة من المكسيكيين الى الولايات المتحدة بغية تلبية الطلب في وقت الحرب كانت المكسيك الجواب لأي نقص في قوة العمل في الولايات المتحدة.

وصحيح أن هجرة المهارات العالية من الهند والصين جيدة ولكن من غير المحتمل أن تعالج نقص العمالة في ميادين البناء أو خدمات الطعام، كما أن المقاومة السياسية للهجرة حتى من دولة حليفة مثل المكسيك سوف تجعل من الصعب حشد دعم عام لهجرة واسعة من أي بلد آخر.

وعندما يتعلق الأمر بقوة العمل الأميركية ونقل الشركات الأميركية لعملياتها الى الخارج فإنه من المحتمل أن يكمن مستقبل الاقتصاد الأميركي في المكسيك فقط.

إذا استثنينا العمال الأميركيين من أصل إسباني فسنجد أن قوة العمل في الولايات المتحدة لم تتغير فعلياً منذ 2008

المقاومة السياسية للهجرة حتى من دولة حليفة كالمكسيك تجعل من الصعب حشد دعم عام لهجرة واسعة من أي بلد آخر

صحيح أن هجرة المهارات العالية من الهند والصين إلى الولايات المتحدة جيدة ولكن من غير المحتمل أن تعالج نقص العمالة في ميادين البناء أو خدمات الطعام
back to top