النموذج الأمثل للثقافة القشرية
عرفته في الكويت طارحاً نفسه تقدمياً، ثورياً، فهو يوماً لينيني، وطوراً ماوي، وأحياناً تروتسكوي...!، وكثيراً ما يطعم مفرداته بـ"الديالكتيكية" الهيجلية...!، التي جعلها هيجل واقفة على يديها، فجاء ماركس ليجعلها تقف على قدميها، حيث وظفها من أجل طبقة البرولتاريا... إلى آخر هذه الأطروحات التي يُؤخذ بها السذج من بسطاء الثقافة القشرية. • بالطبع إن موقفه من النظام السائد في الكويت... سأكتفي بالقول: سلبي، لأن الخوض في تفاصيله عبث، ولأن هذا الأنموذج يسير حاملاً حقيبة، تحتوي على شتى أنواع (الأقنعة) ليرتدي القناع المناسب لكل موقف...!* * *
• في قاهرة الستينيات كان يُفترض أن يتلقى العلم، لكن جامعة القاهرة لم تقبل تقديراته، فقُبل بأحد معاهد الأزهر، وبالتالي كان هناك الكثير ممن يتلقون له العلم نيابة عنه، واستبدلت الشعارات الثورية التقدمية بمفردات جديدة، فصارت كلها منصبة على الفتيات المعجبات به، خصوصاً بشاربه الذي يحرص على هندسته بالملقط يومياً!* * *• لما كانت التجاذبات السياسية بين القاهرة وبعض البلدان العربية على أشدها، كان صاحبنا نشيطاً في هذا المعترك السياسي في القاهرة. • وفجأةً مُنع من دخول القاهرة ثلاثة من الطلاب الكويتيين لمواصلة تعليمهم هم: نوري الكاظمي، والشاعر عبدالله العتيبي، وعنبر مال الله... والسبب وشاية أنهم بعثيون!نوري الكاظمي لم يكن بعثياً، لكنه كان صديقاً لصدام في القاهرة... عبدالله العتيبي لم يكن بعثياً، لكن أشعاره كانت تنبض بحب عروبته... عنبر مال الله لم يكن حزبياً، وهو عروبي الاتجاه كأي مواطن عربي في تلك الحقبة النابضة بالنشاط القومي العروبي... وللأسف حُرموا من مواصلة دراساتهم العليا.ولما جرى البحث الدقيق عن مصدر وشاية منع ثلاثة مواطنين كويتيين من دخول القاهرة لمواصلة تعليمهم، للأسف كان السبب فيها أحد مواطنيهم... الثوري، التقدمي، العاشق، النرجسي، والمخبر...!* * *• لما عاد إلى الكويت كان طموحه أن يكون أستاذاً في الجامعة، لكن المواصفات الأكاديمية حالت دون ذلك لعدم تطابقها مع مؤهلاته.• وإذا بحقيبة الأقنعة تفعل فعلها السحري، وإذا به يحتل مناصب لا يحلم بها مدير الجامعة!• لا غرابة إذا سادت الثقافة القشرية، إذا كان هذا أحد نماذجها...!