واشنطن لا تستبعد ضرب الأسد رغم تهديد موسكو
• «الدوما» يقر «الوجود الدائم»
• «فتح الشام» ترفض اقتراح ديميستورا بخروج مقاتليها من «حلب الشرقية»
وسط وضع كارثي كان محور اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن، لم تسحب واشنطن الخيار العسكري في سورية، رغم التهديد الروسي شديد اللهجة من مغبة توجيهها أي ضربة للنظام السوري، في وقت أوقفت الحكومة المؤقتة جميع أشكال التواصل والتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة وطالبت بإقالته.
غير آبهة بتهديدات روسيا من عواقب توجيه ضربات إلى مواقع قوات النظام السوري، واصلت إدارة الرئيس الأميركي مناقشاتها الداخلية للخيارات غير الدبلوماسية للتعامل مع الحرب في سورية.وقبل تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، على أن واشنطن لا تستبعد احتمال شن ضربات جوية للنظام، قال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي: "نحن مستمرون في حوار نشط في الحكومة الأميركية حول الخيارات المتاحة أمامنا بخصوص سورية"، مضيفاً: "كما قلت سابقا، ليس كل هذه الخيارات يدور حول الدبلوماسية، وكذلك هي الحال، وقد تابعت التصريحات الصادرة عن موسكو، لكن رغم ذلك ستستمر الحكومة في نقاشاتها".وأكد إرنست أن "العمليات العسكرية ضد النظام السوري الهادفة إلى تسوية الأوضاع في حلب لا يحتمل أن تحقق أهدافها المحددة، ومن المرجح أكثر أنها ستسبب عواقب غير متوقعة لا تتوافق تماما مع مصالحنا القومية، غير أنني لن أستبعد دراسة أي خيارات".
وجود دائم
وفي موسكو، وافق مجلس النواب (الدوما) أمس على اتفاقية وقعتها روسيا وسورية في 26 أغسطس 2015 لنشر قوات جوية لأجل غير مسمى تمهيداً لإقرارها من مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان) للمصادقة عليها يوم الأربعاء. وبعد نشر منظومة "إس-300" في طرطوس، نقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن مصدر روسي أن "الجيش الإسرائيلي طلب من وزارة الدفاع الروسية عقد بروتوكولات ثنائية جديدة وتحديد قواعد للتعامل في سماء سورية".مجلس الأمن
وفي حين، أعرب البيت الأبيض عن عدم ارتياحه لكيفية استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو)، عقد مجلس الأمن أمس جلسة طارئة دعت إليها روسيا، وقدم فيها مبعوث الامم المتحدة ستيفان ديميستورا إحاطة عن الوضع في سورية، وخصوصاً حلب، التي حذر من أن أحياءها الشرقية ستدمر بالكامل بحلول نهاية العام اذا ما استمرت الغارات الجوية الروسية والسورية.وفي إطار مساعي تمرير مشروع القرار الفرنسي لاستصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن وقفاً لإطلاق النار في سورية، غادر وزير الخارجية جان مارك ايرولت إلى واشنطن بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي بحث مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال اتصال هاتفي، اقتراح ديميستورا لتخفيف الوضع في حلب.إقالة ديميستورا
وفي تصعيد مفاجئ، أعلنت الحكومة السورية المؤقتة إيقاف جميع أشكال التواصل والتعاون مع ستيفان ديميستورا وفريقه، وطالبت الأمم المتحدة بإقالته.وعبّرت الحكومة المؤقتة، في بيان أمس الأول، عن صدمتها الشديدة من "انحياز ديميستورا لرواية النظام وروسيا، وتقديم المبررات للاستمرار في العدوان مقايضاً المساعدات وإخراج الجرحى والمرضى بالاستسلام وإفراغ المدينة بأبنائها".وإذ أكدت الحكومة أن ديميستورا جعل من الأمم المتحدة شريكاً في إحداث تغيير ديموغرافي على أساس طائفي في سورية، اعتبر المتحدث باسم "جبهة فتح الشام" حسام الشافعي تصريحات المبعوث الاممي ومناشدته جماعته للخروج من حلب، تأتي "تماشيا مع تصريحات الروس والأسد أخيرا بإفراغ حلب لتقسيم أهلها وتهجيرهم والتفريق بين الفصائل المجاهدة وتسليم أهل السنة".وتساءل الشافعي: "هل يستطيع ديميستورا أن يرافق أطفال مضايا المرضى لأقرب مشفى، أو يتكفل بإيصال سلة إغاثية لمنطقة محاصرة واحدة؟"، مضيفاً: "لم يستطع دي ميستورا أن يوقف القصف ساعة عن حلب، فضلا عن قوافل المساعدات الدولية للجهة التي يعمل بها الأمم المتحدة".كر وفر
وعلى الأرض، تمكنت فصائل المعارضة من قتل العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية وأسر 10 عناصر من حركة "النجباء" العراقية وميليشيا "فاطميون" الأفغانية، في شن هجوم معاكس على عدة محاور في مدينة حلب استعادت خلاله معظم النقاط التي خسرتها في حيي الشيخ سعيد وصلاح الدين المجاور ليل الخميس- الجمعة.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن معارك عنيفة مستمرة بين الطرفين على محاور عدة في جنوب المدينة وفي شمالها، وفي أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي ومحور محطة المياه فيه.ضغط ألماني
في غضون ذلك، طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل روسيا، أمس، بإنهاء العنف "الوحشي" في حلب لما لها من نفوذ كبير على حكومة الأسد، مشددة على أنه لا يوجد أساس في القانون الدولي لقصف المستشفيات. ولم يستبعد المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت فرض عقوبات على روسيا بسبب دورها في القصف، موضحاً أن برلين تدرك أن كل الخيارات يجب أن توضع في الحسبان، لكن الأولوية هي وقف إطلاق النار.وفي إطار عملية "درع الفرات"، قصفت القوات التركية 49 هدفاً تابعاً لتنظيم "داعش" في سورية، أمس، دعماً للجيش السوري الحر الذي تمكن من السيطرة على الحي السكني بمنطقة أختارين على خط "أعزاز - الراعي (جوبان باي)" بريف مدينة حلب، بعد اشتباكات قتل فيها تسعة من قوات المعارضة، وأصيب 32 آخرون.«الأقصى» و«الشام»
وفي إدلب، سيطر فصيل "جند الأقصى" على منطقة خان شيخون بعد طرده حركة "أحرار الشام" واتهامه قادتها بمحاولة تعطيل معركة حماة (غزوة الشيخ مروان حديد) التي بدأها يوم الاثنين 29 أغسطس.وفي دير الزور، خرج جسر السياسية شمال المدينة عن الخدمة أمس بعد تعرضه لعدة غارات جوية، ألحقت به أضراراً كبيرة، وأدت إلى فصل مدينة دير الزور عن الريفين الشمالي والشرقي.«الخوذ البيضاء»: إنقاذ السوريين أفضل من «نوبل»
أكد مسؤول الدفاع المدني الناشط في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية رائد الجمعة أن أفضل جائزة يحصل عليها متطوعو منظمة "الخوذ البيضاء" تكون عند "انقاذ حياة انسان"، معتبراً أن فوز الرئيس الكولومبي بجائزة نوبل للسلام يمنح السوريين أملا بإمكانية انتهاء الحرب في بلادهم.وقال رئيس المنظمة، لوكالة "فرانس برس"، بعد صدور نتائج الجائزة نوبل، التي كانت منظمته من أبرز المرشحين للفوز بها: "بالنسبة إلينا، يبقى إنقاذ حياة إنسان أفضل جائزة يمكن أن نحصل عليها"، مضيفا أن "هذا الانجاز يغنينا عن كل الجوائز الاخرى".وبدأت المنظمة، التي تضم نحو ثلاثة آلاف متطوع، العمل في عام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ عام 2014 باسم "الخوذ البيضاء" نسبة الى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.وخلال سنوات النزاع، تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم، وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الابنية، أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء الى المستشفيات.وفي الصورة (إي بي إيه)، متطوع في الدفاع المدني يبحث عن ناجين تحت أنقاض مبنى دمرته غارة نظامية.
كر وفر في «حلب الشرقية» وإسرائيل تخشى «إس 300»