المغرب ينتخب برلمانه... وبنكيران يرهن بقاءه بالفوز

استقطاب إسلامي - ليبرالي غير مسبوق... وعودة قوية للسلفيين ترشحاً ومشاركة

نشر في 08-10-2016
آخر تحديث 08-10-2016 | 00:00
بنكيران يدلي بصوته في مدرسة معاذ ابن جبل بحي الليمون في الرباط أمس        (أ ف ب)
بنكيران يدلي بصوته في مدرسة معاذ ابن جبل بحي الليمون في الرباط أمس (أ ف ب)
وسط استقطاب إسلامي- ليبرالي غير مسبوق، صوت المغاربة أمس على اختيار 395 نائباً في انتخابات تشريعية ستنبثق عنها حكومة جديدة يأمل حزب "العدالة والتنمية" قائد التحالف الحكومي الحالي في ترؤسها مجدداً رغم المنافسة الحادة مع خصومه المطالبين بـ"الحداثة".

ودعي نحو 16 مليون مغربي مسجلين في اللوائح الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في 92 دائرة انتخابية وفق نظام الاقتراع اللائحي النسبي.

وبحسب وزارة الداخلية، بلغ عدد لوائح الترشيح المقدمة 1410 تضم 6992 مرشحاً.

وبينما شهدت هذه الانتخابات عودة قوية للسلفيين ترشحاً ومشاركة تحت لواء أحزاب متفرقة، شاركت 37 هيئة وطنية ودولية في مراقبة الاستحقاق، أي ما يزيد على 4000 مراقب بينهم 92 دولياً، في حين عينت بعض الاحزاب مراقبين لها في مختلف الدوائر الانتخابية.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية ان نسبة التصويت حتى الظهر بلغت 10 في المئة، مشيرة إلى ان العملية الانتخابية تجري "في ظروف عادية".

وفي 2011، بلغت نسبة التصويت من أصل 13.6 مليون ناخب مسجلين في اللوائح 45 في المئة، في حين قاطع 55 في المئة العملية الانتخابية.

وأدلى رئيس الحكومة عبدالاله بنكيران بصوته في المدرسة الثانوية معاذ بن جبل بحي الليمون في الرباط، آملاً أن يفوز حزبه بـ"المرتبة الأولى".

وقال: "أسير الحكومة منذ خمس سنوات، والمغاربة كانوا ينظرون بأعينهم لعملي وقمنا بحملة انتخابية ناجحة هي الأولى في المغرب، والآن ننتظر النتائج الطبيعية المتمثلة في الفوز"، مضيفاً: "إذا كانت هناك ديمقراطية، فالشخص الذي ترأس حزباً سياسياً وقاده للفوز وترأس الحكومة، إذا هزم في هذه المرة يجب أن يستخلص الدروس وأن يغادر الحياة السياسية إن لم تكن الحياة الحزبية كلها".

وتوافد إلى المدرسة ذاتها منذ الصباح عدد كبير من الناخبين، بينهم زوجة بنكيران، وابنته برفقة زوجها، وابنه أسامة، الذي شارك في مراقبة عملية التصويت في المدرسة.

وللمرة الاولى في تاريخ الانتخابات التشريعية، يحصل استقطاب قوي بين حزبين أساسيين، هما "العدالة والتنمية" الإسلامي ورمزه "المصباح"، وحزب "الأصالة والمعاصرة" ورمزه "الجرار" الذي تأسس في 2008 على يد فؤاد علي الهمة، صديق دراسة الملك ومستشاره الحالي قبل أن ينسحب منه في خضم الحراك الشعبي سنة 2011 عندما اتهمه متظاهرون بالفساد.

وفاز حزب العدالة والتنمية في نوفمبر 2011 في أول انتخابات برلمانية شهدتها بعد تبني دستور جديد صيف السنة نفسها، عقب حراك شعبي قادته حركة "20 فبراير"، التي مثلت النسخة المغربية لـ"الربيع العربي".

ويتهم خصوم "العدالة" الحزب بالولاء للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، كما يتم تشبيهه بحركة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن، وهي تهم ينفيها الحزب.

ولم يكن من السهل على "العدالة والتنمية" تكوين تحالف حكومي باعتبار أن النظام الانتخابي المغربي لا يسمح لأي حزب بالفوز بأغلبية المقاعد، ما دفع الإسلاميين إلى الدخول في تحالف من أربعة أحزاب (محافظة وليبرالية وشيوعية) وصف بالهجين وغير المتجانس، ولم يمكنه من تطبيق وعوده الانتخابية، وأثار أزمات حكومية متتالية خلال السنوات الخمس الماضية.

وربط بنكيران بقاءه في العمل السياسي بالفوز في الانتخابات، في حين رفع حزبه شعار "صوتنا فرصتنا لمواصلة الإصلاح"، وفق برنامج انتخابي مبني على "المنهجية الإسلامية".

وركز ا"لأصالة" على ترشيح الكثير من النساء ضمن لوائحه الوطنية والمحلية. وهو يدافع عن تقنين الاستخدام الطبي والصناعي للقنب الهندي الذي يعتبر المغرب من أكبر منتجيه ومصدريه، ويتهم "العدالة" بالتمييز ضد المرأة و"أسلمة المجتمع".

وتبنى المغرب منذ الاستقلال خيار التعددية الحزبية. وشارك أمس نحو 30 حزباً في الانتخابات، لكن ثمانية منها فقط تملك القدرة على تكوين فريق برلماني وفق الشروط المحددة بالقانون.

وتقدم فدرالية اليسار الديمقراطي، التي تأسست سنة 2007، من ثلاثة أحزاب يسارية، نفسها على أنها "طريق ثالث" وسط الاستقطاب، وهي تلاقي تعاطفاً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويشكل حزب "الاستقلال" المحافظ، الذي يعود تأسيسه الى قبل الاستقلال وقد قاد حكومات عدة في الماضي، قوة انتخابية متجذرة في المشهد السياسي المغربي، ويتوقع أن يحتل مرتبة متقدمة في الانتخابات وأن يشكل طرفاً أساسياً في التحالف المقبل.

(الرباط - أ ف ب، رويترز)

back to top