يتوجه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى مملكة تايلند، اليوم، ضمن جولة آسيوية تشمل مملكة بروناي، للمشاركة في مؤتمر القمة الثاني لمنتدى حوار التعاون الآسيوي المقررة إقامته في العاصمة بانكوك، خلال الفترة من الثامن إلى العاشر من أكتوبر الجاري.

ويرافق سموه وفد رسمي للمشاركة في مؤتمر القمة الثاني لحوار التعاون الآسيوي، بعدما استضافت الكويت نسخته الأولى خلال الفترة من 15 الى 17 أكتوبر 2012.

Ad

وكان سمو الأمير قد تلقى دعوة رسمية من الجنرال برايوت تشان أوتشا رئيس وزراء ممكلة تايلند، للمشاركة في مؤتمر القمة الثاني لحوار التعاون الآسيوي.

ويحظى مؤتمر القمة الثاني لمنتدى حوار التعاون الآسيوي بأهمية كبيرة، لأنه يجمع قادة أكبر القارات في إطار بحث التعاون بين دول آسيا.

وتعقد القمة بمبادرة من صاحب السمو أمير البلاد طرحها خلال رعايته منتدى حوار التعاون الآسيوي العاشر الذي عقد بالكويت في أكتوبر من عام 2011 على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنتدى.

وتأتي تلك المبادرة في إطار اهتمام سمو الأمير بالتنمية الاقتصادية وحرص سموه على أن تكون القارة الآسيوية «أحد المحاور الرئيسية لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا إقليميا، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، ولما تملكه من موارد مالية وقدرات بشرية متميزة».

ويتطلع القادة المشاركون في القمة إلى استنباط الحلول والاتفاق على رؤى مشتركة للعديد من القضايا التي تواجه دول القارة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والبيئية وغيرها من أوجه التعاون والتكامل المشترك بين دول القارة وبين القارة الآسيوية والقارات الأخرى.

وكان مؤتمر القمة الأول قد خرج بمبادرات وقرارات تجسد ما جبلت عليه الكويت منذ قيامها، من أهمية النهوض بحياة الشعوب ليحيا الجميع بأمن وكرامة، أهمها مبادرة سمو الأمير بتأسيس صندوق لدعم المشاريع الإنمائية للدول الآسيوية غير العربية، برأس مال يبلغ ملياري دولار أعلنت الكويت المساهمة بمبلغ 300 مليون دولار في رأسماله.

ووضعت مساهمة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار في رأسمال الصندوق المقترح في قيادة العمل التنموي الآسيوي، وفي ريادة مجالات التعاون البيني والثنائي في أبعاده الاستثمارية والإنمائية والتكنولوجية.

وجاءت مبادرة سمو أمير البلاد لتؤكد مجدداً عدة أمور أولها إيمان الكويت بالبعد الآسيوي وما تتصف به هذه القارة من عمق تاريخي وتراث ثري وحجم سكاني وثقافة متجذرة وحضارة متصلة، من شأنها أن تسهم في أمن ورفاهية شعوبها والتفاعل الإيجابي البناء مع قضايا العالم ومشاغله.

كما تؤكد هذه المبادرة مرة أخرى الدور التنموي الهادف الذي اضطلعت به دولة الكويت منذ استقلالها، كما جاءت استكمالا للمبادرات العديدة التي أطلقها سموه في سبيل النهوض بواقع الشعوب.

العلاقات مع تايلند مميزة

ترتبط الكويت وتايلند بعلاقات مميزة على مختلف الصعد، وخاصة السياسية والاقتصادية، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1963.

فعلى الصعيد الدبلوماسي شهد عام 1983 افتتاح السفارة التايلندية في الكويت، فيما كان افتتاح السفارة الكويتية في تايلند عام 1997، وبين هذين التاريخين وبعدهما تبادل مسؤولو البلدين الزيارات الرسمية، كما اعلنت تايلند دعمها الكويت في وجه محنة الغزو العراقي في عام 1990.

وبرز الجانب الاقتصادي قويا في علاقات البلدين، ويعود إلى عام 1987 حين وقع الجانبان اتفاقية اقتصادية وتجارية تم على أثرها تشكيل لجنة مشتركة.

وتعد تايلند من أبرز شركاء الكويت التجاريين، فقد باتت واحدة من أهم 25 دولة تتعامل معها الكويت تجارياً.

وبهدف تمتين العلاقات التجارية بين البلدين فقد استضافت الكويت في أكتوبر عام 2010 فعاليات منتدى (تعزيز الشراكات التجارية بين الكويت وتايلند)، وقد شهد المنتدى حضور رئيسة وزراء تايلند ينغلوك شيناواترا التي كشفت آنذاك عن أن حجم التبادل التجاري بين البلدين نما بنسبة 185 في المئة خلال خمس سنوات.

وبرز الجانب الإنساني للدبلوماسية الكويتية جليا في تقديم الإغاثة لمملكة تايلند، وخاصة حين أصابها إعصار تسونامي المدمر عام 2004 مع دول آسيوية أخرى، فقد خصصت دولة الكويت مبلغ 100 مليون دولار لمساعدة البلدان المتضررة من تلك الكارثة.

وعلى الصعيد السياحي، فإن مملكة تايلند لا تزال إحدى أبرز الوجهات السياحية للعائلات الكويتية نظرتها لطبيعتها المميزة ولخدماتها السياحية الجذابة بأسعار تنافسية مقارنة مع دول أخرى.