• تركت هند رستم شريطاً سينمائياً حافلاً بالثراء الفني، وأدواراً بالغة التفرّد، وسيرة حياة تأرجحت بين الفرح والحزن، وعواصف من الإشاعات. اعتصرها الألم في رحلة البحث عن الوفاء والأمان، وقررت الاعتزال، والتفرّغ لحياتها الخاصة، وعاشت في قلوب الملايين من عشاق إبداعها الراقي.

قبل سنوات من اعتزالها عام 1979، كشفت رستم بوادر أزمتها في البرنامج الإذاعي «نجوم زمان» مع الإعلامي الراحل وجدي الحكيم، وتدفقت بتلقائية من دون رتوش، وقالت إنها تنتظر السيناريو الملائم، ولا تمانع العمل مع النجوم الشباب في هذا الوقت، موضحةً مثلاً أن الفنان محمود ياسين صاحب أداء تمثيلي وصوتي متميز، ويذكرها بالفنان عماد حمدي في بداياته السينمائية، بينما الفنان نور الشريف يهتم بأدق التفاصيل مثل نجم الخمسينيات والستينيات شكري سرحان.

Ad

انتظرت راهبة السينما نحو 30 عاماً، ولم يطرق بابها أحد بسيناريو ملائم، وتخلل تلك السنوات ظهور نادر في المناسبات الفنية، واحتجاب يبدده عرض أفلامها على الشاشة الصغيرة، وحضور يتجدّد مع «هنومة» و«شفيقة القبطية» و«الراهبة» و«الحلوة عزيزة»، وغيرها من أدوار سطرت بها تاريخها الفني.

قالت هند رستم في برنامج «نجوم زمان» إنها مثلت 123 فيلماً، لكنها تعتزّ بعشرين منها فقط، وترغب في التعاون مع المخرجين كمال الشيخ وحسين كمال، وأداء إحدى شخصيات الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتكرار التجربة مع إحسان عبدالقدوس بعد فيلم «لا أنام» إنتاج 1957، وإخراج صلاح أبوسيف، حيث شاركت في البطولة مع كل من فاتن حمامة وعمر الشريف ويحيى شاهين ومريم فخر الدين، والنجم الصاعد آنذاك رشدي أباظة.

حظيت النجمة بأدوار مهمة في أعمال كبار الكتّاب، مثل «رد قلبي «للأديب يوسف السباعي، و«الخروج من الجنة» عن قصة للكاتب الكبير توفيق الحكيم، و«الجبان والحب» للكاتب الصحافي موسى صبري، فيما رشحها المفكر والأديب عباس محمود العقاد لتجسيد شخصية «سارة» في روايته الوحيدة بالعنوان ذاته.

ابنة الضابط

انطلقت الزغاريد في بيت اللواء حسين مراد رستم ابتهاجاً بمولد ابنته ناريمان (هند رستم) يوم 12 نوفمبر عام 1931، وتوافد المهنئون إلى منزل الضابط الشركسي ذي الأصول التركية في حي محرم بك بالإسكندرية، حيث لم تدم السعادة والاستقرار الأسري طويلاً، بعدما نشبت الخلافات بين الزوجين، وانتهت بانفصالهما، وطفلتهما ما زالت في التاسعة من عمرها.

أخذت الأم ابنتها «ناريمان» إلى بيت عائلتها، فراحت مشاعر الأخيرة تتمزّق بين والدها مساعد حكمدار شرطة السكة الحديد، وبين أمها نجاة المصرية الأصل وذات الجمال اللافت، والتي تزوجت مجدداً لتودع لقب مطلقة، فأخذ الأب طفلته لتعيش معه وألحقها بمدرسة فرنسية، ثم سافرت معه إلى القاهرة.

استقرت «ناريمان» في بيت جدتها في حي «غاردن سيتي»، وأغدقت عليها خديجة هانم بالتدليل، لتعوِّضها حرمانها من أمها، وألحقتها بالمدرسة الألمانية في حي باب اللوق، لكنها طردت منها لشقاوتها المفرطة، وضرب زميلاتها، ووخزهن بالدبابيس، لتلتحق بمدرسة أخرى هي «سان فان سانت بول» الفرنسية.

عن تلك الفترة، قالت النجمة هند رستم: «كنتُ طفلة شقية، أرتدي أحذية الأولاد، وتمنيت أن أكون ولداً. تأثرتُ بوالدي كثيراً، وكنت أقلّد مشيته العسكرية، وهو علمني ركوب الخيل. شاركت في الرحلات والحفلات المدرسية، واكتشفت موهبتي التمثيلية مبكراً، ورغبتي في أن أصبح نجمة مشهورة».

كانت هند رستم تذهب في الإجازة الصيفية إلى الإسكندرية، وتمكث مع والدتها بضعة أسابيع، لتعود مع بداية الدراسة. وبعد سنوات، تزوّج والدها مجدداً، ولم يستقر في القاهرة، وفرضت عليه وظيفته كضابط شرطة أن يتنقل من مدينة إلى أخرى، وظلّت الطفلة ممزقة المشاعر بين والديها، وكانت «شقاوتها» تزداد كبديل لحرمانها من الدفء الأسري.

رحلت الجدة خديجة هانم رستم، وتركت حفيدتها التي كانت بلغت السادسة عشرة من عمرها، وفي هذا الوقت تطلقت أمها من زوجها الثاني فقررت العيش معها في الإسكندرية، وبعد فترة انتقلتا إلى القاهرة حيث أقامتا في شقة صغيرة في حي «الحلمية الجديدة»، وعاشتا حياة بالغة الصعوبة، وعندما عملت هند في التمثيل عادت الأم إلى الإسكندرية.

الضوء والفراشة

في فترة الأربعينيات، شهدت السينما المصرية تطوراً هائلاً، وأصبحت صناعة قائمة بذاتها، وظهر جيل من المنتجين والمخرجين والفنانين، وانتشرت دور السينما في القاهرة والإسكندرية، وسائر المدن الأخرى، وصار «الفن السابع» أحد الفنون الأكثر تأثيراً في وجدان ووعي الجمهور بشرائحه الاجتماعية كافة، لا سيما أبناء الطبقة التي تنتمي إليها ابنة «الضابط».

حلقت الفتاة «الشقية» كفراشة يجذبها الضوء، وعشقت الراديو والغرامافون والشاشة البيضاء، وتعلقت بالنجمة الأميركية ريتا هيوارث، وكلما نظرت إلى المرآة، قارنت بين جمالها وجمال غريتا غاربو وسارة برنار وفاطمة رشدي وروز اليوسف، وغيرهن من نجمات الأربعينيات.

تسارع تحليق الفراشة حول الضوء، وأجادت التمثيل والرقص والغناء، وصارت بطلة العروض المسرحية في مدرستها، وأشاد معلموها بمواهبها.

عرفت رستم طريقها إلى حفلات العرض الأول في دور السينما، لتشاهد نجومها المفضلين يلوحون للجمهور، ويوقعون على «أوتوغرافات» المعجبين والمعجبات، وقادتها قدماها إلى استوديوهات القاهرة، ومسارح شارع عمادالدين، وأدّت المصادفة دورها في تحولها من نجمة بين أسوار مدرسة إلى كومبارس، يبحث عن فرصة قد تأتي أو لا تأتي.

غزل البنات

كثير من النجوم لا يحبون ذكر بداياتهم الفنية، لكن الشاشة البيضاء تؤرّخ لظهورهم الأول، لا سيما إذا كان الفيلم الأول من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، لذا افتخرت رستم بظهورها الأول في فيلم «غزل البنات» من دون أن تنطق بكلمة، وكررت ذلك في أفلام عدة، مدركةً أن حلم النجومية ليس مفروشاً بالورد.

لقطة واحدة في فيلم «غزل البنات» لم تكفِ لبزوغ نجمة سينمائية جديدة، لكن الفتاة سليلة العائلة الأرستقراطية، تعلّقت بسحر الشاشة البيضاء، وازدانت جدران غرفتها بصور نجوم الأربعينيات ونجماتها، واقتربت من أسوار أستوديوهات هذا الزمن، وحين امتطت صهوة الجواد خلف نجمتها المحبوبة ليلى مراد، أدركت أنها على موعد مع المجد والشهرة.

لم يكن «غزل البنات» إنتاج 1949، نقطة الانطلاق فقط للكومبارس الصامتة هند حسين مراد رستم، بل كانت معها باقة من أشهر النجوم ظهروا خلاله في أدوار ثانوية، من بينهم «ملك الترسو» فريد شوقي، والممثل القدير محمود المليجي، واستيفان روستي وزينات صدقي.

توافرت للفيلم أسباب النجاح، بأبطاله المطربة ليلى مراد، ونجم الكوميديا نجيب الريحاني، وسليمان نجيب وعبدالوارث عسر وفردوس محمد، وضيوف الشرف أنور وجدي (مخرج الفيلم) والموسيقار محمد عبدالوهاب بتلحينه الأغاني وشدوه برائعته «عاشق الروح» وظهور عميد المسرح العربي يوسف وهبي في مباراة تمثيلية مع الريحاني «قطبا التمثيل التراجيدي والكوميدي في هذا الوقت».

هؤلاء العمالقة كلهم، جعلوا الفتاة الصامتة تفتخر بظهورها في مشهد واحد، وبأن بدايتها كانت في فيلم من أهم أفلام السينما المصرية، ولا يزال موكب الفتيات الجميلات، يتهادى مع ليلى مراد على إيقاع أغنية «اتمخطري يا خيل» وتتعلّق عيون المشاهدين بأول لقطة لنجمتهم المحبوبة، ويتساءلون عن سر اعتزالها في ذروة تألقها ونضجها الفني، واحتجابها عن الأضواء حتى رحيلها.

لم يمرّ المشهد العابر من دون أن يترك أصداءه. حتى عندما استضافت الإذاعة المصرية المطربة الكبيرة ليلى مراد للحديث حول «غزل البنات» في برنامج «سهرة مع فيلم»، نوَّهت إلى أن الفتاة التي تظهر على يمينها هي هند رستم، بما يوحي للمستمعين بأهمية تلك اللقطة في فيلم كتب شهادة ميلاد عدد كبير من النجوم.

طاردت أدوار الكومبارس الصامت فتاة «غزل البنات»، فتنقّلت بين ثماني أفلام من دون أن تنطق بكلمة، واضطرت إلى أن تتخلّى عن إطلالتها الجميلة. وقبل عامين على امتطاء صهوة الجواد، قامت بدور فتاة بلهاء في فيلم «الستات ما يعرفوش يكدبوا» عام 1947، وظهرت في مشهد واحد، بينما تقاسم البطولة نجم الكوميديا إسماعيل ياسين والنجمة الصاعدة آنذاك شادية.

اختلفت الروايات حول البداية الحقيقية لهند رستم، وقيل إنها سبقت ظهورها في فيلم «غزل البنات، تحديداً عام 1946، عندما ذهبت مع إحدى صديقاتها إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة، ورآها المخرج حسن رضا، وشاركت في فيلم «أزهار وأشواك» عام 1947 بدور ثانوي مع الفنان يحيى شاهين. آنذاك، لفتت الممثلة الناشئة الأنظار إليها، وصارت مشروع نجمة صاعدة، وأثمر اللقاء عن إعجاب المخرج حسن رضا بها، وقرر الزواج منها، وأنجبت منه «بسنت». لكن الخلافات دبت بينهما، وانتهت بهما إلى الانفصال، وتزامن ذلك مع انطلاقها بسرعة الصاروخ إلى النجومية والشهرة.

في العام ذاته، مثلت رستم في فيلم «الأب» للمخرج عمر جميعي، وسيناريو الأديب أمين يوسف غراب، وبطولة محمود المليجي وزكي رستم وشريفة فاضل وعلوية جميل، وشاركت أيضاً في «التضحية الكبرى» للمخرج محمد عبدالجواد، وقام ببطولته كل من عماد حمدي وسراج منير وعقيلة راتب، والمطرب عبدالعزيز محمود.

توالت أعمال الممثلة الناشئة، وشاركت للمرة الثانية مع المخرج محمد عبدالجواد في فيلم «جواهر». وفي يوم 18 أبريل 1949، حضرت مع أبطاله العرض الأول في سينما «مترو بول»، حيث جلست إلى جوار النجوم محمود المليجي، وهاجر حمدي، وإسماعيل ياسين، وحسن فايق، وماري منيب، ورياض القصبجي، ومحمد كامل المصري «شرفنطح».

عاشقة المسرح

تمنّت راهبة الفن أن تمثّل على خشبة المسرح في دراما استعراضية، وتستردّ رائحة الكواليس، والدقات التقليدية قبل فتح الستار، والتوتر في لحظة الدخول الأولى، وتصفيق الجمهور، وتستأنف رحلتها التي انقطعت مع عشقها الأول. ولكن بعدما حققت نجوميتها في السينما، اعتذرت عن بطولات مسرحية كثيرة.

خاضت رستم تجربة المسرح قبل السينما، فشاركت مع فرق الهواة في المدارس الثانوية والجامعات، واشتهرت بقدرتها على الحفظ والتزامها بالحركة «الميزانسين» وعدم الخروج على النص. آنذاك، كانت تكتب دورها بحروف لاتينية كي يسهل عليها حفظه لإجادتها اللغة الفرنسية، وبعدها أتقنت العربية من خلال القراءة المنتظمة للكتب الأدبية والروايات والشعر.

تعلّقت بالمسرح، وجذبها تيار السينما بعيداً، وبدأ مسلسل إضاعة الفرص، عندما قابلت لأول مرة مع إحدى صديقاتها الممثلة الكوميدية نجوى سالم، وأبدت لها رغبتها في التمثيل، فقدمتها للشاعر والمؤلف بديع خيري، وكان آنذاك مديراً لفرقة الريحاني، وحدّد لها موعداً في اليوم التالي، ليجري لها اختبار تمثيل، ولكنها لم تحضر.

أضاعت فراشة السينما فرصة التمثيل مع نجم الكوميديا نجيب الريحاني، وذهبت لحضور تصوير فيلم للمخرج حسن الإمام، وبعد سنوات انهالت عليها عروض مسرحية كثيرة، لكنها ظلت مشروعات مجهضة، وكتب لها الصحافي جليل البنداري مسرحيتي «طماطم» و«فاطمة البكرية» وبموته توقف المشروع، وعرض عليها المخرج محمد عبدالعزيز بطولة مسرحية «حبظلم بظاظا» للكاتب فاروق خورشيد، لكنها اعتذرت لأنها وجدت صعوبة في أن تكون أول بطولة مسرحية لها بالفصحى.

تجربة وحيدة، قاربت فيها هند رستم الأداء المسرحي الاحترافي، عندما شاركت بدور صغير في المسرحية الشهيرة «أوديب» للكاتب التراجيدي الإغريقي سوفوكليس في دار الأوبرا المصرية عام 1950، ذلك حين اختارتها فرقة «الكوميدي فرانسيز» لإجادتها اللغة الفرنسية.

ظلت راهبة الفن تطير إلى مسارح باريس المدينة التي تعشقها، وتشاهد أضخم العروض الاستعراضية والدرامية، وتتحد مع شخصيات الكاتب المسرحي الأشهر وليام شكسبير «جولييت وديدمونة وأوفيليا» وسائر بطلات كتاب المسرح العالميين من أمثال النرويجي هنريك أبسن في «بيت الدمية» والإنكليزي جورج برنارد شو في مسرحيته الشهيرة «بيجماليون» التي مصّرها الكاتب بهجت قمر بعنوان «سيدتي الجميلة» وأخرجها حسن عبدالسلام، وقام بالبطولة كل من فؤاد المهندس وشويكار وحسن مصطفى ونظيم شعراوي.

الحلوة عزيزة

تمتّعت هند رستم بحضور لافت، لا تملكه سوى قليلات من نجمات السينما، وبثقافة تراكمت على فضاء مغزول بعشق الفن والجمال، وموصول بموهبة طاغية، ودرجة من درجات الفرح بالوجود، والاعتزاز بالنفس، وتلقائية في التعامل مع الآخرين، وخفة ظل، ورغبة جياشة في المرح، ونزق طفولي كان يرسم على شفتيها ابتسامة هادئة، والتماعة عينين تسبحان في أمواج متلاطمة من الحزن والدلال والشجن.

استاءت رستم من ألقاب «ملكة الإغراء» و«مارلين مونرو الشرق» و«جميلة جميلات السينما» وتمرّدت عليها، وتخلّت عن إطلالتها الفاتنة في عام 1969، فصدمت جمهورها بدورها في فيلم «الحلوة عزيزة» للمخرج حسن الإمام، وظهورها بوجه مشوّه، وكانت مجازفة بالمقاييس كافة من نجمة محبوبة في أوج مجدها وشهرتها.

تدور أحداث «الحلوة عزيزة» حول حياة الراقصة الجميلة عزيزة، التي أحبها ابن العمدة (نجيب سرور الشاعر والكاتب المسرحي في ظهوره الأول والأخير على شاشة السينما)، وحين صدته قرّر الانتقام منها، وألقى على وجهها مادة كاوية، فعاشت بوجه مشوه واعتزلت الرقص، وتوالت الأحداث المثيرة مع أبطال الفيلم شكري سرحان ويوسف وهبي وسمير صبري.

انضمت هند رستم إلى قائمة فنانين تُدرس أدوارهم في معهد السينما المصري، حيث يتعرف الطلاب الشباب إلى أدائها المتوهج والفارق، وتمردها على النمطية والتكلف، وبراعة تجسيدها شخصيات متنوعة، فهي راقصة الموالد «الغازية» والراهبة وبائعة المياه الغازية، والفتاة الشريرة والرومانسية، هي نموذج لممثلة شاملة ومتعددة المواهب.

النجمة الصاعدة

اصطحبت هند رستم إحدى زميلاتها في مدرسة «سان فان سانت بول» الفرنسية، وذهبت إلى مسرح نجيب الريحاني، حيث قابلت الممثلة الكوميدية نجوى سالم، وقالت لها إنها تبحث عن فرصة للتمثيل، موضحةً أنها تجيد الرقص والغناء، وتشارك في العروض المسرحية في المدرسة. طلبت منها سالم آنذاك أن تأتي غداً لحضور تمارين المسرحية، لكن الفتاة «الشقية» غيّرت وجهتها إلى أستوديوهات السينما، ودخلت إلى موقع التصوير، ورأت عن قرب نجوم زمن الأربعينيات ونجماته، وراودتها أحلام النجومية، وقررت العمل ككومبارس، وكأن شيئاً كان يجذبها إلى الشاشة، ويبتعد بها عن خشبة المسرح.

جمالها وجرأتها لفتا أنظار بعض المخرجين آنذاك، وأسندوا إليها أدواراً هامشية، فتلاشت فرحة الظهور في مشاهد عابرة، وأدركت هند رستم أن الفرصة ما زالت بعيدة. ولكن ابنة الضابط كانت على موعد مع الشهرة، والتقت المخرج حسن رضا الذي أدّى دوراً كبيراً في حياتها، وعرفت طريقها إلى أدوار البطولة، وتحوّل الإعجاب بينهما إلى زواج لم يصمد أمام الخلافات، ودخلت النجمة الصاعدة إلى حلبة المنافسة مع نجمات الخمسينيات شادية ومديحة يسري وتحية كاريوكا وغيرهن، وتعاونت مع كبار المخرجين من أمثال يوسف شاهين وحسن الإمام وصلاح أبوسيف.

في الحلقة المقبلة:

• إشاعة تفسد صداقة هند وكاريوكا وتتلاشى في «كباريه سياسي»

• جمهور «باب الحديد» يحطّم دار السينما لأجل فستان «هنومة»