الجامعة... انتخابات ودماء

نشر في 09-10-2016
آخر تحديث 09-10-2016 | 00:09
شجار طلاب الجامعة ليس بالشيء الهين، هو مرض دخل كلياتها ويحتاج إلى علاج جدّي، وسكوت الإدارة الجامعية مشاركة في الفعل.
 مظفّر عبدالله أول العمود: سؤال لا أعرف إجابته، كم وزير تربية أدخل أبناءه مدارس حكومية؟

***

مؤسف جداً ما يقع ويتكرر في أكثر الانتخابات الطلابية الجامعية من مشاجرات وضرب، كلنا شاهد منظر الدماء في إحدى الكليات الأسبوع الماضي على إثر هذا التشابك، وأن يتكرر هذا السلوك فهنا يجب أن نقف! فلا شيء يأتي من فراغ، وإدارة الجامعة مقصرة والطلبة مسؤولون والقانون معطل.

مفهوم الانتخابات الطلابية في الجامعات راق جدا، ويهدف إلى ممارسة ديمقراطية في مبنى يطلق عليه اسم "الحرم"، ونتائجه تصبّ في خدمة الطلاب علميا وإداريا وثقافيا من خلال الجهود التي سيبذلها الفريق الفائز بثقة الناخبين لاحقا.

وحتى نتجه صوب الحلول نقول بالآتي:

يجب تعميم عملية الانتخابات الطلابية منذ المرحلة الثانوية وفقا لبرنامج وطني توعوي يهدف إلى استيعاب اختلاف الرأي والتعاون لخدمة المدرسة وطلابها، وفقا لأنشطة متنوعة تخدم الطلبة والطالبات، بل تحويلها إلى مادة علمية ويكون لهذه الممارسة هيئة خاصة تديرها وتطورها من خلال التواصل مع وزارات التربية في دول أخرى أكثر ديمقراطية منا.

أيضا يجب أن تكون هناك أنشطة عملية للطلاب تنمي فيهم الروح الوطنية بدلا من الحديث الشفهي الممل عنها، فرحلة لاستكشاف آثار جزيرة فيلكا أو منطقة الصبية ستركز في ذهن الطالب طوال حياته، وتربطه بأرض وطنه وتكشف له تاريخ بلاده، وتنمي فيه حب الوطن بشكل أفضل من أي محاضرة أو اختبار أو حفظ نشيد.

ما قبل مرحلة الجامعة مهم لما بعد دخولها، ويبدو أن طلابنا سيتشاجرون ويتشاتمون طالما أنهم قادمون من نظام تعليمي لا يعلم مفاهيم احترام الاختلاف، وتقبل الرأي والتعاون الجماعي لإدارة مرافق المدرسة بالتواصل مع الأساتذه.

جميل لو أجرت إدارة الجامعة استبانة رأي للطلاب حول معرفتهم باللائحة التنظيمية لكل ما له صلة بالشأن الطلابي، ولا سيما الانتخابات، وأعتقد أن النتيجة ستكون صادمة.

ومن جهة، فإن تراخي إدارة الجامعة مع هذه الظواهر بالسكوت أو عدم إيجاد منابر للرأي والحوار طوال العام الدراسي كما هو في الجامعات الأخرى يعدّ سببا لتكرار ما يحدث سنويا. (انظر هنا لدراسة عادل دشتي رئيس قسم البحوث والدراسات في عمادة شؤون الطلبة حول العنف الطلابي أثناء فترة الانتخابات).

من غير المعقول أن يستمر هذا السلوك الخطير بين شباب الجامعة، وتغييره يعد واجبا على إدارة الجامعة التي يجب أن تعي أنه سلوك سيتم تصديره للشارع لاحقا في بلد يسمح بالتجمعات.

إذاً الأمر مرتبط، ويجب فعل شيء ما، فقد وصلنا إلى رفع (يافطات) قبلية وفئوية علنا في أروقة الجامعة، وهذه حلقة وصل بالانتخابات الفرعية التي تمارس في انتخابات مجلس الأمه.

يجب اعتماد برنامج تدريبي حواري لكل طالب يريد ترشيح نفسه للانتخابات الطلابية، ويكون شرطا واجبا لخوضه لها، يطلع فيه على القوانين الداخلية ويتعلم احترام الرأي المخالف، وماذا يعني أنه طالب جامعي.

back to top