مجلس الأمن يقر هدنة سورية... و«فيتو» روسي على الطلعات

• قوات الأسد تجتاح الحويجة
• «داعش» يستعيد المبادرة في دابق
• فصائل درعا تطلق معركة جديدة

نشر في 09-10-2016
آخر تحديث 09-10-2016 | 00:05
جثة داعشي تستوقف مقاتلين معارضين في قرية تركمان البارح شمال حلب أمس الأول  (رويترز)
جثة داعشي تستوقف مقاتلين معارضين في قرية تركمان البارح شمال حلب أمس الأول (رويترز)
مع استمرار المعارك الطاحنة وسط مدينة حلب، صوّت مجلس الأمن أمس على مشروعين سوريين الأول لفرنسا، وينص على فرض هدنة ووقف كل الطلعات الجوية، والثاني استثنت منه روسيا، التي لوحت بالفيتو اعتراضاً على "تسييس مشروع باريس" للملف الإنساني، حظر الضربات الجوية على ثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها التجارية.
صوّت مجلس الأمن أمس على مشروعي قرارين أحدهما فرنسي يطالب بوقف الغارات الجوية والطلعات الجوية العسكرية فوق مدينة حلب السورية، والآخر روسي لا يتضمن هذا الطلب، الذي قررت موسكو استخدام حق النقض (الفيتو) لاستثنائه.

ويماثل مشروع القرار الروسي بشكل فعلي الفرنسي مع تعديلات روسية تعيد التركيز مرة أخرى على اتفاق توصلت إليه موسكو وواشنطن، لوقف إطلاق النار في التاسع من سبتمبر.

ويناقش أعضاء المجلس الخمسة عشر منذ أسبوع مسودة قرار فرنسي. وتمت الدعوة للتصويت عليه أمس بعد أن زار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو موسكو يوم الخميس وواشنطن يوم الجمعة لبحث لإقراره.

واقترحت روسيا بعد ذلك مشروع قرار من جانبها، وقالت إنه طرح للتصويت عليه بعد التصويت على مشروع القرار الفرنسي الذي اعترضت عليه، لأنه "يطالب كل الأطراف بوقف كل عمليات القصف الجوي، والطلعات الجوية فوق مدينة حلب فوراً".

تشتيت الانتباه

وبينما اعتبر سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن "هذه ليست مسودة تصلح لتبنيها. لديّ شك في أن الدافع الحقيقي هو دفع روسيا لاستخدام الفيتو، لا أرى كيف يمكننا أن نترك مثل هذا القرار يمر"، اعتبر سفير بريطانيا في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت القرار الروسي "محاولة ساخرة لتشتيت الانتباه عن قصف حلب".

وقال دبلوماسيون بمجلس الأمن، شريطة عدم نشر أسمائهم، إنه على الرغم من أن مشروع القرار الروسي يتضمن قدرا كبيرا من اللغة المعقولة، فإن عدم وجود إشارة إلى وقف الغارات الجوية على حلب يمثل مشكلة على الأرجح.

ويحتاج أي مشروع قرار لتأييد تسعة أعضاء دون لجوء أي من الأعضاء الخمسة الدائمين للفيتو. والدول الخمس الدائمة التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي هي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين.

وتم ضم اتفاق وقف إطلاق النار إلى مشروع القرار الروسي، والذي يحث موسكو وواشنطن على ضمان تنفيذ الاتفاق. ويشدد على "الحاجة الماسة إلى تحقيق والتحقق من فصل قوات المعارضة المعتدلة عن (جبهة النصرة) كإحدى الأولويات الرئيسية".

ويحث مشروعا القرارين الفرنسي والروسي على الوقف الفوري للعمليات القتالية، وتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون معوقات في سورية.

ويطلب المشروع الفرنسي من الأمين العام للأمم المتحدة طرح خيارات لرقابة تحت إشراف الأمم المتحدة للهدنة، ويهدد "باتخاذ إجراءات إضافية" في حال عدم التزام "أي طرف من أطراف الصراع داخل سورية".

وقال أيرو إنه يعتزم الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في التصويت، وقال للصحافيين في واشنطن "لايزال يحدوني الأمل في أن يحظى مشروع القرار بالموافقة ويقبل التنفيذ".

وقامت روسيا والصين من قبل بحماية الحكومة السورية من إجراءات بمجلس الأمن من خلال منع تمرير عدد من القرارات، من بينهما محاولة لإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

مغادرة حلب

وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، شهدت تراشقاً بين مندوبي فرنسا وروسيا، ناشد مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا مساء أمس الأول عناصر "فتح الشام" مغادرة حلب وقوات النظام السوري، لوقف قصف المدينة، مؤكداً أن "376 شخصا ثلثهم أطفال قتلوا بحلب منذ 23 سبتمبر الماضي إلى 5 أكتوبر"، سائلا الرئيسين بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين بـ"إذا كنتم تستهدفون ما بين 900 إلى ألف من فتح الشام فلماذا تقصفون أكثر من 275 ألف مدني في حلب؟".

تقدم «داعش»

وعلى الأرض، واصل النظام تقدمه البطيء على حساب فصائل المعارضة وتمكن، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، على كامل منطقة العويجة وصولا إلى دوار الجندول في حلب، مشيراً إلى معارك طاحنة دارت أمس على ثلاثة محاور أساسية هي حي بستان الباشا في وسط المدينة، الذي كانت قوات النظام تقدمت فيه، وحي الشيخ سعيد في جنوبها، ومنطقة العويجة في ضواحيها الشمالية.

وفي ريف حلب الشمالي، استعاد تنظيم "داعش" أمس بلدة أخترين الاستراتيجية وقرى مجاورة لها هي العزيزية وقبتان ومزرعة العلا وتركمان بارح، في هجوم مضاد قرب الحدود التركية أرغم كتائب المعارضة المشاركة في عملية "درع الفرات" المدعومة من تركيا على التراجع عن التقدم صوب معقله في مدينة دابق ذات الأهمية الرمزية له.

وفي حماة، استغلت قوات الأسد والميليشيات الشيعية الاقتتال بين حركة "أحرار الشام" وجماعة "جند الأقصى"، لتعيد عدة بلدات وقرى حررتها الفصائل مؤخراً في ريف المحافظ منها الطليسية والقاهرة وتل الأسود، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد أن هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها القوات الحكومية تقدما في المنطقة منذ أن شن مقاتلو المعارضة هجوما بنهاية أغسطس، وسيطروا على سلسلة من البلدات والقرى.

وفي درعا، أطلقت "الجبهة الجنوبية"، كبرى فصائل الجيش السوري الحر العاملة في منطقة حوران، أمس معركة جديدة باسم "فشدوا الوثاق"، بهدف استعادة الكتيبة المهجورة وحواجز أبوكاسر ومزارع الطويل وأبوماضي والعطيسة، إلى جانب قطع أوتوستراد "درعا – دمشق".

ديميستورا يناشد «فتح الشام» والنظام مغادرة حلب لوقف القصف
back to top