بينما تكثف الأمم المتحدة جهودها للتوصل إلى اتفاق بين طرفي الصراع اليمني لإعلان هدنة 72 ساعة، تستعد العاصمة صنعاء اليوم لتظاهرة احتجاجية هي الأولى من نوعها منذ سيطرة الميليشيات الحوثية عليها في 21 سبتمبر 2014 ثم انقلابها على السلطة التشريعية وقيامها بقمع الأصوات المعارضة والرافضة لممارساتها.

ودشن عدد من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين اليمنيين عبر "تويتر" و"فيسبوك" دعوة للنزول إلى الشارع للتنديد بـ"سياسة التجويع" التي تتبعها ميليشيات الحوثي ضد أبناء الشعب اليمني، وذلك عبر هاشتاغ "#أنا_نازل".

Ad

ودعا القائمون على الحملة جميع اليمنيين في صنعاء إلى الخروج والنزول للشارع وكسر حاجز الخوف.

وقال بيان صادر عنهم: "بدلاً من الموت جوعاً في البيوت يتوجب علينا كبارا وصغارا المشاركة في التظاهرة، كفانا انتظارا، أعلنوها مدوية بصرخات الغضب".

ولاقت الدعوة تفاعلاً لافتاً وخصوصاً من جانب الموظفين الحكوميين الذين يعيشون حالة تذمر بسبب عدم تسلمهم رواتب سبتمبر، لاسيما أن البعض منهم لم يتسلم راتب أغسطس الماضي.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين على عدة جبهات من بينها الضالع ومأرب وريف صنعاء وتعز.

وخسرت قوات الرئيس عبدربه منصور هادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء عبدالرب الشدادي في اشتباكات مع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح في منطقة صرواح غربي مأرب مساء أمس الأول أثناء تمشيط الطريق الواصل بين صنعاء وصرواح في منطقة وادي النوع التي سيطرت عليها قواته قبل أيام.

ويعد الشدادي واحدا من أبرز القادة العسكريين في الجيش الموالي للحكومة، وهو أرفع قائد عسكري يقتل منذ ما يقرب من 19 شهرا، وكان أحد القادة العسكريين الذين أعلنوا انضمامهم وتأييدهم لـ"ثورة الشباب السلمية عام 2011".

ولاحقا، ذكر موقع "هنا عدن" أن طيران التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية باليمن قصف "القاعة الكبرى" في صنعاء ظهر أمس. وأفاد بأن وزير داخلية الميليشيات الحوثية الانقلابية جلال الرويشان كان داخل القاعة عند قصفها بصحبة مجموعة من قادة الصف الأول في جماعة "أنصار الله" الحوثية.

وأكد نشطاء موالون للحكومة أن الغارة الجوية على القاعة جاءت انتقاما لمقتل الشدادي.

وشهدت محافظة الضالع اشتباكات عنيفة مساء أمس الأول أسفرت عن مقتل وإصابة 27 من المتمردين على جبهة مريس بعد فرض المليشيات حصارا خانقا منعت من خلاله دخول المواد الأساسية والتموينية للمواطنين بقرية الرمة.

وتشهد جبهة مريس معارك عنيفة بين الطرفين منذ أشهر، بعد سيطرة الحوثيين على مديرية دمت، محاولين تعزيز مواقعهم مجدداً بداخل محافظة الضالع التي تعتبر البوابة الرئيسية لمحافظة عدن.

من جانب آخر، أعلنت قيادة التحالف أمس الأول سقوط صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية من جنوب مدينة صعدة باتجاه مدينة خميس مشيط في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان. وذكرت أن أنظمة الدفاع الجوي تابعت مسار الصاروخ منذ انطلاقه من الأراضي اليمنية حتى سقوطه في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان من دون أن يسبب أي أضرار.

من جهة أخرى، أفادت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بانتشار وباء الكوليرا في اليمن، إذ تأكد وجود العديد من الحالات في العاصمة صنعاء، في حين يشتبه بوجود حالات أخرى في مدينة تعز الجنوبية.