كان مبرمجا أن تكون مدة زيارة معاون المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، وزير الاقتصاد زيغما غابريل لمدة ثلاثة أيام، مع إمكان تمديدها لخمسة، وفق أحد الدبلوماسيين الألمان في طهران، ولكن الزيارة انتهت خلال أقل من يومين، بسبب عدم ترحيب إيراني لها.وكانت الأوساط السياسية الإيرانية قد أبلغت الألمان مسبقا بأن ظروف زيارة غابريل الى طهران غير مؤاتية بسبب التصريحات التي أدلى بها قبيل سفره الى طهران، والتي اعتبرت تدخلا سافرا بالشأن الداخلي الإيراني، ولكن السفير الألماني في طهران أصر على أن تقام هذه السفرية، إذ إن الترتيب لها استغرق أكثر من 6 اشهر.
وبدأ الخلاف إثر اصرار غابريل على تكرار كلمات سابقة له بالنسبة إلى إيران أهمها «ان توطيد العلاقات بين طهران وبرلين مرهون باعتراف إيران الكامل والشامل بإسرائيل» و«أن ايران عليها أن تلتزم بالقوانين الدولية لحقوق الإنسان، والكف عن سياساتها العدائية تجاه اسرائيل»، متصورا أن ظروف إيران السياسية والاقتصادية ستجعلها تخضع لهذا الكلام.وأكد غابريل للإعلام الالماني انه سيبحث هذه الأمور مع الجانب الايراني خلال زيارته لطهران، ولكن حسب الدبلوماسي الالماني، فإن السفير الألماني في طهران أكد لوزارة الخارجية الايرانية أن غابريل سيبحث فقط الشؤون الاقتصادية بين الجانبين، وانه لن يتطرق لأمور أخرى، وعليه قبلت إيران بالزيارة بشرط «ألا يكون هناك أي بحث لأي موضوع غير اقتصادي».وإثر التعنت الألماني وعدم الرضا الإيراني قام غابريل بهذه الزيارة، وكان مبرمجا له ان يلتقي مع وزير الاقتصاد الإيراني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. وطالب غابريل أيضا بترتيب لقاءات له مع مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني ورئيس لجنة حقوق الإنسان جواد لاريجاني (أخو صادق عاملي لاريجاني رئيس القضاء).وكان من المقرر أن يزيد غابريل على زيارته يومين لزيارة أصفهان وشيراز اذا ما كانت الأجواء السياسية مؤاتية، ولكنه فوجئ فور دخوله طهران بتصريح رئيس القضاء الإيراني الذي قال: «لو كنت أنا مكان الحكومة لما سمحت لهذا الشخص بالدخول الى إيران».وألغيت جميع لقاءاته المقررة مع المسؤولين السياسيين في إيران، واستطاع لقاء وزير الاقتصاد ومساعد رئيس الجمهورية اسحاق جهانغيري فقط، وحسب الدبلوماسي الألماني تم إبلاغه بشكل مهين أن بقية الشخصيات السياسية في إيران «لا ترغب بلقائه قبل الاعتذار عن كلامه السابق».ومع أن غابريل حاول تدارك الموقف بقوله: «إن الإعلام الإيراني حرّف كلامه»، ولكن الجهات السياسية الإيرانية لم تعتبر ذلك اعتذارا، ورفضت لقاءه وعرض عليه زيارة أسواق طهران (البازار) لتمضية وقته الضائع إذا ما كان يريد أن يبقى في طهران أو السفر الى اصفهان وشيراز.إثر ذلك قام نائب المستشارة الألمانية بتحديد مدة زيارته لطهران ليومين والعودة الى برلين، حيث إن عددا كبيرا من الوفد المرافق له من التجار والمرافقين انشقوا عنه وبقوا في طهران كي يلتحقوا ببرامج كانت محضرة لهم مسبقا.وفي حين أن الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين استطاعوا توقيع اتفاقيات بالمليارات مع إيران لم يستطع وزير الاقتصاد الألماني إبرام أي اتفاقية أو صفقة تجارة أو حتى مشروع يذكر وأمضى وقته في طهران فقط بمباحثات بروتوكولية لا غير.وقال السيد محمد نجفي مستشار الشؤون الدولية لغرفة التجارة الإيرانية إن الإيرانيين باتوا مستائين من توقيع اتفاقيات لا يمكن تنفيذها بسبب العراقيل المصرفية الأميركية، وعليه فقط طالبوا الألمان بالعمل على حل مشكلة التبادل المصرفي قبل توقيع أي اتفاقية كبيرة.
غضب من نائبة روحاني بعد مصافحتها وزيرة تبدو رجلاً!
قابلت وسائل الإعلام الإيرانية ومواقع التواصل الاجتماعي مصافحة معصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني حسن روحاني، لوزيرة البيئة الألمانية باربارا هندريكس، التي تبدو، بسبب قصر شعرها، كأنها رجل، بحالة من الاستياء والغضب.جاء ذلك، بعد أن بث التلفزيون الحكومي الإيراني مقابلة بين ابتكار وهندريكس في برلين، تصافحتا خلالها، ووفقا لما ذكرته وكالة أنباء «تسنيم»، فإن تقرير التلفزيون وصوره أديا إلى تصور بأن ابتكار صافحت رجلا، وهو الأمر الذي أحدث ضجة في إيران.يذكر أن مصافحة امرأة لرجل غريب تعد من الأمور المحظورة في إيران، وكان من الممكن أن يكلف هذا الأمر - لو ثبتت صحته - ابتكار منصبها، حيث تتولى رئاسة منظمة حماية البيئة في بلادها، إلى جانب منصب نائب الرئيس الإيراني. وأوضحت وكالة تسنيم الأمر أمس الأول، حيث كشفت أن هندريكس امرأة، على الرغم من أنها بدت في تقرير الفيديو «وكأنها رجل». وفي سياق متصل، أوضح استديو التلفزيون الحكومي الإيراني في برلين أن التقرير التلفزيوني لم يرد فيه أن ابتكار صافحت رجلا، نافيا مسؤوليته عن الانطباعات الخاطئة التي أحدثتها الصور.