يبدو أن الاتحادات الدولية اتخذت منحى آخر في مهامها الرئيسة بالتلاعب في قضية الرياضة الكويتية ومحاربة جميع سبل الإصلاح الرياضي، وبات ذلك نهجا للبعض، حتى لو كان في ذلك ضرب صريح للقوانين، التي طالما تغنوا بحمايتها.

Ad

وما يحدث في الاتحاد الكويتي لكرة السلة في الوقت الحالي، خير شاهد على أن التبجح وصل مداه، وأن الهدف من التدخلات الخارجية في الرياضة الكويتية هو حماية أشخاص من "حلفاء الداخل" وليس استقلالية رياضة، أو حتى رياضيين.

الاتحاد الدولي للسلة (فيبا) وفي سقطة فاضحة، خاطب رئيس الاتحاد الكويتي لكرة السلة عبدالله الكندري يرفض استقالات 6 من أعضاء مجلس الإدارة اتحاد السلة الذين تقدموا باستقالاتهم الأسبوع الماضي، وعدم اعترافه إلا بالكندري رئيسا للاتحاد! وذلك رغم أن استقالة الأعضاء، وحتى الآن لم تصل إلى أروقة الاتحاد الدولي بشكل رسمي، وبشهادة من خاطبوه "عبدالله الكندري" الذي أكد في تصريح صحافي له نشر أمس الأول أنه "ماكو استقالات"! وقام الكندري بتعميم الكتاب على الأندية اليوم ليتمسك في منصبه ويمنع حل الاتحاد.

عدم اعتراف

وكان 6 من أعضاء مجلس الادارة تقدموا باستقالاتهم هم ضاري برجس (الجهراء) وسعد العجمي (الساحل) وخالد عناد (الصليبيخات) وسعود عمير (التضامن) وفهد السويط (النصر) وعواد الشمري (الشباب)، من عضوية المجلس بسبب عدم تعاون الرئيس والإضرار بسمعة الكويت الخارجية.

وأوضح كتاب الاتحاد الدولي أنه لن يعترف إلا بالرئيس عبدالله الكندري، متجاهلا أمين السر، والذي دائما ما يلقى من أي اتحاد دولي أهمية مماثلة للرئيس باعتباره صاحب المخاطبات الرسمية، إلا أن أمين السر ضاري برجس من غير المشمولين بالرضا، لاتخاذه موقفا وطنيا لانقاذ السلة الكويتية.

وناقض كتاب الاتحاد الدولي للعبه (فيبا) نفسه بذكره أن أي عمل يقام تحت مظلة القانون 34/ 2016 يعتبر باطلا حتى وإن كانت تتضمن استقالات لأعضاء مجلس الإدارة، معتبرا في كتابه أن هذا القانون يتدخل في استقلالية الرياضة، وذلك على الرغم من أن إجراءات استقالة الأعضاء الستة لم تتم عن طريق القانون الجديد، بل تمت وفق النظام الأساسي المعتمد من قبل الاتحاد الدولي نفسه، وهو الأمر الذي يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الاتحاد الدولي للعبة قد أصبحت مهمته هي حماية الحلفاء في الداخل!

عقوبات قاسية

ولعل تمسك بعض مسؤولي الاتحاد المحلي بمناصبهم قد أنساهم بعض بنود قانون 34/ 2016 الذي ينص على أن أي شخصية رياضية تنتحل صفة رياضية غير رسمية لها يعرضهم لحكم بالسجن 3 سنوات.

وأثار هذا الكتاب السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال معارضته حتى استقالة الأعضاء في مجالس الإدارات، حيث لا يمكن لأي شخص في العالم أن يتفهم رفض جهة معينه استقالة أي شخص.

ويذكر رئيس الاتحاد عبدالله الكندري، الذي يقاتل الاتحاد الدولي على استمراره في منصبه، لم يدعُ منذ يناير الماضي لاجتماع مجلس إدارة، ما عطل كل الأمور الخاصة بلعبة السلة في الكويت، كما أن الكندري بصفته رئيسا للجنة المسابقات، لم يصدر حتى هذا الوقت أي جداول للمسابقات المحلية، في سابقة هي الأولى بالعالم، وفي محاولة منه لضرب لعبة السلة في مقتل.

يذكر أيضا أن الكندري، المستفيد الوحيد من كتاب الاتحاد الدولي، عمم الكتاب على الأندية ليتمسك بمنصبه كرئيس للاتحاد!

برجس: الاستقالات وفق النظام الأساسي

من جانبه، تساءل أمين سر الاتحاد ضاري برجس عن كيفية حكم الاتحاد الدولي على الاستقالات، رغم أن الاتحاد الكويتي أو المستقيلين لم يقم أي منهم بمخاطبة الاتحاد الدولي، كما أنه لم يطلع على إجراءات الاستقالة.

وأكد برجس، في تصريح لـ"الجريدة"، أنه لا يمكن لأي جهة معينة أن ترفض استقالة أي عضو، موضحا أن قرار استقالة الأعضاء جاء بناء على اقتناع تام، ولا يمكن لأي أحد أن يشكك فيها، مبينا أن الاستقالة جاءت بناء على الماده 68 من النظام الأساسي المعتمد من الاتحاد الدولي للعبة.

ولفت إلى أنه لم يتلق كتاب الاتحاد الدولي حتى هذه اللحظة، ولم يطلع عليه لأن كلمة المرور (الباسورد) الخاصة بالبريد الالكتروني للاتحاد (الإيميل) تم تغييرها، وأثبتت حالة في المخفر بهذا الشأن، كما أنه وجه كتابا رسميا للهيئة العامة للرياضة بهذا الخصوص، موضحاً أنه لا يعرف أي شيء عن المخاطبات بين الاتحاد الدولي والاتحاد الكويتي، لأن بريد الاتحاد الإلكتروني تم تغييره من قبل الرئيس.

الكندري: ما بُني على باطل فهو باطل

بدوره، قال رئيس الاتحاد عبدالله الكندري إن الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا) لا يعترف باللجنة الأولمبية الكويتية المعينة، وعليه فإن جميع الإجراءات التي ستتخذها بشأن اعتماد الاستقالات والدعوة إلى عقد جمعية عمومية غير عادية، لتشكيل لجنة مؤقتة سيعتبرها باطلة.

وأضاف الكندري أن استقالات الأعضاء موجهة باسم الرئيس، وأنه شاهدها بالصحف ولم تصله حتى الآن، ولم تعرض عليه أي استقالة.

ولفت إلى أنه مستمر في منصبه، ويعمل حالياً على تجهيز الصالات من أجل تحديد موعد انطلاق بداية الموسم الجديد، سواء للمراحل السنية أو السن العام.