قدمت شخصيتين مختلفتين أخيراً، الزوجة المثالية في «كذبك حلو» والأرملة العاشقة لرجل متزوج في «أمير الليل»، أخبرينا عنهما؟

أحبّ دائماً تقديم شخصية مختلفة عن شخصياتي السابقة بدلاً من القولبة في نمط واحد، فأنا أستمتع دائماً كممثلة بالتنويع بغض النظر ما اذا كانت الشخصية جيدة في تصرفاتها أو لا، فلست في موقع تقويم السلوكيات هنا.

Ad

على أي ناحية من الشخصية أضأتِ في الدورين؟

أضأت في «كذبك حلو» على الزوجة المثالية التي حكّمت عقلها وقلبها في آن عندما تأكدت شكوكها في خيانة زوجها لها، ورأينا في النهاية أنها حافظت عليه. أمّا «سارة» في «أمير الليل»، فهي أرملة يحقّ لها أن تعشق مجدداً وسنكتشف في سياق أحداث المسلسل أنها رفضت رجالاً كثراً، لكنها قبلت بالأمير عمر كونه في نظرها مختلفاً عن سائر الرجال. في الحقيقة، أنظر إليها كامرأة تريد أن تبني حياتها من جديد، وهذا من حقّها لذا أتعاطف معها.

هل ثمة فعلاً مثالية في الحبّ والزواج؟

نعم ولكن نادرات هنّ النساء اللواتي يحكّمن عقلهنّ في هذا الإطار ويتصرّفن بمثالية في علاقتهنّ الزوجية.

تعاون وثلاثية

جمعت الثلاثية بينك وبين كل من عمار شلق وورد الخال، فما رأيك فيها؟

لأول مرة أجتمع مع ورد الخال في عمل، بينما جمعتنا أعمال عدّة عمار وأنا وهذا أمر مريح لأنني معتادة على أدائه وننسجم معاً.

ما ميزة الأعمال الدرامية الثلاثية؟

إنه عمل مثالي بسبب نمط تصويره السريع، ما يناسبني كأم لطفلين ويسّهل تفرّغي لعائلتي. حين خضت تجربة المسلسلات الطويلة غبت لساعات طويلة ولأيّام عن المنزل ولكنني لم أكن متأهلة بعد، لذا من غير الوارد راهناً المشاركة في عمل طويل مع وجود طفلين. أمّا على صعيد إيقاع الثلاثيات، فهو سريع لا مماطلة فيه لأن أحداث القصة مختصرة ووتيرتها سريعة.

لكن المشاهد يحفظ في ذاكرته شخصيات المسلسل الطويل أكثر من الثلاثية السريعة؟

طبعاً، كذلك يفسح في المجال أمام دخول شخصيات أخرى إلى محور الأحداث فيما يكون عدد الشخصيات في الثلاثيات محدوداً جداً.

حضورك العربي الجماهيري والعملي لم يتأثر بغيابك عن الشاشة، هل هذا دليل على أن للتضحية والجهد مردوداً إيجابياً في الواقع؟

صحيح، خصوصاً أنني لا أقرع باب أحد ولن أفعل بطبيعة الحال. فأنا متوافرة دائماً للمشاركة في أي مشروع ما دام لا يتعارض مع دور الأمومة، لأن الأولوية لعائلتي. لا تشكّل النجومية هدفاً لي ولا البطولة الأولى ولا المشاركة في عدد كبير من المسلسلات سنوياً، لأنها أمور سطحية بالنسبة إليّ، ويبقى الأهم تقديم أعمال نوعية على حساب الكميّة لا العكس.

«أمير الليل»

كيف وجدت الأصداء عن دورك في «أمير الليل»؟

أصداء إيجابية خصوصاً أنني أعود بعد فترة غياب عن الشاشة بدور مختلف نوعاً ما عن شخصياتي السابقة. سمعت أن أدائي جاء عفوياً جداً ومقنعاً يغيب عنه التكلّف.

مضمون شخصية «سارة» جريء إذا أخذنا في عين الاعتبار الحقبة التي تدور فيها الأحداث، لكنك قدّمتها برقيّ، فكيف تحققين ذلك؟

أعطي «سارة» جانباً من شخصيتي والعكس صحيح. ما دام النص مكتوباً بطريقة جيّدة جداً، فذلك ينعكس على كيفية تقديم الشخصية. على كلٍ لو لم يكن الدور لائقاً لما كنت خضت التجربة خصوصاً أنه يحمل كثيراً من الإيحاء، من هنا أهمية المخرج في كيفية تنفيذ المشهد. برأيي، هذه الأمور مجتمعة انعكست إيجاباً على الشاشة.

عندما يترك حضورك انطباعاً جيّداً لدى الجمهور رغم مشاركتك كضيفة، هل هذا دليل على حسن اختيارك الدور؟

تصوّرتني الكاتبة منى طايع في هذه الشخصية فعرضتها عليّ، لذا لم يكن أمامي مجال لقراءة شخصيات أخرى. لكنني أعجبت بها حين قرأت النص. الدور ترك انطباعاً معيّناً لدى الجمهور، ومشوار «سارة» مستمر في المسلسل وطريقة انسحابها منه مقنعة جداً، وسيحيي المشاهدون الموقف الذي ستتخذه لاحقاً.

لكنك رفضت أدواراً كثيرة في السابق؟

طبعاً، لأنني لم أقتنع بالشخصيات التي عُرضت عليّ كونها لا تقدّم ولا تؤخر في مجرى المسلسل.

هذه الانتقائية تجعلك لافتة للنظر حين تشاركين في عمل ما.

أولاً، لا أحب استهلاك صورتي، وثانياً فضّلت العودة بعد غياب طويل بدور يترك علامة تعجّب لدى الجمهور، وحققت ذلك.

غالبية أعمالك الدرامية بتوقيع كلوديا مرشليان أو منى طايع أو نور الشيشكلي، فهل من ميزة لدور المرأة المكتوب بقلم أنثوي؟

لم أفكّر يوماً في هذا الموضوع، لأنني أنظر إلى تكوين الشخصية بحد ذاتها بغض النظر عن هوية الكاتب. برأيي، لكل كاتب سواء كان رجلا أو امرأة، خياله الخاص وهويته وبصمته وخبرته في الحياة التي تميّزه عن سائر الكتّاب.

رامي عياش

هل لمستم تفاعل جمهور النجم رامي عيّاش مع المسلسل؟

حين ننشر أي صورة أو خبراً يتعلق بالمسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكتسح جمهور عياش الكبير الصفحات ويتفاعل بشكل داعم جداً. أحييه جداً على أدائه وعلى الشارة والموسيقى التصويرية الرائعة التي نفذّها للمسلسل.

هل تشجعينه على الاستمرار في التمثيل؟

نعم، لمَ لا؟ اكتشف صعوبة التصوير ومدى استهلاكه الوقت الذي جاء ربما على حساب نشاطات كثيرة وُجب أن يقوم بها. وحده يملك قرار الاستمرار في التمثيل، لكنني أشجعه لأن أي تجربة فنيّة هي إضافة إلى كل من يخوضها. برأيي، كلما زادت الخبرة، تفاعل شعورنا بالتحدي وبتقديم أدوار أكثر.

ما ميزة المسلسلات التي تصوّر في حقبة تاريخية معيّنة؟

تُطلعنا بشكل أعمق على سياق أحداث لم نعشها في الواقع إنما درسناها بشكل عابر ربما في كتب التاريخ المدرسية. تدريجاً، ومع أحداث الحلقات المقبلة في المسلسل سيرى المشاهد تفاصيل متعلقة بالانتداب الفرنسي للبنان وبالأجواء السياسية حينها. فضلاً عن أنني أحب تقديم شخصية من تلك الحقبة، وارتداء الأزياء الغريبة عن عصرنا والحصول على تسريحة شعر مميزة وماكياج بسيط، ما يبرز الجمال الطبيعي.

ألا تعطي تلك المسلسلات انطباعاً بالواقعية أكثر؟

ممكن، خصوصاً أننا نرى بعض المبالغة في تصوير الأعمال العصرية التي تحاكي زمننا. بينما العودة بالزمن إلى الوراء تعكس مصداقية أكثر لما نراه ما دامت منطقية أكثر.

ثمة إنتاجات محلية ضخمة في الفترة الأخيرة، فهل ستكون على حساب الأعمال العربية المشتركة؟

بعد فترة ركود استطاع الإنتاج اللبناني المحلي الوقوف مجدداً، وتصدّرت إنتاجاته إحصاءات رمضان، وهذا أمر إيجابي جداً.

تقديم البرامج والحفلات

حول تقديم البرامج توضح بياريت قطريب ألا مشاريع جديدة راهناً، وتقول: «لا يزال توقيت «أخبار عالم الصباح» عبر تلفزيون «المستقبل» مناسباً لي، وأنا أعيش كل يوم بيومه إلى حين تلقيّ عروض جديدة. كذلك أقدّم حفلات متفرّقة مثل «موركس دور» والحفلة السنوية لـ«مهرجان بيروت الدولي للسينما».

هل يكرّس تقديم مهرجانات أو حفلات بهذه الأهمية صورتها الإعلامية؟ تجيب: «طبعاً. وأنظر إلى هذا الأمر بإيجابية. يحتاجون في مهرجان السينما إلى إعلامية ممثلة كونها مطلّعة على هذا المجال الفنّي. أما بالنسبة إلى «موركس دور» أو غيره، فإنها فرص جميلة وتجربة جديدة وتحدٍ أيضاً لتقديم حفلة بصورة لائقة، خصوصاً أن كثراً يتمنون تقديم حفلات مماثلة».