من حياة البؤس بمدينة صفيح في باراغواي إلى العزف على مسارح عالمية وأمام شخصيات بارزة، بينها البابا فرنسيس... هذه باختصار قصة الموسيقيين اليافعين في فرقة "ريسايكلد أوركسترا" الذين يعزفون على آلات مصنعة من النفايات.

وقال المسؤول عن هذه الفرقة التي يعني اسمها "الأوركسترا المعاد تدويرها" فافيو تشافيز خلال عرض أحيته أخيرا في مدينة لوس أنجلس الأميركية، إن "العالم يرسل لنا نفاياته. نحن نبادله بالموسيقى".

Ad

وفكرة استخدام النفايات لعزف الموسيقى راودته عندما كان في سن العاشرة.

عندها قرر سريعا إنشاء مدرسة لتعليم الموسيقى للصغار في مدينة الصفيح هذه التي توسعت قرب أكبر مكب للنفايات في باراغواي. غير أن الفقر المدقع للسكان كان يجعل شراء آلات حقيقية أمرا غير وارد إطلاقا.

وقد وفرت جبال القمامة المواد الأولية، في حين قدم النجار دون "كولا" غوميس مهارته: فآلات الكمان مثلا مصنوعة من أدوات مطبخية، في حين صنعت آلات الغيتار من صحون مخصصة لتقديم الحلوى.

أما التشيلو، فهو عبارة عن برميل للنفط وملاعق خشبية وكعوب أحذية، في حين تحل صورة شعاعية محل غطاء آلة الدرامز.

وتعزف الأنامل الصغيرة لأطفال كاتويرا، إحدى أفقر المناطق بأميركا الجنوبية، وتضم 400 ألف نسمة قرب العاصمة اسونسيون، مقطوعات لكبار الموسيقيين من أزمنة مختلفة، بينهم موزار وفيفالدي، وصولا إلى فرانك سيناترا.