الحوثيون يقمعون تظاهرة بصنعاء... وصالح يحرض على الرياض

● «التحالف» يفتح تحقيقاً في «تفجير العزاء» ويدعو واشنطن إلى المشاركة
● ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 140

نشر في 10-10-2016
آخر تحديث 10-10-2016 | 00:05
مقاتلون مع السلطات الشرعية يحملون صورة الشدادي خلال تشييعه في مأرب أمس   (رويترز)
مقاتلون مع السلطات الشرعية يحملون صورة الشدادي خلال تشييعه في مأرب أمس (رويترز)
قمعت الميليشيات الحوثية تظاهرات مناهضة لها في العاصمة صنعاء، وأطلقت النار على تجمع بشارع الستين قرب منزل الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، في حين أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات تفجير مجلس عزاء والد وزير الداخلية الموالي للمتمردين بصنعاء جلال الرويشان، بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة.
قمعت الميليشيات الحوثية المتمردة تظاهرات مناهضة لها في العاصمة اليمنية صنعاء أمس.

وأطلق مسلحون حوثيون النار على متظاهرين تجمهروا في شارع الستين بالقرب من منزل الرئيس عبدربه منصور هادي غرب العاصمة الخاضعة لسيطرتهم، تلبية لدعوة حملة «أنا نازل» التي دشنها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة برفع سياسات «التجويع والحصار» التي تفرضها الميليشيات على موظفي الدولة.

وشهدت معظم شوارع صنعاء انتشاراً مكثفاً لمسلحي الميليشيات المتمردة قبيل خروج الاحتجاجات المنددة بتردي الأوضاع المعيشية في البلاد.

وشددت الميليشيات إجراءات التفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة، ومنعت دخول مئات الحافلات في منطقة يسلح عند المدخل الجنوبي للعاصمة.

وأكد شهود عيان أن الميليشيات استبقت الموعد المحدد لخروج المسيرة الشعبية الغاضبة التي تحمل شعار «ثورة الجياع» بنشر مجاميع مسلحة ومكثفة من عناصرها في أحياء وشوارع العاصمة، بالتزامن مع وقف خدمة التراسل عبر «واتساب»، وتشديد الحظر المفروض منذ أشهر طويلة على المواقع الإخبارية المناهضة للانقلاب.

تحقيق سعودي دولي

إلى ذلك، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، استعداده لإشراك الولايات المتحدة في تحقيق «فوري» حول الانفجار الذي أوقع اكثر من 140 قتيلا ومئات الجرحى، أمس الأول، خلال مراسم عزاء في صنعاء.

وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر ليل السبت- الأحد انه «سيتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف، وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأميركي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات».

وأضاف البيان: «سيتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق». وأعربت قيادة التحالف «عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء»، مؤكدة أن «لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وبذل ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر».

ونفى التحالف مساء أمس الأول مسؤوليته عن استهداف مجلس عزاء اقامه وزير الداخلية الموالي للمتمردين اللواء جلال الرويشان، بـ«الصالة الكبرى» في صنعاء.

مجزرة ومراجعة

وفي وقت سابق، اتهمت جماعة «أنصار الله» الحوثية التحالف الذي تقوده السعودية بتنفيذ الغارة والتسبب في «المجزرة» التي قتل فيها وزير الداخلية وقادة من الصف الأول للجماعة المتمردة.

ومن بين القادة الذين لقوا حتفهم جراء الحادث قائد قوات الاحتياط السابق اللواء علي الجائفي، وحاكم صنعاء عبدالقادر هلال.

وعلى الاثر اعلنت الولايات المتحدة، أمس الأول، أنها بدأت عملية «مراجعة فورية» للدعم الذي تقدمه للتحالف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس، إن «التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض. وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق أن انخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية».

وأضاف أن «واشنطن مستعدة لتصحيح دعمها بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن».

ضربة حكومية

في السياق، أعلنت الرئاسة اليمنية، أن عددا من أنصارها وأتباعها قتلوا في استهدف صالة العزاء بصنعاء.

وجاء ذلك في برقية عزاء ومواساة بعثها الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، إلى الرئيس هادي. وجاء في برقية العزاء «ببالغ الأسى والحزن تلقينا نبأ فقدان كوكبة من أتباع الشرعية والمؤتمر في تلك الحادثة».

وتقصد الرئاسة اليمنية بـ«المؤتمر»، حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه الرئيس السابق، وفيه عدد من القيادات المؤيدة للرئيس هادي.

تشييع الشدادي

من جانب آخر، أقيمت أمس مراسم تشييع جثمان قائد المنطقة العسكرية الثالثة الموالي للحكومة اللواء الركن عبدالرب الشدادي، الذي لقي حتفه في مواجهات مع المتمردين إلى مثواه الأخير في محافظة مأرب بحضور نائب رئيس الجمهورية، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد المقدشي. في هذه الأثناء، دعا الرئيس اليمني السابق علي صالح الحليف الرئيسي لجماعة الحوثي إلى تصعيد الهجمات على عدوهما المشترك السعودية.

ودعا الرئيس السابق قوات الحرس الجمهوري الموالية له و«اللجان الشعبية» التابعة للحوثيين إلى التوجه للحدود لـ«الأخذ بالثأر» مما وصفه «المجزرة التي ارتكبتها السعودية بتفجير قاعة عزاء بصنعاء».

في موازاة ذلك، نظمت جماعة «أنصار الله»، أمس، تظاهرة حاشدة قرب مقر الأمم المتحدة في صنعاء احتجاجاً على تفجير صالة عزاء. وفي حين طالب المتظاهرون الأمم المتحدة بالتحقيق في «الجريمة»، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل في الحادث.

ووصف الناطق باسم الحوثيين الهجوم بأنه عمل من أعمال «الإبادة».

إدانة وصدمة

ودان منسق الشؤون الإنسانية بشأن اليمن في الأمم المتحدة، جامي ماك-غولدريك، ما حدث في صنعاء، واصفاً إياه بأنه «هجوم مروع». وقالت اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» إنها أعدت 300 كيس لحمل الجثث. وارتفعت حصيلة قتلى تفجير صالة العزاء أمس إلى أكثر من 140 قتيلا بعد حصيلة أولية أفادت بسقوط 115 وإصابة نحو 700 شخص.

مناشدة أوروبية

في سياق آخر، ناشد الاتحاد الأوروبي أطراف النزاع في اليمن استئناف مباحثات الحل السياسي، مقدما دعمه الكامل لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ الرامية إلى تسوية الأزمة اليمنية.

نائب هادي يشارك في تشييع الشدادي وينعى «أنصار الشرعية» في «تفجير العزاء»
back to top