لافروف يحذر أوباما من «لعبة خطيرة» غداة «فيتو حلب»

• موسكو: قادرون على حماية أصولنا
• «الحر» تسلم شحنتي مضادات طيران
• النظام ينتزع دوار الجندول

نشر في 10-10-2016
آخر تحديث 10-10-2016 | 00:04
المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يصوت بالفيتو في وجه مشروع القانون الفرنسي - الإسباني مساء أمس الأول في مجلس الأمن (أ ف ب)
المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يصوت بالفيتو في وجه مشروع القانون الفرنسي - الإسباني مساء أمس الأول في مجلس الأمن (أ ف ب)
تواصلت المعارك والغارات الكثيفة المرافقة لها، أمس، في مدينة حلب السورية بعد اجتماع لمجلس الأمن فشل في التوصل إلى قرار ينهي معاناة سكان المدينة.
مع تزايد قلق موسكو من الرد الأميركي على استخدام مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، للمرة الخامسة، حق النقض ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا في مجلس الأمن يدعو إلى وقف عمليات القصف في حلب، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن بلاده قادرة على حماية أصولها في سورية، في حال قررت الولايات المتحدة قصف القواعد الجوية السورية بكثافة وتدميرها، مشيرا إلى أنه سمع أن هذا من ضمن الخيارات التي يدعو إليها بعض صناع السياسة في واشنطن.

وقال لافروف، في تصريحات لقناة "فيرست" نشرها موقع وزارة الخارجية، "هذه لعبة خطيرة للغاية باعتبار أن روسيا الموجودة في سورية بدعوة من الحكومة الشرعية لهذا البلد ولها قاعدتان هناك لديها أنظمة دفاع جوي هناك لحماية أصولها"، مضيفا أنه مقتنع بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن يوافق على مثل هذا السيناريو.

وأوضح لافروف أنه رصد تزايدا في العداء الأميركي تجاه موسكو، واشتكى من سلسلة خطوات تهدد أمن روسيا القومي، ملقيا باللوم على إدارة أوباما في التدهور الحاد في علاقات البلدين «وخلق مناخ من عدم الثقة» وصفه بأنه خطير ولا يمكن التنبؤ بتداعياته على نحو أكبر من أجواء الحرب الباردة.

وفي ظل تطلع طرفي النزاع للسيطرة على حلب وقلب مسار الحرب، باتت المدينة محور جهود دبلوماسية أبرز آخرها انقساما كبيراً بين الدول الغربية وروسيا مع استخدامها للمرة الخامسة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار اقترحته فرنسا وإسبانيا يدعو الى وقف إطلاق النار في حلب ووقف فوري للقصف الجوي على المدينة.

وبعيد ذلك، طرحت روسيا للتصويت مشروع قرار آخر يدعو الى وقف الأعمال القتالية في شكل اكثر شمولا، وخصوصا في حلب، ولكن من دون ذكر للغارات. إلا أن 9 أعضاء من 15 صوتوا ضده، بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

واعتبر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين التصويت على القرارين من "أغرب" ما حصل في مجلس الأمن، لأن جميع أعضائه كانوا على دراية بأنهما لن يمرا.

وقال: "مضيعة الوقت هذه غير مقبولة"، لكنه شدد على أن الجهود الديبلوماسية لم تنته، بل إن ما حصل "هو نهاية اجتماع غريب جدا لمجلس الأمن".

فيتو العار

وبينما شن سفير بريطانيا هجوما لاذعاً على نظيره الروسي، واصفا "الفيتو" بأنه يمثل "العار"، انسحب معظم أعضاء مجلس الأمن، لاسيما دائمي العضوية، من قاعة المجلس مع بدء كلمة مندوب النظام بشار الجعفري، في تسجيل موقف واضح لاعتراض المجتمع الدولي على جرائم هذا النظام، لاسيما في حلب.

عربياً، انتقدت السعودية وقطر تصويت مصر لمصلحة مشروع القرار الروسي، الذي لم يلق تأييداً إلا من أربع دول بينها فنزويلا والصين، إذ اعتبر مندوب المملكة عبدالله المعلمي موقف نظيره المصري "أمراً مؤلماً أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي".

ووصفت مندوبة قطر علياء آل ثاني الموقف المصري بالمؤسف. وقالت إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة.

في المقابل، أكدت الخارجية المصرية، أمس، أنها صوتت أمس لمصلحة المشروعين اللذين جرى التصويت عليهما، مشددة على أن "مصر تؤيد كل الجهود الهادفة لوقف مأساة الشعب السوري، وأنها صوتت بناء علي محتوى القرارين وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن.

في السياق، دعا الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى المندوبين، الي عقد أمس برئاسة الكويت، الأمين العام للمنظمة إياد مدني إلى اجتماع طارئ للجنة التنفيذية على مستوى القمة الإسلامية بهدف بحث الأوضاع المتدهورة في سورية، وخاصة في مدينة حلب وتقريب مواقف الدول الأعضاء لإنهاء الحرب والنزاعات في العالم الإسلامي.

معارك وغارات

وعلى الأرض، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن المعارك في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة تتركز على محور حي بستان الباشا في وسط المدينة ومحور حي الشيخ سعيد في جنوبها، موضحا أن "الغارات الجوية الكثيفة تركزت على حي الشيخ سعيد، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم في نقاط عدة".

وغداة تمكن النظام من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول في شمال المدينة، نقلت صحيفة "الوطن"، المقربة من الحكومة، عن مصدر ميداني أن الجيش بات يطل على "أحياء عدة وأصبح يشرف نارياً على أحياء الإنذارات وعين التل والهلك".

وفي حين دعت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني واشنطن لتحرك أحادي الجانب، كشف الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أمس، عن وصول شحنتين من مضادات الطيران المحمولة إلى مجموعات "مختبرة" من الجيش الحر. وفي سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية، أوضح ليستر أن "الإمدادات سلمتها غرفة عمليات موم التي تديرها الولايات المتحدة ومنها صواريخ غراد تشيكية وبلغارية الصنع من عيار 122، فضلا عن راجمات صواريخ"، مؤكدا أن المعارضة تسلمت أيضا مدفعية ميدان مع ذخيرتها، بالتوازي مع استمرار تدفق الصواريخ المضادة للدروع من طراز "تاو"، مبينا أن صواريخ غراد والراجمات معدة لمهاجمة مطارات النظام التي تنطلق منها المقاتلات الحربية، فيما ستشكل مضادات الطيران المحمولة رادعا لتلك المقاتلات.

«جند الأقصى» تبايع «فتح الشام»

بعد أربعة أيام من الاشتباكات بين "جند الأقصى" وفصائل إسلامية على رأسها حركة "أحرار الشام" في محافظة إدلب، أعلنت "جبهة فتح الشام" أمس انضمام الجماعة الجهادية، التي صنفتها واشنطن في 20 سبتمبر الماضي بـ"الإرهابية" إلى صفوفها.

واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن ما حصل "سيقف جداراً منيعاً أمام حركة أحرار الشام أو أي فصيل آخر يريد استهداف عناصر جند الأقصى الأكثر تشدداً"، والمتهم عدد من قيادييها بالارتباط بتنظيم "داعش".

back to top