واصلت الأجهزة الأمنية في جهاز مباحث أمن الدولة، التحقيق مع المتهم الداعشي المصري إبراهيم سليمان، الذي ألقي القبض عليه قبل أيام، بعد محاولته قتل عدد من الجنود الأميركيين إثر اصطدامه بمركبتهم بشكل متعمد على طريق الدائري السابع مساء الخميس الماضي.

وقال مصدر أمني مطلع

Ad

لـ "الجريدة" إن المتهم اعترف تفصيليا بانتمائه لتنظيم داعش الإرهابي ومبايعته لأمير التنظيم ابوبكر البغدادي عبر الهاتف منذ أكثر من عام، وأنه أقسم على الولاء والطاعة للتنظيم، وأبدى استعداده لتنفيذ أي عمل إرهابي يكلف به، مشيرا الى أن المتهم اعترف كذلك بأنه يتواصل مع التنظيم عبر شخصين أحدهما مصري موجود بمصر، والآخر عراقي وموجود بالعراق، ويتواصل معهما عبر برنامج "التليغرام".

وأضاف المصدر أن المتهم اعترف أيضا بأنه، بحكم عمله كسائق آلية تنظيف في منطقة عبدالله المبارك المطلة على الدائري السابع، كان يراقب منذ أشهر عدة خط سير الجنود الأميركيين الذين كانوا يستخدمون المركبة الـ "وانيت" البيضاء، ويتوجهون بها الى موقع عسكري على الدائري السابع، وقد أبلغ المتهم سلطات التحقيق بأنه سجل رقم لوحة المركبة وحدد غالبية الجنود الأميركيين الذين يستخدمونها، وكان ينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذ العملية التي كان مترددا في كيفية تنفيذها، حيث كان أمام اختيارين؛ الأول هو تفجير نفسه ومركبته بالجنود، أو الاصطدام بهم وقتل أكبر عدد منهم.

قنابل بدائية

وذكر المصدر أن المتهم اعترف كذلك بأنه تعلم عن طريق صديقه الداعشي الموجود في مصر كيفية تصنيع القنابل البدائية الصنع وتزويدها بدائرة كهربائية ومفجر لكي ينفذ عملية استشهادية متى ما سمحت له الظروف، وذكر المتهم خلال اعترافاته أنه كان يحمل الحزام الناسف الذي صنعه بشكل يومي في سيارة البلدية، وينتظر الفرصة المناسبة لتنفيذ العملية الاستشهادية.

وأوضح أن المتهم أبلغ رجال مباحث أمن الدولة انه كتب وصيته الاستشهادية قبل ثلاثة أيام، كما ذكر أنه قرر تنفيذ عمليته خلال عطلة نهاية الأسبوع دون تحديد اليوم، إلا أنه يوم الحادث شاهد مركبة الجنود الأميركيين وقرر الاصطدام بهم وقتلهم، ونفذ العملية بالفعل، إلا أنه لم يتمكن من الاصطدام بمركبتهم بقوة، مما أدى الى اصطدام مركبته بالحاجز الإسمنتي وانقلابها وإصابته.

من جانب آخر، أبلغ أمني مطلع "الجريدة" أن عملية فحص الحزام الناسف الذي عثر عليه في سيارة المتهم تبين أن المواد الموجودة بداخله تدخل في صناعة المتفجرات، ولكن بشكل بدائي وهي مادة شديدة الانفجار إذا تم مزجها بمواد أخرى، لافتا الى أن رجال الأدلة الجنائية عاينوا كذلك مواد أخرى رفعت من منزل المتهم، ويعتقد أنها تدخل في صناعة المتفجرات، موضحا أن المتهم حديث العهد في صناعة المواد المتفجرة، وتعلمها بطرق بدائية كالتي تستخدم في بعض الدول التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية.

تحقيق موسع

الى ذلك، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا موسعا في حادث مرور وقع قبل أسبوعين، ولقي به وافد أميركي مصرعه على الدائري السابع في طريقه مشابهة للطريقة التي نفذها المتهم ضد الجنود الأميركيين، لافتا الى أن الأجهزة الأمنية طلبت من جهات التحقيق كل ما يتعلق بالحادث المروري وأسبابه والطرف الآخر بالحادث.

وقال المصدر الأمني أن الادارة العامة للتحقيقات فتحت تحقيقا موسعا مع مسؤولي التحقيق في مخفر عبدالله المبارك على خلفية الحادث الارهابي، حيث تبين أن سلطات التحقيق في المخفر لم تسجل قضية حادث وإصابة بالواقعة، ولم تنتقل الى موقع الحادث، ولم تستمع الى إفادة المتهم المصري طوال يومي الخميس والجمعة، واكتفى المسؤولون بكتاب الإحالة الصادر من دوريات المرور، مشيرا الى أن المصادفة المحضة كشفت الحادث الإرهابي، حيث اتصل مسؤولو مستشفى الفروانية، حيث يرقد الإرهابي الداعشي، وطلبوا إحضار بطاقته المدنية لإجراء عملية جراحية له، وعندما توجه عسكري المخفر لتفتيش مركبة الإرهابي عثر على الرسالة الاستشهادية، وأبلغ المسؤولين عنها لينكشف المستور، وسط غياب تام لسلطات التحقيق.

السفارة الأميركية: قلقون من الهجوم ونتوخى الحذر

أعربت السفارة الأميركية لدى الكويت عن قلقها من الهجوم المتعمد على أفراد خدمة أميركيين تعرضوا إلى حادث سير مع مواطن من دولة ثالثة في يوم 6 الجاري.

وقالت السفارة، في بيان أصدرته، أمس، إنها تتابع عن كثب حيثيات الهجوم مع الحكومة الكويتية، موضحة أنها تلقى دعماً كاملاً من السلطات الكويتية وتقوم بالتعاون معها في مجريات التحقيق.

وأضافت أنه ليس لديها في الوقت الحالي أي مؤشرات حول تهديدات محددة أو ذات مصداقية ضد الرعايا الأميركيين في الكويت، مستطردة: وعلى الرغم من عدم وجود تهديدات معينة، إلا أننا ندعو المواطنين الأميركيين إلى ضرورة توخي الحذر فيما يتعلق بأمنهم وسلامتهم الشخصية، سواءً في أماكن السكن أو على الطرق، والبقاء في حالة تأهب وحذر لمحيطهم.